صامدون هم.. رافضون.. عائدون.. متمردون.. مقاومون.. فلسطينيون.. رغماً عن صفقتِهم وقرنِهم المسموم..
ففي جعبة فلسطينَ وتحت سماءها المشرقة عزة وكرامة ايقونات من دمٍ وطين، كيوسُفَ الذي باعَه اخوتُه بثمنٍ بخس، وعادَ عزيزا، وعادوا اليه صاغرين..
هي فلسطين، انتهت سِنِيُّها العجاف، يومَ نبت في حدائقها الرجالُ الرجال، وباتت سنابلُها خُضراً وصُفراً، وبعضُها حُمراً بلونِ الشهادة و التضحيات، وراكمت في مخازنِ الزمنِ ما يقوَى على كلِّ كيدِ الايام وغدرها، فهل سيَقدِرون عليك يا عروسة المدائن اولئكَ النيام والخونة؛ تجارُ الهيكلِ بل لصوصُه المجتمعونَ في المنامةِ وذئبُهم معهم، وقميصٌ لطَّخُوهُ بدمعٍ كَذِبٍ كدموعِ التماسيح، على الوضعِ الاقتصادي للفلسطينيين.. ستُكذبُهم القدسُ وحيفا ويافا وغزة وجنين، وستُحيلُ احلامَهم اضغاثا، ورؤياهُم اوهاما..
هم الفلسطينيون الأحرارالذين عَقدوا العزمَ على السموِّ فوقَ كلِّ الخلافاتِ لمواجهةِ اخطرِ التحديات، فعندَ مفترقٍ مصيريٍّ لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ القدسِ وفلسطين ..
اضرابٌ عامّ ورفعٌ لراياتِ فلسطين وعزّة أهلها ومجدهم من الضفةِ الى غزة، وكلِّ اقطارِ النصرةِ لفلسطينَ من لبنان الى سوريا والعراق والبحرين والعديدِ من الدولِ العربيةِ والاسلامية..
توحدت فلسطين باحتضانها للضفة و غزةُ وصدحت اصوات الوحدة على ألسنة المسؤولين والتي التقت جميعها على رسمَ لاءاتٍ كفيلةً بحمايةِ الامةِ ومعها فلسطين.. فيما كشفت معلومات عن لقاء سيجمع رئيس السلطة محمود عباس ورئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنيّة لرسمِ معالمِ وحدةٍ حقيقيةٍ في هذه المرحلةِ الاستثنائية، وبوجهِ مؤتمرِ البحرين الذي لا يجوز وصفَه سوى بمؤتمرِ الوهمِ المتبدد..
كل احرار العالم إلى جانب فلسطين وهم يجمعون على وحدة بلاءاتٍ تبدأُ من: لا لصفقةِ القرن، لا للتنازلِ عن القدس ،لا للتوطين، لا للوطنِ البديل، لا للتفريطِ بدماءِ القادةِ الشهداءِ من ياسر عرفات الى الشيخ احمد ياسين ومن فتحي الشقاقي الى ابي علي مصطفى وكلِّ الشهداءِ والمجاهدين..
فلسطينُ التي رَدَّت الوفاءَ للاوفياء، حيَّت لبنانَ حكومةً وشعباً وبرلمانا، والكويتَ بشخصِ رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم، وكلَّ من رفض صفقة العارِ او بيعَ فلسطينَ من عربٍ ومسلمين ..وهؤلاء جميعا يردون التحية بمثيلتها نصرة لفلسطين ومقاومتها التي هي وحدها الخيار الانجعُ بكلِّ عناوينِها وصولاً الى النصرِ الذي باتَ قريبا..
**