رأى رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، أن “القضاء العسكري يحدّد ما إذا كان جنبلاط إرتكب خيانة في تصريحه عن عدم لبنانية مزارع شبعا، ويخضع التقييم لموقف الدولة اللبنانية من مزارع شبعا،” مشيراً الى “غياب أي رد فعل رسمي على تصريح جنبلاط”، معتبراً أن موقف جنبلاط ليس جديداً والتوقيت مترافق مع الحملة على سلاح المقاومة، كاشفاً أن جنبلاط يعاني اليوم من “ضيق خلق” من فترة لأنه أصبح خارج اللعبة الأساسية في البلد وكذلك خارج اللعبة الأساسية الدرزية ويحاول الإشارة الى أنه موجود، معتبراً أن جنبلاط يلعب بثوابت وطنية ومصيرية وهو يخطئ في ذلك، موضحاً أن لبنان دائماً يتأثر بسياسة القناصل لذلك الرهانات الإقليمية تأتي خاطئة دائماً”.
ولم ينفِ وهاب في حديث لقناة الـ “أو.تي.في”، ضمن برنامج “بالمباشر”، مع الإعلامي رواد ضاهر، “أننا نعيش أيام صعبة ودقيقة في المنطقة واحتمالات الحرب موجودة وغير موجودة وفي حال وجودها ستكون على كافة الساحات وعلى مستوى المنطقة”، موضحاً أن “الإيراني قد يعلن الحرب على مستوى كل المنطقة إذا سار الأميركي بقراره في تجويع الشعب الإيراني، أما إذا الأميركي إكتفى بأن ينفذ الحصار على الشركات التي تستورد من إيران، إن الإيراني سيرد بطريقته أما إذا إعترض الأميركي أي باخرة نفطية إيرانية من أول لحظة ستولع الحرب وستكون مدمرة على كافة مستويات المنطقة، ومَن يعرف الإيراني يعرف مدى تحمله وقدرته على تحمل الحصار”، متسائلاً “إذا حصلت حرب مَن منا يخرج سالماً كي يستفيد من نتائج تلك الحرب؟ موضحاً أن “الدولة غير قادرة على صرف تعويضات المتقاعدين وقد تتوصل الى عدم صرف معاشات الموظفين وغير قادرة على التوظيف فكيف يمكن الدخول في حرب؟، مستبعداً أن يكون هناك مسلسلاً طويلاً ولكن تأثيره سيكون على لبنان والقطاع المصرفي وليس على “حزب الله” لأن الأخير لا علاقة له بالنظام المصرفي اللبناني”، مؤكّداً أنه “مخطئ مَن يظن أن “حزب الله” سيضعف لإنشغاله بساحات خارجية ، “حزب الله” كبنية لا يتأثر”، موضحاً أنه “لا يوجد شيء اسمه حرب على لبنان أو حرب على “حزب الله” وإذا كان هناك حرب ستكون بلا أفق على كل المستويات والساحات”.
ورفض وهاب الرد على جنبلاط في ما خص كلامه ضد الرئيس السوري بشار الأسد، مشيراً الى “أن السفير الروسي كذّب الكلام عن أن الأسد راسل الإسرائيليين لمساعدته على إقامة دولة علوية”.
وشدّد وهاب على أن “حزب الله” لا يتدخل في الساحة الدرزية ولو تدخل “حزب الله” لكان لدينا 4 نواب في المجلس، بل بالعكس خسرنا مقعدي بيروت وحاصبيا بسبب تدخل الحزب لصالح جنبلاط، ولكنا أحدثنا توازناً بالجبل بوجه جنبلاط،” كاشفاً عن رفضه “طلباً من “حزب الله” بنقل ترشيحي من الشوف الى بيروت واعتبرتها إهانة لي أن أترشح في بيروت، وجنبلاط حصل على 3 نواب بمساعدة الحزب”.
ورأى وهاب أن “حزب الله” أخذ ضمانات بأن وليد جنبلاط لن ينقلب عليه لكنه إنقلب عند أول تغيير دولي، ولكن بمعرفتي الجيدة بجنبلاط لا يمكنني التصديق بأن جنبلاط يثبت على موقف وهو يكذب على الجميع، وهو ينتظر مواقف إقليمية ودولية معينة لينقل موقعه”، لافتاً الى “أن الموقع الأميركي اليوم يفسح المجال لجنبلاط ليعيد تموضعه على الساحة الداخلية”.
