أحيت عائلة شهيد الكرامة وشهيد بني معروف، الشهيد البطل محمد أبوذياب ومفوضية الجاهلية في حزب التوحيد العربي ذكرى الأربعين لاستشهاد الشهيد أبوذياب، بحضور رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب و المرجع الروحي في طائفة المسلمين الموحدين الدروز أبو علي سليمان أبوذياب، الوزير طارق الخطيب ممثلاً فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والدكتور محمد داغر ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه برّي، والحاج محمود قماطي ممثلاً أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله على رأس وفد ضم الدكتور علي ضاهر والدكتور عبد الرزاق اسماعيل ممثلاً السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي، ورئيس حزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال إرسلان على رأس وفد من كتلة “ضمانة الجبل” والمكتب السياسي للحزب، عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب ماريو عون، ومنسق تكتل الأحزاب الإسلامية والوطنية ومنسق تكتل جمعيات المقاومة سماحة الشيخ غازي حنينة، رئيس التيار الأسعدي معن الأسعد، ورئيس حزب التيار العربي شاكر البرجاوي، ورئيس حزب الأمو “الواعدون” الدكتور عباس مزهر، والأستاذ حبيب البستاني ممثلاً النائب فريد البستاني، رئيس تيار “حماة الديار” رالف شمالي، اللواء علي الحاج، الدكتور نبيل قانصو الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الإشتراكي، والمحامي فرجالله فواز ممثل رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا، والملازن أول أحمد حمدان ممثلاً مدير عام الجمارك بدري ضاهر، ومرشح اللائحة المدنية رامي حمادة، ومستشار العلاقات الدبلوماسية والقنصلية في مركز جنيف أيمن المصري، العميد مروان حلاوي، الشيخ أبو حسين مصطفى الصايغ ممثلاً المرجع الروحي الشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ، ووفد من المشايخ الأجلاء وممثلي الأحزاب الوطنية والقومية ورؤساء البلديات والمخاتير وحشود شعبية وحزبية ومناصرين من كافة مناطق وقرى الشوف وعاليه وراشيا وحاصبيا.
استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثم وقف الجميع دقيقة صمت على روح الشهيد.
أبوذياب
وألقيت كلمات استهلت بكلمة الأستاذ منير أبوذياب، ومما جاء فيها بعد الترحيب:
“في وطني يولد الجرح معصوباً به الكفن، فإن أردت أن تبحر، فلا بحراً ولا سفن، تحاصرك الأضداد فيك، وتخاف منك يداك أن تقتل أخاك ولا معين.
وإذا كان الدم الوردي في أجسادنا شارة نصر ووديعة، فلما استحال فوق أصابع الغدر إثماً تعمّد بالجريمة، ولما سرقوا قراراً واستباحوا دولة، وشدّوا لغزوة واستعانوا بعلوج داعشية.
ودمك الذي سال ورداً، سال جمراً، قنديل أعيننا فلن يخفه تلون المساحيق والأقنعة”.
وأضاف: “وإذا كان الموت شرطاً لعزة عتاق في مهنة الموت نحن، فلن تكسروا البحر فينا ولن تطفئوا من حولنا الأشرعة، ولن تطفئوا شمسنا الطالعة.
أربعون يوماً والحمام لم يتخلّف عن الهديل، والنسور لم تتخلف عن التحليق.
كنت تعرف أن نفسك الأبية لا ترتاح إلا في قمم الجبال، لذا سقطت شهيداً، وكلما همّ نسر له السماء تقترب.
لقد جرحوا الحمام على فمي، فجرى دمي على وقع دمك، صار نقز القلب زئيراً ولون الوجوه شظايا، فما كانوا ليعرفوا أن في أجنحة النسور تختبئ العاصفة، حاولوا أن يسرقوا بوصلة القلب منا ولكننا لن نضيّع الجهات”.
وتابع: “ثلاثون عاماً وأنت تقف مع سيد الرجال كعمود الصاري كلفتة صقر شجاع، يا زينة الرجال، يا محمد، حزننا عليك أعلى من الصهيل، أعلى من القرنة السوداء، وسيظل وهاب يتلفّت يمنة ويسرة “وينو محمد”.
سيظل طيفك، يا محمد، طيفك وما أبهاه سيظل يدخل عتبات بيوتنا لنشرب القهوة ونأكل اللقمة القروية الممزوجة بالكرامة.
