رأى رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، أن “لبنان بات بحاجة الى إعلان حالة طوارئ بيئية لمعالجة مشكلة التلوث، لأن صحة الناس أهم من بعض النافذين الذين يملكون الكسارات والمرامل”، مثنياً على “قرار وزيرة الداخلية ريّا الحسن بتحويل الصلاحية في هذا القطاع الى وزارة البيئة، فلبنان بلد صغير لا يحتمل استخراج الرمول والصخور من أرضه، وربما نكون مجبرين على استيراد هذه المواد من الخارج، بدل تدمير البيئة، كما أن الصناعات الملوثة يجب توقيفها، ويمكن لحل هذه المشكلة العمل على إيجاد فرص عمل بديلة للألف عامل في هذا القطاع بدل أن نقتل الآلاف من المواطنين بتلويث هذه المصانع للماء والهواء.”
ولفت وهاب في حديث لقناة “الجديد”، ضمن برنامج “الحدث”، مع الإعلامية سمر أبي خليل الى أن “الرئيس العماد ميشال عون يصبح في أوقات الشدة وعند الضغوطات أعظم مما هو عليه في الأوقات العادية،” لافتاً الى “موقف الرئيس عون التاريخي من الأميركيين، كما هو موقف وزير الخارجية جبران باسيل المميز والقوي، وحتى رئيس الحكومة سعد الحريري وعلى الرغم من كل الضغوط الممارسة عليه إختار الوحدة الداخلية، مؤكداً أن “مَن يريد الحرب مع “حزب الله” لن يتجرأ على القيام بها ومَن يريد التجاوب مع محاولة بومبيو فهو غير قادر”.
وأكّد وهاب من جهة أخرى أن “قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حول هضبة الجولان، وقفت ضده كل دول العالم وعلى رأسها الدول الأوروبية، التي يجب عليها أن تتحرك بشكل أفعل ضد القرار الأميركي”، مشيراً الى أن “الذي يحدث يقوّي مسار المقاومة،” كاشفاً أن “حين التقى السيد حسن نصر الله بوفد حركة حماس تم تقييم الخطوات الأميركية ايجابيا، لأن القرارت حول الجولان كما القدس، لا يمكن تحويلها الى قرارات دولية بل هي تخص الأميركيين وحدهم”، لافتاً الى أن “هذا القرار يضرب توجه الدول العربية التي كانت متجهة الى السلام مع “إاسرائيل”، موضحاً أن “الموقف العربي ممتاز تجاه هذا القرار أما التركي فموقفه مزايد لأنه يحتل ارضاً عربية في سوريا أكبر بعشرات المرات من مساحة الجولان”.
ولفت وهاب الى أن قضايا “القدس واللاجئين لا يمكن لأحد أن يتنازل عنها مهما كان موقعه، وصفقة القرن لا أفق لها للنجاح”، مشدداً على أن “اليوم ستكون حركة المقاومة أقوى في التفاعل مع الشارع بعد القرارات الأميركية في شأن القدس والجولان، وانا لا اراهن على الأنظمة العربية بل على الحركات الشعبية والمقاومة” وأكّد أن “الدولة السورية إذا تخلت عن الجولان تفقد شرعيتها، ولو كان الأسد يريد التخلي عن الجولان لما خاض حرباً طوال 8 سنوات دفاعاً عن كل سوريا”.
ودعا وهاب الى “تقوية الجيش السوري واستعادة الجولان بالقوة، لافتاً الى أنه “في تاريخ الصراع لم يتجرأ أحد على القيام بحرب على الإسرائيلي إلا الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي كانت نيته استعادة كل الأراضي العربية وكذلك الرئيس أنور السادات الذي كانت نيته التفاوض وكاشفاً عن محاولة للرئيس الراحل حافظ الأسد باعتقال السادات في سوريا”، مؤكّداً أن “الرئيس بشار الأسد لن يتخلى عن الجولان، لأن رأسمال سوريا أن تكون حاضنة للقضية الفلسطينية”.
وأبدى وهاب قلقه من إضطراب مالي واقتصادي أكثر منه من إضطرابات أمنية، متسائلاً من أين سنحصل على 17 مليار إستحقاق بين خدمة دين وعجز بميزان المدفوعات وتغطية عجز الموازنة؟، موضحاً أن “الوضع الإقتصادي خطير جداً وهذا الوضع يشمل المصارف وكل شيء ولا أحد يستجرأ على الإعتراف بالوضع الإقتصادي الحقيقي”، لافتاً الى أنه “إذا تم تصحيح ملف الكهرباء نوفر ملياري ونسد 800 مليار عجز، داعياً وزارة الشؤون الاجتماعية لوقف سرقات الطوائف من خلال المدارس والجمعيات الوهمية، متمنياً “على معالي وزير الصحة بإقفال المستشفيات التي ترفض إدخال مريض”.
وأكّد وهاب أننا “أمام وضع خطير يشمل المصارف والوضع المالي فلا فرص عمل ومال، وأن كل معاشات النواب السابقين لا توازي شيئاً والهدر ليس هنا، ولكن مواضيع الهدر تستدعي اجتماعاً من الرؤساء الثلاثة ووضع خطة شجاعة لوقف الهدر والقيام بخطوات جريئة في الكهرباء وغيرها، موضحاً أن “الدولة ذاهبة الى الإفلاس والمصارف قد لا تستطيع أن تعطي المواطنين ودائعهم وبدأنا بالإنحدار”.
ودعا وهاب الى “خطة إنقاذية وإلا نحن ذاهبون الى الإفلاس”، موضحاً أن “سيدر مجموعة مشاريع وكم كبير من الضرائب وسيدر يجعل من لبنان “depot” للنازحين”.
