شدّد رئيس “حزب التوحيد العربي” وئام وهاب على أن “ما يحصل اليوم في المنطقة هو حرب متقطعة”، مشيرًا إلى أن “من يعتبر أي عملية عسكرية أو قصف ناقلة هو بداية للحرب، فهو مخطئ لأن الحرب بدأت في 2 أيار”.
وأكّد وهاب، في حديث لقناة “المنار”، ضمن برنامج “حديث الساعة”، مع الإعلامي عماد مرمل، أن “الحل هو التوصل الى حوار ايراني – سعودي – اماراتي”، لافتّا إلى أن “ذلك يشكل المدخل لنزع هذه الورقة من يد الأميركي الذي يستعملها لإبتزاز المنطقة والإيرانيين. لكن الأميركي أخطأ في الحساب لأنه لم يدرك أن إيران ليست العراق وليست كأي دولة في المنطقة بل لديها قدرات كبيرة وتملك أذرعًا تبدأ في أميركا وتمتد الى أووربا وتصل الى الشرق الأوسط كله”، داعياً أمير الكويت والسلطان قابوس للقيام بمبادرة جدية باتجاه إيران والسعودية والإمارات لفتح حوار إيراني – سعودي – إماراتي لتجنيب المنطقة من حمام دم جدي وكبير ودمار هائل سيلحق المنطقة ونحن على أبواب حرب إلا أن الإستعدادات الأميركية لا تصل الى مستوى الحرب.
وكشف “أننا في بداية التصعيد وإذا لم يتراجع الأميركيون عن الخطوات التي قاموا بها، فسيحصل في كل أسبوع تصعيد الى أن يأخذوا قرارات غير مباشرة لتنفيس الأزمة، بالسماح، مثلًا، للنفط الايراني للوصول إلى اليابان”، موضحًا أن “لبنان تسوية أميركية إيرانية فيها في مكان ما السوري والسعودي. ونحن على حدود فلسطين المحتلة. إيران قادرة على قلب الطاولة على رأس الجميع، فهي قوة اقليمية لا تملك فقط السلاح بل هي قوة يتعاطف معها ملايين الناس في المنطقة. والايراني يمكنه أن يلعب في العراق وفلسطين وفي كل المنطقة”.
وعن الاتهام الذي وجهه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى إيران بشأن تفجير السفينتين في عمان، رأى وهاب أنه “من الطبيعي أن ينفي الايراني التهم الموجهة إليه باستهداف السفن، لافتاً الى أنه يمكن أن يكون هناك طرف ثالث متورط يريد أن يشعل الوضع في المنطقة من خلال تصعيد الصراع الأميركي الإيراني وهو إسرائيل”، منوهًا بأن “ما قام به المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد علي الحسيني الخامنئي جعل أي مسلم يشعر بنشوة فخر بأن يعامل الإيراني أميركا بالطريقة المهينة، وفي ذلك شيء من العزة، معتبراً أن رئيس الوزراء الياباني لم يأتِ برسائل أميركية إيجابية الى إيران والعجرفة الأميركية لا زالت مستمرة، موضحاً أن “ترامب أخطأ بالعنوان ولم يعرف أن قاسم سليماني ليس مثل صدام حسين. المسألة مختلفة لأن سليماني قادر أن يوجه ضربة قاسية أينما يشاء وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية”.
وركّز على أن “الحرب الشاملة ستكون بتدمير المدن الفلسطينية بالكامل. ويوم بدء أميركا الحرب على إيران سيكون يوم القيامة في المنطقة”، مبينًا “أنني لا أقبل أن أجمع الموقف الاسرائيلي مع الموقف السعودي الذي سيتضرر حتمًا وبالكامل من هذه الحرب وهو متضرر من حرب اليمن أصلًا، ولكن الاسرائيلي سيستفيد منها من جهة ولكنه سيتضرر أيضًا منها من جهة أخرى. ترامب أدخل العالم في عنق الزجاجة والمطلوب منه إخراجه. الحرب الشاملة ليست قريبة إلا إذا جنّ ترامب وقرر أن يضرب بالنووي، وإذا فعل سيتم ضرب الكثير من المصالح الأميركية على صعيد العالم، وواضح أن الايراني لا يقوم بضرب المصالح الأميركية المباشرة لكن إذا تحرك في مواجهة ايران ستشتعل المنطقة”.
ولفت وهاب الى وجود فوضى شاملة في اليمن والعراق مشدداً على أن بوابة الحل حوار سعودي – إيراني – إماراتي، كاشفاً أن “الإمارات أخذت موقفاً إيجابياً من الأزمة السورية كاد يتحول الى عودة إماراتية الى الساحة السورية دبلوماسياً ومن خلال الإعمار ولكن هناك معوقات وكذلك بعد مجيء الملك محمد بن سلمان كان هناك موقف سعودي إيجابي من الأزمة السورية وانعكس إيجاباً في أكثر من منطقة في سوريا، مؤكّداً أن “صفقة القرن” لن تمر دون موافقة الفلسطيني، لافتاً ألى “نقاش جدي لتوطين الفلسطينيين في لبنان”.
وحول التسوية الرئاسية، أكّد وهاب أن تلك التسوية غير قابلة للسقوط لأن لا بديل عنها في الداخل والحريري إلتزم بها، معتبراً أن رسائل الحريري كانت لداخل البيت أكثر مما كانت لخارجه، كاشفاً أن الحريري لم يقصر مع نهاد المشنوق وأنقذه في الإنتخابات النيابية وأرى أن لا يذهب نهاد المشنوق في هذا الإتجاه، موضحاً أن موضوع أشرف ريفي مختلف عن موضوع المشنوق والحريري لم يعطِ ريفي ما أعطاه للمشنوق.
