تراجعت البورصات العالمية ومنها بورصة موسكو، امس، بعد تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، حيث هدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بفرض قيود جديدة على البضائع الصينية.
وشهدت الصين أسوأ خسائر في آسيا، حيث سجلت الأسواق الصينية أسوأ أداء يومي منذ نحو عامين، وأغلق مؤشر «Shanghai » الصيني على تراجع نسبته 5.6%، عند 2906.4 نقطة، كما هبط مؤشر «Shenzhen » بنحو 7.4% ليغلق عند مستوى 1515.8 نقطة.
أما بورصة موسكو، فقد تراجع مؤشرها للأسهم المقومة بالروبل «MICEX » بحلول الساعة 16:01 بتوقيت غرينيتش، بنسبة 0.91% إلى 2578.19 نقطة، فيما تراجع مؤشر «RTS» للأسهم المقومة بالدولار بنسبة 1% إلى 1235.94 نقطة.
كما هبطت الأسواق في أوروبا، حيث انخفض مؤشر «DAX » الألماني و«CAC » الفرنسي بأكثر من 2%، كذلك تراجعت الأسهم الأميركية وصعدت العائدات على سندات الخزينة.
وجاء إعلان ترامب قبل أيام من وصول وفد صيني إلى واشنطن لاستكمال المفاوضات التجارية بين البـــلديــن، حيث كان من المتوقع أن تكون هذه الجــولة الأخيرة، ويمكن أن تنتهي بالتوصل إلى اتفاق تجاري.
وفي أسواق النفط، جرى تداول مزيج «برنت» العالمي بحلول الساعة 11:01 بتوقيت موسكو عند 69.47 دولار للبرميل، بانخفاض نسبته 1.95% عن التسوية السابقة. كذلك تراجع الخام الأميركي «غرب تكساس الوسيط» بنسبة 2.15%، إلى 60.61 دولار للبرميل.
وخلافا للبورصات وأسواق النفط، عزز إعلان الرئيس الأميركي أسعار الذهب، الذي يعد ملاذا آمنا في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية أو الاقتصادية العالمية.
وارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.3%، إلى 1282.51 دولار للأونصة، بحلول الساعة 05:57 بتوقيت غرينيتش، فيما صعد الذهب في العقود الأميركية الآجلة بنسبة 0.2% إلى 1284 دولارا للأونصـة.
” ترامب والصين “
وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن بلاده لن تقبل باستمرار الخسائر التي تتكبدها في تجارتها مع الصين، التي تبلغ مئات المليارات من الدولارات سنويا.
كتب ترامب، في تغريدة عبر حسابه على (تويتر)، «الولايات المتحدة ظلت تخسر لسنوات ما بين 600 و800 مليار دولار على الصعيد التجاري»، مضيفا، «مع الصــين، نخسر 500 مليار دولار، ولن نقبل بذلك بعد الآن».
وأعلن ترامب، أنه سيزيد من قيمة التعريفات الجمركية على البضائع الصينية من 10 بالمئة إلى 25 بالمئة ابتداء من يوم الجمعة المقبل.
وحذرت الولايات المتحدة في كانون الأول الماضي من أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع جمهورية الصين الشعبية بشأن بعض القضايا التجارية خلال 90 يوما، فإن الرسوم سترتفع إلى 25 بالمئة. ومن جانبها، وافقت الصين على شراء كمية «بالغة الأهمية» من السلع الزراعية وغيرها من السلع من الولايات المتحدة للحد من اختلال الميزان التجاري.
يذكر أن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية بدأت بعد الـسادس من تموز عام 2018 مع دخول فرض رسوم جمركية متبادلة لهاتين الدولتين حيز التنفيذ، حيث فرضت الولايات المتحدة الأميركية رسوماً بنسبة 25 بالمئة على استيراد 818 منتجاً من الصين، وذلك بحجم 34 مليار دولار أميركي سنوياً.
ومن جانبها وكإجراءات مضادة فرضت الصين في نفس اليوم، رسوماً جمركية بنسبة 25 بالمئة على استيراد كمية مساوية من البضائع الأميركية.