أما المصالحة مع الوزير طلال إرسلان قال وهاب: “جاءت بعد استشهاد محمد أبو ذياب في الجبل وليس بوساطة من “حزب الله”، وإرسلان قام بمبادرة شجاعة وأعلن موقفاً ينسجم مع تاريخه وحفاظه على هذا الخط و”حزب الله” لم يتدخل بالمصالحة بيني وبين إرسلان موضحاً أن “أنا ردّيت على مبادرة إرسلان الشجاعة تجاهي، ونحن خلافنا لم يكن طبيعياً بل العلاقة الطبيعية هي في أن نكون متفقين”،
وأكّد وهاب “أن موضوع الكسارات هو بيئي ولا دخل له بالخلاف السياسي بين “حزب الله” وجنبلاط، في حين أن البيئة هي الأهم، شارحاً كيف أن “طن الترابة المصري يصل الى مرفأ بيروت بـ 37 دولاراً، ومن تركيا يصل بـ 42 دولاراً، في حين أن الترابة اللبنانية سعر الطن منها يتخطى المئة دولار في وقت، بيئتنا بخطر نظراً لصغر مساحة لبنان، فبدل أن نستورد الترابة ونبيعها للمواطنين بـ 50 دولاراً، نبيعها بـ 100 دولار وبدل أن نخفف عن 4 ملايين لبناني الأمراض بالسرطان جراء تلوث هذه الصناعات، وعلى رأس الملوثين كسارات سبلين التي تدمر الطبيعة بشكل مخيف، كما بدل أن نمنع الأضرار بمياهنا الجوفية من خلال 4 آلاف بئر ارتوازي سمح مدير عام الأمن الداخلي عماد عثمان بحفرها، نستمر بمسار صناعة الموت،” ودعا وهاب “وزير البيئة فادي جريصاتي الى إيجاد البدائل لهذه الصناعات، وفق مخطط توجيهي للكسارات، فضلاً عن ضرورة وقف عشرات آلاف الموتورات وآلاف الكسارات والمعامل والمصانع غير المطابقة للشروط، التي تبث سمومها في الهواء، والكهرباء هناك كلام بأن علاء الخواجة وزّع تلزيمات الكهرباء وأعطى بيت رحمة شمالاً وآخرين جنوباً وفاتورة الكهرباء سترتفع، لافتاً الى أن أي شيء لا يخضع لمناقصة هو مشبوه حتى لو قامت به أصناف الآلهة، مشيراً الى 13 ألف سيارة يستعملها جهابذة السياسة في لبنان على حساب الدولة في حين أن المسموح في القانون هو 9 سيارات، وغيرها من أمور الهدر والفساد”، متسائلاً: “ألا تستأهل كل هذه الأزمات أن نبحثها بشكل عاجل ونضع حداً لها؟”.
وأوضح وهاب أن “رواتب النواب أكبر كذبة يلهون بها الناس، لافتاً الى أن بعض الإعلاميين يرتشون ويضللون الرأي العام”، معتبراً أن “أسوأ ما يحدث اليوم هو أن كل النواب فاسدون، وكذلك “بعض وسائل الإعلام شريكة بالفساد في الإعلان عن بدء محاربة الفساد بأسفل الهرم وتغطية الفاسدين”، مؤكّداً أن “حزب الله” جدي في محاربة الفساد”.
وأكّد وهاب من جهة أخرى أن “ليس الجيش سبب الهدر في الدولة اللبنانية وهناك مزاريب عديدة يمكن أن نوفر فيها بدل أن نمس بمعاشات الجيش المضحي، ورواتبه التقاعدية”، لافتاً الى أنه لا يحق للفاسدين المحاضرة بمكافحة الفساد، فالقاضي الفاسد هو القاضي الذي لا يصدر حكمه ضد المجرمين والذي لا يبرئ بريئاً والقاضي الفاسد هو الجبان الذي يخضع للسياسيين والذي يقبل أن يتدخل المسؤولون بعمله”، داعياً “الى وضع حد لهذه المهزلة في القضاء حيث لم يعد يتجرأ أي قاضٍ على إتّخاذ قرار خوفاً من الأجهزة الأمنية”، متسائلاً، “هل الأمن هو بتصرف القضاء أو القضاء في خدمة الأمن”؟ ونأمل أن يتغير هذا الأمر بعد التعيينات القضائية المزمع إجراؤها في جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل.”
وفي ما يتعلق بملف حادثة الجاهلية أوضح وهاب أن “القاضي فادي صوان يحقق بحادثة الجاهلية وأنا أثق به، ومن جهتنا سنتخّذ الثلاثاء الإجراءات بحق سمير حمود وعماد عثمان بعد رفع الحصانة عنه لأن ما حصل جريمة تمّ تغطيتها ومَن غطى وسخّر ضميره في تغطية حادثة الجاهلية هو مَن قام بعملية اغتيال الشهيد أبوذياب”.
ولم يتخوّف وهاب “من إنهيار مالي واقتصادي موضحاً أن لا خوف على الليرة مقابل الدولار ولكن لا يوجد سيولة فلا يمكن أن توظف وتصرف ولكن ذلك لا يعني أننا ذاهبون الى إنهيار”.