شهيد بني معروف، والهائم في ملكوت الكرامة المتفردة بجمال الحرف، المتجلى في محراب المفردات، المغرد في بساتين الأمنيات،المحلّق كعصفورطليق ينشد أناشيد التغيير،ويعزف الحان البشرى، بالفجر الآتي على أغصان الزيتون،وأمواج نهر الجاهلية، وعناقيد العنب المنهمر على جداول الوفاء الأبدي، يكرّمه الوزير وئام وهاب في احتفال كبير في الجاهلية بحضور حشد من رجال الدولة والسياسة والمرجعيات الدينية وحشد شعبي من كافة مناطق الجبل وحاصبيا وراشيا والذين تقاطروا لازاحة الستارعن النصب التذكاري لحارس بوابة الجبل الشهيد محمد أبوذياب في مكان استشهاده بما يليق بوفائه ومواقفه البطولية وتضحياته التي أصبحت قصيدة شامخة تحيا بين الناس.
على نغمات عبق الشهادة .. يطل محمد أبوذياب من عليائه وهو الذي سكب كل عمره في النضال، وصبّ عرق شبيبته في كأس الحرية والكرامة ودفع ثمن قناعاته بالشهادة.
محمد أبوذياب، شهيد بني معروف الذي رتبت له الأقدار فرصة الالتحاق بركب الكبار.. وهو الذي قرر أن يتمرد على قصص الذل والعبودية مهما كان شكلها أو لونها أو نوعها.. والترفع عن محاولات تخدير المجتمع بأفكار فتنوية عن أعراف وتقاليد مجتمعه، وتدريب فكره بإشباعه على ثقافة مشبعة بكل معاني العزّة والشهامة.
محمد أبوذياب، بكَ يليقُ التكريم وأنتَ الآتي من زمنِ الأوفياء .. انطبع فيك حب الشهادة، وسخرت لها كل حياتك لتظلّ الأرض مسيّجة بالكرامة التي غنّيت لها اسم التوحيد مكتوب على شمس لا تغيب.
طلّتك بيننا تخبرنا كثيرا من عظمة قوم لا ينكسر، وعن وجوه تحتل الذاكرة، وأصوات عشقناها، ومواقف ترفع الروح الى حيث يعلو الحلم والحياة.
محمد أبوذياب لقد أتقنت ريادة الوفاء فأبدع، وسخّرت هذا الوفاء لمصلحة قضيتك وأهلك ورفاقك ومحبيك، محمد أبوذياب هذا الشهيد الذي آمن بالتوحيد وبإمكانيات شبابه، في الظروف الحلوة وفي الظروف المرة، ومن الداعمين لمسيرة الوزير وئام وهاب وكانت له في هذه المسيرة بصمات واضحة ومشرّفة.
محمد أبوذياب الذي ودّعناه بالأمس على الأكف العالية والوفية إلى مثواه الأخير،باق بيننا بما تركه من إرث لا ينضب عبر مواقفه ومبادراته والتركة الثمينة على صعيد العزّة والكرامة التي أبحر في أعماقها، وهذا الإرث الكبير من الواجب الحفاظ عليه ليكون إغناء لمسيرة التغيير،وليكون في خدمة الأجيال القادمة لتعرف ماهيّة قدسية هذه الدماء التي تقطر ربيع التغيير الآتي.
تحية لك أيها الشهيد الكبير، لأنه بتكريمِكَ منحتنا الأمل مجددا ، وسطَ المصاعبِ والتحدياتِ التي تواجه كل الأحرار ، وتجعلُ منهم قوماً عظيماً قادراً على اجتراحِ حياةٍ أفضل.
محمد أبوذياب أنت الحقيقة التي تعلّم الأجيال أن لا يستمعوا إلى الذين يقدسون الجهل والتبعية العمياء ويروّجون لليأس في أنفس الأجيال.. فالتاريخ لا يرحم.. والتاريخ يصنعه الكبار..
**