وجدّد وهاب تأكيده على أننا سنواجه موجة نزوح جديدة من سوريا، موضحاً أنه “خلال الحرب في سوريا كان هناك أموال تدخل للمعارضة كانت تستفيد منها كل سوريا بالإضافة الى بواخر النفط التي كانت تأتي للدولة كانت تحل مشكلة، الوضع الإقتصادي في سوريا هذه السنة هو من أسوأ السنوات، متوقعاً موجة نزوح تتجاوز المليون نازح بإتجاه لبنان وتركيا وأوروبا إذا استمر الوضع الاقتصادي على حاله، لافتاً الى أن “الوضع الاقتصادي في سوريا لا يحتمل مرور الصيف عليه بهذه الحالة مع وجود نقص بالمواد التموينية والنفط والغاز والبنزين والبطالة الكبيرة بفعل إنحلال الميليشيات التي تحول عناصرها الى عاطلين عن العمل”.
ونبّه وهاب الأوروبيون والعرب الى ما قاله بالأمس الرئيس العماد ميشال عون في موسكو بأن هناك خطراً على أوروبا إذا لم يبادر الأوروبيون والعرب بالبدء بورشة إعمار في سوريا نحن أمام موجة هجرة جديدة ولكن هذه المرة ستكون من المدربين على الأسلحة والمشاركين في الحرب ويمكن استخدامهم في حرب في لبنان أو في مشكلة ما في الأردن أو تركيا أو في أوروبا، مشدداً على أن “الإمكانية الوحيدة لعودة النازحين الى سوريا تكمن في البدء بورشة الإعمار في سوريا وضخ الأموال فيها”.
وحول زيارة الرئيس عون الى موسكو رأى وهاب أن “أهم شيء نتج عن هذه الزيارة هو التحالف الاستراتيجي مع الرئيس بوتين الذي يتعلق بالمشرق العربي وبالوجود المسيحي في المشرق العربي أكثر من الموضوع اللبناني وأنا أقرأ عقل الرئيس عون الذي لديه الذهنية الاستراتيجية أما في موضوع النفط سيكون هناك تعاون مع الروس
واقترح وهاب بعد عودة الرئيس الحريري أمرين في الموضوع اللبناني والعربي: في الموضوع اللبناني إقامة خلوة بين الرؤساء الثلاثة وعند مناقشة كل موضوع يجب الإتيان بالوزير المختص وبعض المختصين لوضع خطة إنقاذية للبلد ودون ذلك نحن ذاهبون الى الخراب.
أما في الموضوع العربي ما حصل في موضوع القدس والجولان يستدعي منظومة أمنية سياسية عربية تضم سوريا، مصر، الإمارات، السعودية، الجزائر والعراق وبدون ذلك نحن سنفقد أرضاً عربية إضافية”.
وبموازاة ذلك تمنى وهاب “إنفتاح كل قوى المقاومة على بعضها البعض وبأن تعود سوريا وتدعم كتائب الأقصى لأن العلاقة بين فتح وسوريا ممتازة وخلال الحرب تحسنت هذه العلاقة أكثر وأدعو لمزيد من تحسينها لأن فتح تبقى الأساس في المقاومة الفلسطينية وبين كل قوى المقاومة، وبدون ذلك نحن ذاهبون لكارثة لبنانية وعربية”.
وحول قداس دير القمر قال وهاب: “هناك ملفات خلافية بيننا وبين وليد جنبلاط ولا يجب أن نقوم بمصالحة في الجبل بين الفترة والأخرى، فأهل الجبل متصالحون فيما بينهم، موضحاً أن خلافنا مع جنبلاط يتعلق بالوضع الدرزي ككل، مؤكداً أن المصالحة الدرزية تتم برعاية المشايخ وليس ببعبدا وهي تختلف عن موضوع الشويفات حيث هناك شهيد وإسقاطات حق والرئيس عون تدخل بين جنبلاط وإرسلان للحل لأن الشويفات تستحق الإنماء وليس المشاكل واليوم هناك رئيس بلدية في الشويفات يقوم بإنجازات مهمة وأتمنى على الجميع التعاون معه وأن يكونوا أبناء ضيعة واحدة”، مشدداً على أن “موضوع المصالحة الدرزية لا تتم إلا برعاية المشايخ ولها أسس وبغير ذلك لا تتم”.
وفي موضوع حادثة الجاهلية قال وهاب: “كان هناك إتهامات وجنبلاط تحدث عدة مرات عن شياطين تدخلت في التحقيق والموضوع أن قاضي التحقيق طلب التحقيق مع شباب من جهتنا وعددهم 30 شاب ومن بينهم 10 شبان مشتبه بهم بأنهم مطلقو النار ومن الممكن أن يكون الشهيد محمد أصيب من جرائهم، لكن التحقيق أثبت العكس، وإتضح أن الشهيد محمد أصيب برصاص الجهة الأخرى وحرصنا كل الحرص عدم التدخل بالتحقيق وأخلي سبيل الجميع لعدم وجود أي أدلة ضدهم والآن القاضي مدّعي على مجهول ويكمل تحقيقاته، وأتمنى عليه أن يذهب الى مسرح الجريمة ليرى الجهة التي أصيب منها محمد لأنه بحسب تقرير المباحث العلمية التابعة لقوى الأمن الداخلي أثبت أن محمد أصيب عن مسافة 320 الى 380 م وبرصاصة 5,56 التي قال عنها قاضي التحقيق وهي رصاصة أميركية وهذا الموضوع لن ينتهي إلا بمحاكمة الفاعلين، ولكن لا نريد توتير الجو في ظل هذا الوضع ولكن هذا الموضوع لن ينتهي وهو أمانة في رقبتي”.