درجة الحرارة مرتفعة هذه الأيام ولكنها ازدادت ارتفاعا في مياه الخليج بعد الانفجارات القوية التي هزت ميناء الفجيرة الاماراتي واستهداف سفن شحن للنفط على ساحل الإمارات الشرقي خارج مضيق هرمز من جهة بحر عمان.
على الفور سارعت الرياض وابو ظبي إلى تحميل المجتمع الدولي مسؤولية توفير الحماية للملاحة الدولية واظهار الحزم لايقاف مثل هذه الافعال كون الحادث وقع خارج المياه الإقليمية للامارات وداخل مياهها الاقتصادية ما يعني ان ضمانة السلامة البحرية في اعالي البحار هي مسؤولية دولية في المقام الاول ضد كل المهددات والتحديات.
لقد فتح تحقيق في هذا الحادث الذي وصفته أبو ظبي بالخطير؛ وهو يحمل دلالات مهمة وخطيرة تمس وتهدد الملاحة التجارية الدولية في ممر ملاحي استراتيجي؛ حيث غرّد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي على تويتر بالقول: أن الحقائق ستتضح وأن الإمارات لها قراءاتها واستنتاجاتها. فيما وصفت السعودية الأمر بالعمل الإجرامي وأنه يشكل تهديداً خطيراً لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية.
بالمقابل نفت طهران أن تكون لها علاقة بالموضوع وشجعت على إجراء تحقيق؛وقد علّقت ايران على لسان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني حشمت الله فلتحت بيشة؛ على التقارير الاعلامية التي تحدثت عن انفجارات الفجيرة؛ مؤكدا ان هذه التفجيرات اثبتت ان أمن جنوب الخليج الفارسي هش كالزجاج.
ولكن من يقف وراء هذه التفجيرات؟ وماذا عن توقيتها؟
مما لا شك فيه فإن منطقة الخليج مهددة بالاشتعال بعد اقدام ادارة الرئيس الاميركي ترامب بتصعيد العقوبات الاميركية بنسختها الأخيرة على النفط الايراني.
ولكن كيف يمكن ان تكون إيران من يقف وراء تفجيرات وأحداث الفجيرة أو ما أصاب ناقلات النفط السعودية في حين ان المنطقة التي حصلت فيها التفجيرات انما تقع خارج مضيق هرمز وفي بحر عمان الواقع جنوب مضيق هرمز وفي الممر المائي بين مضيقي هرمز وباب المندب، والتي كانت دائماً مسرحاً لجماعات القرصنة البحرية الصومالية، حتى بدأ التنسيق الواقعي بين إيران التي تملك أهم أسطول بحري قوي في منطقة الخليج، وبين السفن الآتية وفي مقدمتها ناقلات النفط، لمواكبتها في هذا الممر الخطير، وهو ما توقف منذ بدأت العقوبات الاميركية في نسختها الأخيرة على طهران ومن ضمنها التعهد الإماراتي السعودي بالشراكة في العقوبات عبر ضخ الكميات التي يحتاجها سوق النفط بفعل نقص المبيعات الإيرانية بسبب العقوبات.
من المعقول جدا أن تكون مسؤولية من يدّعي القدرة على ضمان استقرار سوق النفط دون إيران أن يقدم الدليل على ذلك. وما جرى يقول إن الاميركيين والخليجيين عاجزون بدون إيران عن فعل ذلك، من دون أن يفيدهم توجيه الاتهامات لها بشي.
وأمام هذا المشهد الذي يتزامن مع تحشيد اميركي للمنطقة ان يبدأ ارتفاع الأسعار في سوق النفط العالمية، وان نشاهد مزيد من التوتر الذي سيؤدي إلىالمزيد من الارتفاع والمزيد من زيادة أكلاف التأمين على السفن التجارية وناقلات النفط، والسعي لتخزين كميات احتياطية خشية اندلاع أزمة تتسبب بوقف تدفق النفط من المنطقة، وكل جنون أميركي أو مواقف أقليمية متهورة تحت شعار تفادي الأزمة ستدفع الامور بهذا الاتجاه بسرعة أكبر.
ومن اجل منع تفاقم الازمة إلى ما لا يخمد عقباه يصبح من الضروري ان يتلقف الأطراف المعنيون الطريق الى طاولة التفاوض في سوتشي، وان تدرك الادارة الاميركية بان الحرب على سوريا انتهت او تكاد، والذي هزم في بلاد الأمويبن ليس القاعدة” ولا “داعش” ، بل قادة الحلف الأطلسي مجتمعين ومعهم كل حلفائهم في المنطقة وفي المقدمة «إسرائيل».
**