عهداً يا أبا طلال، بأن الجاهلية ستبقى رابضة على عنفوانها والعز يحرس كل باب ولو بكت حراب وهوت قباب وعوت كلاب، فجبينك جاهلية لا يهون ولا يصاب.
أربعون يوماً وأنت مستلقياً على عرش الغياب، ترسم في سرّك وردة العز والكبرياء، راهنت يوماً على بطل وكان الرهان وقفة عزّ أوليست الحياة كلها وقفة عزّ.
راهنت على بطل
جاءت به سفن الأحرار راسية
ملهم العالي يغير ولا يهاب
والسيف الرديني بضربتو ما خاب
لما شدّ ع قرابو بطل اسمو وئام وهاب
له أخ من كرام القوم حين التقيا
لاح في أفق الدجى نيزك وشهاب
كم كان قلبك مترع بالحب يا محمد، فم لترى الفرس الصبوح على جباه الرجال، على جباه الأحبة، الذين جاؤوا في يوم ذكراك، في زياح استشهادك، ليحرسوا حلمك وقلوبهم تؤدن وتدق أجراسها، قم لترى ابن المجيد وأبو المجيد أمير الدوحة الإرسلانية، جاء ليعبد القلوب والقبضات مع أخيه سيف الأحرار ومع حماة الوطن الأماجد.
هذه الدوحة الإرسلانية الكريمة التي تهجينا محبتها صغاراً كما كنا نتهجى دروس القراءة، هذه الحاضرة التنوخية التي ينبض التاريخ بوقفاتها المشرفة كأنها جوهرة تشع على البعيد البعيد، فالتاريخ لا يسجل الأماني والنيات بل الأفعال والوقائع وللجاهلية حكاية بطولية في بشامون، في المجيدية الى جانب بطل الإستقلال الأمير مجيد، وكان إذا أطلّ على صهوة زرقاء كان كل القلوب قبل الأيادي تهبّ بلقياه.
وكانت دار خلدة كدوار شمس ملقى الغيارى والأبطال والأحبة أهلاً بك يا مير، أهلاً بك في الجاهلية، بوابة الجبل، ونثمّن عالياً ما قلته بعد غزوة الجاهلية، إن اقتحام الجاهلية ضرب من ضروب الهبل وإنه من غير الوارد أن نعطي براءة ذمة لأولئك الذين تصرفوا برعونة وإن سياسة الإلغاء والهيمنة والتزوير في الجبل قد سقطت وأن طائفة المسلمين الموحدين الدروز لن تقبل بهذا السلوك، وما حصل في الجاهلية طبقوه في الشويفات، كما نثمن عالياً ما قلته أن الشهيد محمد هو ابن ذلك الرمز أمين أبوذياب، لذا نشد على يدك وإن الأبن سر أبيه، هكذا يا أبا المجيد يتآمرون ويقامرون بالأرواح من الشويفات الى الجاهلية الى طرابلس ليرموا بها فوق طاولة اللاعبين الأوغاد الأسياد.
أبوذياب
كلمة أهالي الجاهلية ألقاها أمين عام مؤسسة الفكر التوحيدي المعاصر للحوار والأبحاث الصحافي الدكتور الشيخ غسان أبوذياب، ومما جاء فيها:
“بسم الله الذي لا يوالى من عاداه، ولا يعادى من والاه، وصلى الله وسلم على حبيبه جدنا النبي الخاتم الأعظم وآله ومن استن بسننه واهتدى بهدى أئمة دينه وهداه.
أيها المعروفيون الأحرار، والمشايخ الأفاضل الأتقياء الأبرار، المرجع والأمير والوزير، وكل ذي صفة ونعت ولقب وشأن جليل وخطير، سلام الله عليكم وعلى من كافة من يحب السلام، وغضب الله وسخطه وسريع نقمته وعذابه على كل خوان أفاك ظلاّم”.
وتابع أبوذياب: “الجاهلية تفتح ذراعيها اليوم، لتستقبل أخاً عزيزاً، وصديقاً ثابتاً، سلفها موقفاً شهماً كبيراً يليق بالكبار، وهي بوابة الجبل ومقطرة الوفاء وقلعة الأحرار. أهلا بك يا أبا المجيد الواعد وإبن المجيد المارد الذي ما ركع إلا ليقبل علم الإستقلال، استقلال لبنان”.
وأضاف: “دماؤك يا أبا طلال أتت بالتلاقي بعد التباعد، والتراضي بعد التخاصم، شهادتك يا أبا طلال، وابن أبي طلال، عمدت بالدم، عهد التلاقي، وطوت صفحة الفراق، تأخرت هذه الخطوة، لكنها أتت على صهوة دمائك أيها البطل. كنت أنت أنت، كما كان أباك، هو هو”.
