رأى رئيس حزب التوحيد العربي وهاب أن حصار ومحاولة تجويع الشعب الإيراني من قبل واشنطن هو بمثابة إعلان حرب، معتبراً أن من حق إيران أن ترد، لافتاً الى أن الرسائل الإيرانية ستتصاعد كل أسبوع أكثر فأكثر.
وأكّد وهاب في حديث لبرنامج “نهاركم سعيد” عبر قناة الـLBCI ، مع الإعلامي مالك الشريف أن كل المصالح الأميركية ستضرب بحال شنت واشنطن الحرب ضد إيران، لان الحرب ستكون حرب وجود، مشيراً الى أنه ضد مشروع “الإخوان المسلمين”، لافتاً الى أن “الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أسقط مشروع الإخوان وهذا ما ساعد الرئيس السوري بشار الأسد على نقل الدفة في الميدان السوري بمساعدة إيرانية وروسية، واليوم مشروع الإخوان يترنح في ليبيا وفي السودان ذهب مع ذهاب الرئيس عمر البشير ومنع الخطر الإخواني عن الخليج والاردن.”
وردًّا على الإنتقادات التي طالته بعد تغريدة عن السعودية، قال وهاب: “ليس وئام وهاب مَن يتم شراؤه”، مضيفاً “أنا ضد حرب اليمن لأنها حرب ظالمة، وأنا مع حرب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضد التطرف الإسلامي في السعودية، لأن خربان السعودية يعني 200 ألف إرهابي سينتشرون في العالم، والمشروع السعودي ضابط الوضع المتطرف، ومَن يريد إسقاط السعودية بأيدي أميركية وتركية وإخوانية أنا ضده، والسعودية بقيادة محمد بن سلمان عدلت موقفها في سوريا بشكل إيجابي، ما غيّر الأوضاع في سوريا بعد سحب الدعم من جماعات مسلحة مما أدى الى سيطرة الجيش السوري على العديد من المناطق المحتلة”، لافتاً الى أنه يرفض التعدي على السعودية ومصر كما كان ضد إسقاط صدام حسين وغيره من العرب، معتبراً أن هذا الإستهداف الذي هو “بمطية أردوغان” يهدف للضغط من أجل إنجاح “صفقة القرن” وجر مصر والسعودية إليها، لافتاً الى أنه “لو استمر الرئيس محمد مرسي في السلطة في لكان الإخوان المسلمين تقدموا الى المغرب العربي والخليج وهدفهم كان إسقاط سوريا والسيطرة على الخليج لإعادة إحياء الخلافة العثمانية”.
ودعا وهاب الى موقف مصري سعودي عراقي سوري إماراتي جزائري موحد ما يؤسس لمنظومة أمنية سياسية عربية، والى حوار سعودي – إيراني وهذا هو الأهم، معتبراً أن واشنطن تحاول استهداف الدولتين بطريقة أو بأخرى: إيران عبر المباشر بفرض المزيد من العقوبات والسعودية عبر غير المباشر من خلال مقتل الصحافي جمال الخاشقجي، موضحاً أن “مَن يوافق على المحكمة الدولية والتحقيق الدولي في السعودية لا يستطيع تبرير المحكمة الدولية في لبنان وسوريا، مؤكّداً أنه “لولا موقف الرئيس سعد الحريري الجريء في لاهاي الذي أنهى مفاعيل المحكمة الدولية في لبنان لكنا ذهبنا الى فتنة في لبنان”.
إذ كشف أن تركيا سرقت 111 مليار من الودائع الإيرانية المودعة في أحد بنوك تركيا وبمعرفة أردوغان، جدّد وهاب وقوفه مع السعودية ضد تركيا والتحقيق الدولي كما مع مصر، موضحاً أن تركيا تغتصب لواء الإسكندرون وتحتل أراضٍ سورية وعراقية، مؤكداً أن مشروع استهداف السعودية ومصر مكمل لجر السعودية ومصر الى صفقة القرن، مستغرباً كيف أن ترامب وكوشنير يعتقدان أن كل شيء يحل بالمال، موضحاً أن “إيران لم تشكل يوماً خطراً على الدول العربية لم تحتل يوماً أرضاً عربية كما تفعل تركيا، بل كانت دائماً تدعم كل المقاومات في لبنان وفلسطين واليمن.
وختم حدثه بالشق الإقليمي بالقول: “إذا جرت هناك حرب بين إيران والولايات المتحدة كل المصالح الأميركية ستضرب لأن هذه الحرب هي حرب وجود”.
محليا، استبعد وهاب السير بالآلية في التعيينات معتبرا أنها قد تأتي في بعض الاحيان بموظفين غير ناجحين، لافتاً الى أن الأمور ذاهبة الى المحاصصة في موضوع التعيينات وبحسب الأحجام، موضحاً أنه ليس بالضروري الناجح بالإمتحانات في مجلس الخدمة المدنية أن يكون مناسباً للوظيفة العامة”، داعياً الى تعديل المعايير في إمتحانات مجلس الخدمة، مؤكداً أن المعارضة الدرزية ستحصل على الثلث من التعيينات وبموافقة الحلفاء.