وإذ أعلن في هذا الإطار أنه “ضد التسوية الرئاسية لما لها من سيئات بأن تحول لبنان الى نظام أمني وقمع للحريات، دعا وهاب كل القوى السياسية وقوى المجتمع المدني التي تحافظ على الحريات التحرك في هذا الموضوع، لأنه “لا يمكن استهداف القضاء والتشهير بالقضاة بالطريقة التي حصلت، معتبراً مطالب القضاة محقة خاصة بما يتعلق بالتدخل السياسي بالقضاء.
وحول ما قاله باسيل عن اليد العاملة الأجنبية في لبنان بما فيها السعودية والسورية تساءل وهاب لماذ يتم شمل السعودي بموضوع اليد العاملة في لبنان؟ السعودي يأتي الى لبنان ليستثمر فيه؟ لافتاً الى أن مؤتمر سيدر هو لإبقاء النزوح السوري في لبنان، موضحاً أن “لا أوروبا ستحمّل السوريين في بواخر لتعيدهم الى سوريا وكذلك الأمر لبنان لن يعمل على إعادة السوريين، وحدها فقط إعادة الإعمار في سوريا تعيد النزوح السوري إليها، لافتاً الى أننا في لبنان “نحن نتسلى حتى في موضوع الموازنة لأننا في الوقت الضائع”، معتبراً أن “الحل الوحيد في لبنان هو وحدة مشرقية اقتصادية أو سوق مشتركة بين لبنان والعراق وسوريا والأردن عندها يكون للبناني فرصة جدية.
ودعا وهاب لخطة عشرية جدية لتطوير الزراعة والصناعة وغيرها من القطاعات لأن الناس بحاجة الناس علم وفرص عمل وقدرة شرائية، لافتاً الى أن “أساتذة الجامعة اللبنانية لديهم حق في رفع موازنة الجامعة اللبنانية، موضحاً أن “الزعبرة” لا زالت مستمرة وكأن شيئاً لم يحدث كما يحصل في تلزيم الكهرباء حيث تمّ تعيين شركة ألمانية “فيتشنر” وهذه الشركة مفسلة ومتعثرة أتى بها الأستاذ الكريم المبجل الأستاذ علاء بيك الخواجة المنقذ الكبير وبنك عودة قدم 4 ملايين دولار لهذه الشركة لتباشر بالدراسة، ماذا وراء ذلك؟ لماذا تقبل الدولة بذلك لتأخذ أورهان الصفقة؟ لماذا لم يتم العمل بمعمل دير عمار؟ واصفاً أن العملية كلها تركيب طرابيش، مؤكّداً أن علاء الخواجة هو الذي يرعى التسوية الرئاسية”، كاشفاً أن الوزير محمد شقير أتى بأحدهم من آل الحسيني لجمع الأموال والظاهر أن البنوك غير متشجعة ويجمع من هنا مليون ومن هناك 3 ملايين ومن هنالك 5 ملايين للإستثمار في الشركات التي تعمل في الهاتف وكوزير لا يمكن أن ينشئ جمعية وصندوق لجمع الأموال أو كموظف لا يمكن أن تأخذ ليرة خارج الأموال الرسمية، فهو يقوم بإنشاء صندوق برعاية أحدهم من آل الحسيني لا علاقة له لا بالدولة ولا بالوزارة للإستثمار بالهاتف كما أجرى تلزيم الفايبر أوبتك من عام ونصف ومازلنا نعاني من موضوع الإنترنت ولم يتم السير بالمشروع بحجة دراسته ليأخذ منه شيئاً لافتاً الى أن الفقراء لا يقومون بالصفقات بل الذين لا يشبعون هم الذين يقومون بالصفقات.
واعترى وهاب استياء كبير من أن لا شيء سيتم معالجته في ملف الفساد في لبنان لأن على صعيد التسوية هناك عصابة ما تعمل، مؤيّداً ما كشفه اللواء جميل السيد في ملفات الفساد إلا بموضوع حجيج فهو مخطئ.
وأسف وهاب من أنه لا يمكن المس بالرؤوس الكبيرة لأنه سبق وقتلوا إبني الشهيد محمد أبوذياب ولكن لن أنام على ثأر وسألاحقهم الى النهاية، ودم محمد أبوذياب سيبقى في رقبة ناس محددين ولن أسكت عنهم، لافتاً الى أن شعبة المعلومات شعبة محترفة وعماد حمود قام بإنجازات على عكس عماد عثمان الذي لديه 200 ألف مخالفة بين آبار إرتوازية وعمار، متوجهاً الى الحريري بالقول: “أنصحك دولة الرئيس الحريري أنه في مكان ما هناك حمولة زائدة يجب رميها وعماد عثمان حمولة زائدة يجب رميها وهناك 100 ضابط في الأمن العام يستحقون أن يكونوا مدير عام، معتبراً أن الحقد في السياسة مستشار سيء، متمنياً من قائد الجيش فتح تحقيق بما حصل في طرابلس مؤخراً، متوجهاً بالتحية الى الضباط والقادة الشرفاء.
وفي ما يتعلق بمعمل فتوش في عين دارة قال وهاب: “أنا ضد أي صدام وإراقة أي نقطة دم في الجبل، لا معمل فتوش ولا معمل سبلين يستاهل نقطة دم، مطالباً وليد جنبلاط بالتفاوض مع فتوش لأن المعمل يؤمن فرص عمل للكثير من أبناء الجبل لافتاً الى أن جزءًا من أهل عين دارة مسيّر سياسياً”.