لفت رئيس “حزب التوحيد العربي” وئام وهاب، إلى أنّ “البيان الّذي تلاه وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو من وزارة الخارجية والمغرتبين، هو نفسه حُكي في الداخل خلال لقائه وزير الخارجية جبران باسيل”، موضحًا أنّ “بومبيو يعرف أنّ الضغط على رئيس الجمهورية ميشال عون لا يجدي نفعًا”.
وركّز في حديث لقناة الـ “LBCI”، ضمن برنامج “نهاركم سعيد”، مع الإعلامية ندى إندراوس، على أنّ “الحضور الأميركي في لبنان ليس جديدًا بسبب وجود لبنان على الحدود مع فلسطين المحتلة، والأميركي يهمّه في لبنان موضوع المقاومة والنازحين السوريين”، مبيّنًا أنّ “رئيس الحكومة سعد الحريري يملك من العقلانية لعدم التجاوب مع المطالب الأميركية، لأنّه يعرف الواقع على الأرض ويدرك أنّ أي تجاوب منه مع الأميركي يكلّفه ربما الخروج من البلد”.
وشدّد وهاب على أنّ “الأداء الأميركي خدمةً لمصالح “إسرائيل” في المنطقة لا يشجّع أحدًا من الدول للتجاوب مع المطالب الأميركية تجاه فلسطين والجولان”، مشيرًا إلى أنّ “رئيس مجلس النواب نبيه بري كان واضحًا في الأمس خلال لقائه بومبيو وقال له إنّ سبب الكره الأميركي في الوطن العربي والفلسطيني هو موقفكم من فلسطين”، متوجهاً بالنداء الى دروز الجولان للتحرك الفاعل بتنظيم تحركات شعبية ضد ضم الجولان”، داعياً الى قيام منظومة عربية سياسية أمنية من أجل قيامة عربية حقيقية”.
وأشار وهاب الى أنه “تم ّ ضرب قانون السرية المصرفية في لبنان لافتاً الى أنه لم يعد هناك سرية مصرفية في إطلاقًا، معتبراً أن لبنان بلد على شفير الموت من الناحية الاقتصادية”، ورأى أن المشكلة الاقتصادية الّتي تعاني منها اليوم سوريا سوف تؤدّي إلى حركة نزوح جديدة بإتجاه لبنان والعراق وتركيا وأوروبا ولا يمكن حلها إلا من خلال بداية الإعمار قس سوريا”، لافتاً الى أن التيار الوطني الحر كان من الأوائل في الدعوة الى عودة النازحين على الرغم من أن للنزوح وجه إيجابي فالسوريون يستأجرون 100 ألف شقة في لبنان”.
ورأى وهاب أنّه “إذا استمرّت المواقف الفرنسية، وترافقت مع تحرّك فرنسي جدّي في المنطقة، فهذا يسمح للفرنسيين بلعب دور مهمّ في لبنان وسوريا”، لافتًا إلى أنّ “الموقف الإيجابي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بموضوع “حزب الله” والجولان يجب أن يترافق مع ترجمة حقيقية على أرض الواقع ولعب دور فاعل في المنطقة، وأنا أشجع زيارة ماكرون إلى لبنان، والتي تم تأجيلها”.
ووجد أنّ “الفرنسي يعرف في الساحة اللبنانية أكثر من الأميركي، ويمكنه مناقشة التفاصيل اللبنانية أكثر. كما أنّ الوضع اللبناني لا يحتمل الخطاب الأميركي، لأنّ الأميركي ينظر إلى لبنان بعيون إسرائيلية”، منوّهًا إلى أنّ “الأميركيين عندهم هاجس اسمه قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وهذه مسألة أكبر من قدرة لبنان على حلّها”، مؤكداً أن موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من القضايا العربية سوف يولد موجة كراهية جديدة تجاه أميركا، موضحاً أن الفيتو الروسي أسقط التأثير الأميركي على قرارات مجلس الأمن، أما بالنسبة للدولار فهناك تفكير جدي لدى المحور الآخر للتخلص من هذا السيف المسلط”، كاشفاً أنه هو أيضاً موضوع على لائحة العقوبات الأميركية بسبب مواقفه السياسية”.
كما أعلن وهاب أنّ “الوضع الإقتصادي في لبنان مرعب، فالبطالة تجاوزت الـ 35 بالمئة، ولا فرص عمل والمواطنون غير قادرين على دفع أقساط أولادههم في الجامعات والمدارس أو الفاتورة الصحية وهناك عشرات الآلاف من الجائعين والعاطلين عن العمل وهذه مسألة بحاجة الى علاج سريع”.
ورأى أنّ “في لبنان كلّنا فاسدين بإستثناء رئيس الحكومة السابق سليم الحص. ونحن لا يمكننا أن نلغي الفساد كليًّا فنصبح مثل السويد وفنلندا، كما أنّه لا يوجد قاض في لبنان يستطيع أن يتّخذ إجراءات قضائية بحقّ أحد من السياسيين”، موضحاً أن القاضي في لبنان ليس لديه الجرأة للمحاسبة، فالقضاء مرتبط بالسياسة”، كاشفاً أنّ “رئيس مصلحة تسجيل السيارات وقّع 200 معاملة على بياض لسماسرة، وتمّ إلقاء القبض عليهم من قبل جهاز أمن الدولة، ولكن نسأل أين أصبح هذا الملف؟”، مشدّدًا على أنّ “محاربة الفساد ليست خطابًا والكل يمارس الفساد دون استثناء، والجمعيات والمستشفيات تقاسُم طوائف”.
وأشار إلى أنّ “في حال تمّ ضبط الهدر والفساد في ملف الكهرباء والأجهزة الأمنية والشؤون الإجتماعية، فسيوفّر ذلك على الدولة ملياري دولار أميركي، ممّا ينعكس إيجابًا على الدورة الاقتصادية”.
وتساءل: “هل يجوز أن يكون في الجيش اللبناني 420 جنرالًا، أي أكثر من الجيش الأميركي؟”، موضحًا أنّ “الجيش خط أحمر، وهؤلاء موجودون منذ زمن ويحمّلون الخزينة أعباء إضافية، ولا غبار على قائد الجيش العماد جوزيف عون”، مشدداً على أنّ “المشكلة الاقتصادية الّتي تعاني منها اليوم سوريا سوف تؤدّي إلى حركة نزوح جديدة”، لافتاً الى أن ملف المهجرين لا ينتهي بالتبويس وإنما من خلال وجود مشاريع إنمائية وإعطاء الناس حقوقها وقيام حركة إقتصادية إنتاجية تحفيزية”.
إلى ذلك، ذكر وهاب أنّ “مشاكلنا الدرزية تبحث عند كبار مرجعياتنا الدينية وليس في بعبدا”.