منذ عام 2018، شنّت الولايات المتحدة الأمريكية حربا تجارية ضد العديد من الدول بما فيها الصين، وأعلنت زيادة الرسوم الجمركية على البضائع الصينية بقيمة 200 مليار دولار أمريكي، كما هدّدت بفرض 25 بالمائة من الرسوم الجمركية على بقية البضائع الصينية بقيمة 200 مليار دولار أمريكي أيضا.
تعتبر الحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الصين هي الأكبر من نوعها في التاريخ، وتمثّل التنمّر التجاري النموذجي، وستضرّ بسلسلة الصناعة وسلسلة القيمة العالمية، وتعرقل وتيرة تعافي الاقتصاد العالمي، وتؤدي إلى اضطراب السوق العالمية، وتلقي بظلالها على عدد متزايد من الشركات المتعدّدة الجنسيات والشركات العادية والمستهلكين الأبرياء، ولن تخدم بل ستضرّ بمصالح الشركات الأمريكية والشعب الأمريكي.
تكتسب العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية بصفتهما أكبر اقتصادين في العالم أهمية بالغة للبلدين ، وتلعب دورا حيويا لدفع تنمية الاقتصاد العالمي. وكان من المفترض للجانب الأمريكي أن يعمل مع الجانب الصيني لتحمّل المسؤولية المطلوبة لدفع نمو الاقتصاد العالمي، غير أنه أصرّ على شنّ حرب تجارية بشكل أحادي الجانب وبدون الاستماع إلى نصائح الآخرين وفرض الرسوم الجمركية الإضافية على البضائع الصينية مرارا وتكرارا، مخالفا التوافق الذي توصّل إليه الجانبان، حينما كان الجانب الصيني يتشاور معه بروح الصدق والإخلاص.
إن الصين لا تريد حربا تجارية، لكنها ليست خائفة من خوض هذه الحرب. إذا أضرم شخص ما نيران الحرب عند بابنا، فمن المؤكّد أننا سنقاتل حتى النهاية. لن يخضع الجانب الصيني لأي ضغط خارجي، ولديه العزم والقدرة على الدفاع عن حقوقه المشروعة. إن ما إتّخذه الجانب الصيني من التدابير المضادة اللازمة لا تهدف إلى الدفاع عن حقوقه المشروعة فحسب، بل إلى حماية التعددية ونظام التجارة الحرة أيضا.
يرى الجانب الصيني دائما أن فرض الرسوم الجمركية الإضافية لن يحل أي مشكلة وشن الحرب التجارية سيضرّ بالآخرين وبنفسه في آن واحد. نأمل من الجانب الأمريكي أن يعمل مع الجانب الصيني للتوصّل إلى الاتفاقية القائمة على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك على أساس الاحترام المتبادل والتعامل على قدم المساواة والإيفاء بالوعود.
يتمتّع الاقتصاد الصيني بصلابة قوية، ولدينا ثقة تامة بأننا قادرون على الصمود أمام المخاطر والصدمات الخارجية أي كانت. ستترك الإجراءات الحمائية الأمريكية بعض التداعيات على الصين، غير أن الصين قادرة تماما على التغلّب عليها. وتمتلك الصين منظومة الصناعات المتكاملة، والقدرة الابتكارية العلمية والتكنولوجية المتنامية، وأكبر فئات الدخل المتوسط في العالم، وسوق الاستهلاك والاستثمار الهائلة. ولدينا ثقة تامة بآفاق الاقتصاد الصيني، وسنمضي قدما بالإصلاح والانفتاح وبالتنمية الاقتصادية عالية الجودة بثبات على إيقاعنا وخطواتنا، وحسب جدولنا الزمني وخارطة طريقنا بالذات، بما يجعل الاقتصاد الصيني ينمو بصورة مستقرّة ومستمرّة.
ستعمل الصين على تعميق الإصلاح وتوسيع الانفتاح على الخارج بعزيمة لا تتزعزع. وترحّب الصين بالشركات الأجنبية لزيادة استثماراتها في الصين، كما سنواصل جهودنا لخلق بيئة الاستثمار والأعمال الأكثر استقرارا وعدالة وشفافية للمستثمرين الأجانب.
**