يوما بعد يوم تطفو المعلومات حول المجزرة التي نفذها الإرهابي الأسترالي برينتون تارانت (28 عاما) وراح ضحيتها 50 شخصا، سقطوا قتلى بالرصاص في مسجدين بنيوزيلندا والتي تعد أسوأ عملية قتل جماعية في تاريخ هذا البلد
ما زالت السلطات تعمل على تحديد هويات الضحايا ولم تصدر قائمة رسمية بأسماء من فقدوا أرواحهم.
وواكبت رويترز الجريمة من مكان إطلاق النار ونقلت تحركات الأشخاص في المكان وما فعلوه للإحاطة بأقارب وعائلات ضحايا المجزرة، وقالت إن مركزا مؤقتا لتقديم الدعم أقيم يوم الأحد داخل مدرسة هاجلي كوليدج الواقعة على الطرف الآخر من حديقة أمام مسجد النور الذي هاجمه الارهابي
ومن الوافدين على المركز المؤقت، شاب يدعى مزمل باثان توجه إلى المكان المذكور لتقديم تعازيه في صديقه عمران خان الذي سقط قتيلا في مسجد ثان في ضاحية لينوود، وصرح باثان بأن خان المهاجر من مدينة حيدر أباد في الهند كان يمتلك مطعما هنديا له شعبية كبيرة للطعام السفري وافتتح مؤخرا مقصبا.
وأضاف: “كان إنسانا طيبا.. نتمنى لو لم يحدث ذلك.. جاء إلى نيوزيلندا قبل 18 عاما وكان عمره 47 عاما فقط.. وكان رجلا عصاميا”.
أما عبد الفتاح وهو مهندس كمبيوتر في الخمسينيات من العمر فقد قتل بالرصاص في مسجد النور حسب ما قاله صديقه الناجي من المذبحة محمد الجباوي، الذي قال إن عبد الفتاح فلسطيني الأصل وهاجر إلى كرايستشيرش من الكويت قبل 20 عاما.
وكان من بين الضحايا أيضا الشيخ موسى الواعظ الصومالي الذي كان يعيش في المنطقة ذاتها وكان في أواخر السبعينيات من العمر، وهذا الواعظ كما وصفه سليمان عبدول (فر من الصومال ووصل إلى نيوزيلندا لاجئا في العام 1993)، “كان رجلا طيبا من كبار السن.. وكان يبرم عقود الزواج”.
من جهتها قالت شركة الطيران الوطنية “إير نيوزيلاند” إن مهندس صيانة الطائرات ليليك عبد الحميد كان من الضحايا في مسجد النور، وقال كريستوفر لوكسون الرئيس التنفيذي للشركة في بيان: “كان ليليك عضوا له مكانته في فريق مهندسينا في كرايستشيرش على مدار 16 عاما بل إنه تعرف على الفريق في وقت سابق عندما عمل مع مهندسي طائراتنا في وظيفة سابقة في الخارج”.
وأضاف: “صداقاته في ذلك الوقت قادته للتقدم لوظيفة في “إير نيوزيلاند” والانتقال إلى كرايستشيرش.. والفريق يحزن لفقدانه حزنا شديدا”.
وأشارت رويترز إلى أن أصغر الضحايا في قائمة غير رسمية هو مقداد إبراهيم ابن الثلاثة أعوام من أبوين صوماليين.
كما سجلت قائمة الضحايا مقتل إمام مسجد أوتوكا في فيجي ويدعى حافظ موسى، وقد كان يزور كرايتشيرش مع مجموعة من مواطنيه لرؤية أصدقائه وأقاربه لكنه فقد حياته في مسجد النور حسبما قاله صديق له وصل من فيجي لوداعه.
من جهته، قال علي عقيل المتحدث باسم جمعية التضامن السوري في نيوزيلندا لموقع “ستاف” الإخباري، إن من بين الضحايا في مسجد النور خالد مصطفى اللاجئ من سوريا الذي وصل مؤخرا إلى نيوزيلندا، مضيفا أن حمزة نجل خالد والذي يبلغ من العمر 16 عاما مفقود وأن ابنه زيد البالغ من العمر حوالي 13 عاما موجود في مستشفى كرايستشيرش حيث أجريت له جراحة استغرقت 6 ساعات.
جدير بالذكر أن المفوض السامي الباكستاني في نيوزيلندا، صرح بأن ستة من مواطنيه قتلوا في الهجوم المسلح، وفقد ثلاثة.
**