واعتبر وهاب أن من حق التيار الوطني الحر أن يتمثّل في الإدارات بحسب حجمه التمثيلي، واعتبر وهاب أن السياسة التي اتبعها “حزب الله” في السابق في عدم التدخل لحل المشاكل بين الحلفاء خلقت العديد من المشاكل، لافتاً الى أنه بحال عدم قدوم وزير الخارجية جبران باسيل أو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية سيحصل “زعل” شديد من الطرفين، مقترحاً حلاً واقتراحاً جريئاً ومناشداً أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله السير فيه، لإقامة شراكة سياسية بين المردة والوطني الحر كما كانت في العام 2005 لانتخاب فرنجية رئيساً في الفترة المقبلة وبعد ولاية فرنجية يأتي باسيل رئيساً، وأن يكون هناك برنامج حكم لمدة 12 سنة مقبلة بالشراكة مع الرئيس سعد الحريري إذا بقي في الحكم، متمنياً أن تبصر هذه المبادرة النور، موضحاً أنه اليوم شروط رئاسة الجمهورية غير متوفرة برئيس القوات سمير جعجع الوحيد الذي خرج من منطق الحرب، وأراه يتوجه الى مؤسسات الدولة وهذا الفكر غير موجود لدى كثير من قادة الميليشيات.
وحول اعتراض جنبلاط على ما يحدث اليوم وعلى الموازنة تساءل وهاب، “جنبلاط معترض على ماذا؟ لقد دخل في التسوية الرئاسية التي أنتجت الحكومة الحالية مقابل سلسلة أمور منها في موضوع الكهرباء وسيدر والوزير جنبلاط طالب القرب من إحدى هذه الملفات ومنها الكهرباء ولكنه فشل، لذلك يعترض.
وفي ملف الفساد، تساءل وهاب أين محاربة الفساد من الدولة؟ وقال: “فتش عن الصفقات تعرف ما يحدث، الصفقات في لبنان تنتج سياسة وهناك مجلس يترأسه علاء الخواجة وهو مَن يسيطر على كل شيء”، لافتاً الى أن “حزب الله” يريد الإصلاح ويحققها في وزاراته كما يحصل في وزارة الصحة عبر موضوع خفض سعر الدواء، مشيراً الى أن وزارة الأشغال حتى اليوم لم تقم بإصلاح الطرقات المتضررة من الشتاء لعدم وجود المال، موضحاً أن “الدولة تعيش في الفراغ ومازالت تتحدث بالموازنة منذ ستة أشهر، موضحاً أن مليار ونصف دولار ترميهم الدولة في السوق يذهب منها الى الإسكان الذي يحرك كافة القطاعات، ولكن اليوم لا يوجد شيء لا توظيف ولا تطويع وإنهيار المؤسسات مستمر والسياحة لازالت خجولة، معتبراً أن الدولة وكل التركيبة السياسية ستفرط في لحظة معينة مع تحرك الناس، لافتاً الى أن مؤسستين ما كان يجب المس بهما هما الجيش والقضاء: الجيش عبر المس بتعويضات العسكريين وغيرها، متسائلاً أليس من المعيب أخذ 3% من معاش المتقاعدين العسكريين؟
معتبراً أن تحرك المتقاعدين العسكريين محق، والقضاء عبر القضاة بالرغم من أنه يجب تعزيز الوضع المالي للقاضي لتحصينه، لافتاً الى الملفات التي تركب اليوم على القضاة، متسائلاً هل يمكن للدولة بدل البحث عن تحسين وارداتها ودورتها الإقتصادية أن تمد يدها على جيوب مواطنيها؟
كما لفت وهاب الى فضيحة مكب برج حمود، وفضيحة معمل دير عمار موضحاً أن “هناك مستثمراً (ريمون رحمة) دفع 4 مليون دولار لعمل دفتر الشروط لمعمل دير عمار وفق شروطه، موضحاً أنه منذ سنة وشهرين مجلس الوزراء السابق هرب موضوع الكهرباء وفق ال BOT، وحتى اليوم أين موضوع الكهرباء؟ لافتاً الى أن الصفقة عرقلت بعد دخول غسان غندور عليها واليوم العين على معمل الزهراني وجنبلاط عينه على معمل الجية بانتظار حصته من الجبنة.
وكشف وهاب أن “كتلة الوفاء للمقاومة تحضر لملف كبير من الفساد هو الكسارات والمرامل الذي يخسر الدولة 3 مليار دولار على الحكومة اللبنانية، متسائلاً، لبنان بلد صغير كيف يحمل 1500 مرملة وكسارة؟ كاشفاً أنه “يوم كنت في وزارة البيئة أوقفت الكسارات والمرامل ولكن اكتشفت أن أحد رؤساء المخافر كان يمنح تصريح لأربعة مرامل”.
وتوجه وهاب لجنبلاط بالقول: “أقفل مدخنة سبلين، متسائلاً لماذا معامل الترابة طالما يمكننا استيراد الترابة من مصر وتركيا بأسعار أقل لتباع في الأسواق اللبنانية بأقل من النصف من أسعار سوق الترابة اللبنانية؟”.
وختم وهاب حيثه بالقول: “فقدت الأمل بالبلد وما بقي لدي الناس الذين أخدمهم وفق إمكانياتي وهذا طموحي اليوم في معالجة بعض المشاكل الإجتماعية والصحية، ولولا إقتناعي بموضوع المقاومة كنت مع وضع يد الأمم المتحدة على لبنان لإعادة تأهيله، مشيراً الى أنه “ما زلت داخل المحاصصة في كافة الملفات ومصالح جماعتي مؤمنة”، مؤكداً أن “لا مصلحة لأحد في الحرب وفي آخر لحظة قد ينجح الحوار”.