وتابع: “حالة التشرذم وفقدان التوازن التي كانت قائمة قبل استشهادك يا أبو طلال سولت لبعضهم أن يتطاول حتى على عالم المثل وساكني الواحات، ويذهب بعيداً في الرهانات الخاطئة والمشاريع الفاشلة، واستشهادك كان الضوء الأحمر الذي قال للجميع كفى مغامرة ومقامرة على أشلاء ما تبقى من طائفة وحضور.
ووقال: “فليتذكر الجميع، نحن في لبنان يحدّنا غرباً البحر المتوسط، وتحدنا جنوباً فلسطين المحتلة، قلناها ونعيد، لن نذهب إلا منتصرين إلى فلسطين. أما سوريا، سوريا المنتصرة، بعقدها الإجتماعي العلماني الذي يبلغ عمره خمسة آلاف عام، فواهم مَن يعتقد أن مشروعه بتصدير ديمقراطية مسخ إليها على صهوة جنازير دبابات، يقودها متوحشون همج يطلقون لحاهم ويحلقون أدمغتهم قد يكتب له النجاح، ولو تدخلت كل شياطين الأرض بكل آلاتها العسكرية الجهنمية، فقوات الجيش العربي السوري البطلة والقوى الرديفة والحليفة ستعيدها إلى جهنم إن شاء الله.
إنها لحظة سياسية جديدة في الجبل ولبنان، مع أبو مجيد وأبو هادي، مع الشيخ فيصل والأستاذ فادي، مع المستقلين والأحرار، مع الشخصيات التوحيدية والمثقفين الموحدين، مع سماحة شيخ العقل، الشيخ ناصر الدين الغريب، وليعلم الجميع أن أي شيخ عقل لا تختاره الهيئة الروحية الحقيقية لا المصطنعة بالإجماع، وتزكيه قلوبنا بقوة المحبة، لا شرعية ولا ميثاقية له، وكل الأوراق التي تسود وكل التواقيع التي تبدد لمحاولة إعطائه المشروعية الشعبية لا تساوي عندنا قيمة الحبر الذي كتبت به”.
وختم أبوذياب بالقول: “في هذه اللحظة التاريخية، ندعو الجميع إلى الحوار، والمشاركة، والإنفتاح، لإعادة التوازن، تعالوا إلى وحدة الكلمة، وجمع الشمل، والموقف الموحد، ضد الهيمنة، ضد التفرد، ضد الأحادية، مع التنوع، مع التعدد، مع التعاون، مع الغيرية، فلنلتقِ في منتصف الطريق، ولتكن دماء محمد أبو ذياب مناسبة لتلاقينا لمصلحة الوطن والطائفة، فوق الألم، وفوق الجراح، تحت الراية المخمسة الألوان، وإمتثالاً لمرسوم عمار والمقداد وسلمان، فاستمرار منطق الهيمنة والتسلط سيؤدي بالطائفة المعروفية المؤسسة للكيان اللبناني إلى نوع من الذمية السياسية بدأنا نشهد بعض فصولها ونرفض أن تستمر.
المجد والخلود لشهيدنا البطل، النصر والصمود لشعبنا ووطننا، والعزة والبقاء لله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
وهاب
ثمّ ألقى رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب أعلن خلالها أنه “مع قيام الدولة التي انتظرناها، ولكنّ المشكلة عندما أتت رأيناها في يد ميليشيات المال والسلاح، وبدل أن تكون للناس، أرادوا تحويلها دولة ضد الناس، وبهذا المعنى، هذه الدولة هي التي هزمت في الجاهلية بدماء محمد وسواعد الأبطال”.
أما الدولة العادلة التي آمن بها رئيسنا العماد ميشال عون، فهي الدولة المطلوبة، ولكن حتى تكون دولةً يجب أن نحاسب قاضياً بلا ضميرٍ ولا وجدانٍ ويسخّرّ القضاء للسياسة، ورجل أمنٍ متهورٍ مجنون يعتقد أنّ جهازه ملك والده وزعيمه، فيورّطه ويهزمه في معارك لا علاقة له بها”.
وتابع قائلاً: “وهنا أقول صراحة، دماء محمد ليست للتجارة، لا من القريب ولا من البعيد، هذه الدماء ستلاحق سافكيها حتى القبور، وإذا كنّا قد تحاشينا الفتنة والحرب الأهلية التي أرادها البعض خلال غزوة الجاهلية، فقط لأننا أقوياء ونعرف كيف نحمي حقنا ودمنا وكرامتنا”.
وتوجّه وهاب الى اللواء عماد عثمان بالقول: “وأنت يا أبا الأخطل أقول لك: نعم أيها المجرم الجبان، الجاهليةُ عصية عليك وعلى أمثالك من أصحاب الغدر.
الجاهلية أكبر منك ومن أمثالك، والجاهليةُ لولا تدخّلي وتدخّل حلفائنا ما كان ليخرج منها أحد لأن فيها من الكرامة والشرف والعنفوان ما لا تدركه أنت ومعلمك، ويبقى رهاننا على الدولة في جيشها المفدّى قيادة وضباطاً ورتباءً وعناصر، وفي أجهزةٍ أمنيةٍ يعاد النظر في بعضها عند تشكيل الحكومة لأنه لا يجوز أن نسلّم جهازاً لرجل نصفَ مجنون”.
وتابع وهاب: “يا أبا الأخطل، نحن أيها الغبيّ في جبل سلمان وحمزة وأبا ذَرّ والمقداد وعمار، فهل تتصوّر، أيا نصف رجلٍ أننا نخاف منك ومن أمثالك؟
أيّها الغبيّ، نحن سلمان الفارسي، نحن السيف الذي لا ينكسر، وأنت موظف صغير صغير عند موظف أصغر منك”، مضيفاً هذه الجاهلية، إنحني على بابها أيّها الغبيّ وادخلها زائراً لتمنحك الحب والكرم والترحاب، أما إذا دخلتها غازياً فلا بدَّ أن تهرب منها أسرع مما دخلت”.
وجدّد وهاب عهوده الثلاثة التي تعاهدها مع الشهيد البطل أبوذياب في ما يتعلقّ بالجبل ولبنان وسوريا، فأكّد أنه “سنبقى مع سوريا قناعةً وإيماناً، والتزاماً بالمبادئ التي تربينا عليها، سوريا قبلتنا الثالثة، متسائلاً لولا صمود سوريا التاريخيّ على مدى العقود الماضية، أين كنّا نحن اليوم؟ معرباً أن “سوريا عرين الأسود، فهي مَن تصنع التاريخ والرجال والقامات”، لافتاً الى “وفود العرب والأجانب التي تأتي إليها طالبة المغفرة عما ارتكبت أيديها من موبقاتٍ وقتلٍ وتدمير”، مجدداً تأكيده في الوقوف “الى جانب سوريا، جيشاً وشعباً ودولة، والى جانب رئيسِها الدكتور بشار الأسد، الذي صان الحقّ القومي، وجعل من فلسطين واجهة الصراعِ مع التنّين والمستعمرين”.
وتوجه وهاب الى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال إرسلان بالقول: “فختام كلمتي مسكها لعطوفة الأمير طلال مجيد إرسلان، فقال: أيّها الأمير، والصديق والأخ الكبير، نحن جميعاً من عائلةٍ واحدةٍ وبيتٍ واحد، هذا هو إيماننا وديننا، والعائلة تتفرّق أحياناً، لأسباب قاهرة لكنها تعود، معرباً “أن الكبار في أصالَتهم يقفون دائماً مواقف الرجال”، مضيفاً “وأنتَ من بيتٍ وسلالةٍ تاريخية عريقة، معدنك من صلابة الأرض والشطآان، وأخلاقك من أجدادٍ ميامين، ومحبتك من بحرٍ جاورك ولازمك على مرّ السنين، نحن معك في نفس الموقع، وكلُّ الدروز الموحدين يتطلّعون إلينا لنكون على حجمهم في الجوهر والمضمون، وكلّ الوطن والأمّة يتطلّعون إلينا كجماعةٍ ليست بعديدها بل بموقعها وقدرتها وتاريخها في دحر كلّ الحملات والمستعمرين لحقّنا في الحياة والوجود، وعلى هذا فالموحّدون ملح الأرض على مدى انتشارهم في العالم، وما علينا سوى العمل من أجل سعادتهم وبقائهم في مدارجِ العز والإباء في الدنيا وعلى طريق الآخرة”، ومضيفاً “سنبني معاً ما يحقّق طموحاتهم الى جانب مشايخنا الأجلاء، وأهلنا الأوفياء، وشبابنا الأعزاء، ولن نسمح بعودةِ الساعة للوراء”.
وتابع قائلاً: “ومن أمامك وأمام هذا الحفل الكريم، أُعلن أنّ أيدينا ممدودة للجميعِ من كلّ القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية لما فيه خدمة جبلنا ووطننا الحبيب لبنان، مرحباً به في بلدته الجاهلية والشوف والجبل.
وفي الختام توجّه وهاب الى الشهيد محمد أبوذياب بالقول: “ويا أبا طلال، ذلك الأرجوانيّ، لونك المفضل، اللون الذي رسم بوابة الجبل بشريان دمه وقبضة يده، اللون الذي أشعل في الفجر الآتي شمساً لن تغيب، والذي فتح مسيرة النضال في وجه كل الحاقدين والمتآمرين إنتصر على السيف، ودمك هو المدماك الأساس لعودة التلاقي والدخول في زمن الإنتصار”.
ومما جاء في كلمة وهاب:
“في دارة الشيخ الجليل انتظرناك، ولاح طيفك ملوحاً من البعيد، فما عوّدتنا إلا على استقبال زائريك ومحبيك، مرحّباً ومبتسماً، وكيف إذا القادم مَن أحببت ونحبّ، سليل التنوخيين والأمراء المشرقيين.
في دارتك أدركت أن سفرك طويل، وإقامتك بيننا باتت ذكرى للرجال الذين يحفرون في المجتمع رصيدهم المعطاء في البذل والسخاء، ولكننا لمحناك في عيون أشقائك وعائلتك وفوق جبين ولدك تاجاً مرصعاً بباقات العز والشرف والكرامة والوفاء…
ولونك الأرجواني، اللون الذي رسم بوابة الجبل بشريان دمه وقبضة يده، اللون الذي أشعل في الفجر الآتي شمساً لن تغيب، والذي فتح مسيرة النضال في وجه كل الحاقدين والمتآمرين…
هو لونك الذي سيحمي هذه الحديقة، هو مطر كانون، وربيع آذار، وصيف تموز، وخريف العمر، ورحلة الحياة…
لونك الذي ستنظر الناس إليه، كعلامةٍ فارقةٍ، لشعارٍ لن ينكسر، ولن يبقى أحداً، إلا وسوف يراك كلما حضر لتقديم واجبٍ في الأفراح والأتراح…
إنه الأرجوانيّ يا أبا طلال:
مَن يرتديه قلة من الرجال، وأنت منهم رجلاً كأبيك الأمين الذي لاعب الدهر وهزمه، ولم تنثني له عزيمة، فصارع سرطان السياسة المتفشي في المجتمع حتى صرعه سرطان الجسد،
أنت الذي سقط واقفاً أمام الغزوة البربرية، واتّخاذ القرارات الحاقدة، على يد أشباه الرجال، الذين قاماتهم طويلة وكراماتهم قصيرة.
أنت الآن، صاحب الدارين في الدنيا والآخرة، لأنّك دخلت السماء، بعد أن شرّفت نفسك على الأرض…
أنت حبة الحنطة التي وقفت في الأرض ونامت، ولكنها ستنبعث غلالاً وفيراً وسنابل للعشق والوجود…
إنّ إقامتك الدائمة ستبقى هنا، حيث ترى عيناك كلّ قادمٍ، وكلّ زائرٍ، فعندها يطمئنّ قلبك، لأنّك بقيت في المكان الذي أمضيت عمرك في سبيل أن يبقى مصاناً، حرّاً، شامخاً وكريماً…
نعم، لن تغادر البلدة التي أحببت وكنت لها أميناً، ولناسها محبّاً، ولترابها وشجرها، ومائها وحجرها، عاشقاً ووفياً…
في ذكرى الأربعين، نأتي إليك، لنضع حجر الأساس لحديقتك التي سينمو فيها براعمنا وأطفالنا وأهلنا جميعاً، ولنؤكّد عهدنا في المضيّ لتحقيق ما تعاهدنا عليه:
أولاً: في موضوع الجبل:
نحن من الجبل وللجبل، هنا أرض أجدادنا، وتاريخ توحيدنا، ودماء شهدائنا، وعرين أبطالنا، وساحات جرحانا.
هنا، إقامة الكبار من قومنا، رجال دينٍ وسياسيين ومفكرين، ومبدعين، وعمال وفلاحين، هنا أمهاتنا وكراماتنا، وأرضنا وعرضنا، هنا ولِدنا وهنا سنُدفن تحت التراب، وهنا سنبذل كلّ ما في وسعنا لبناء مجتمعنا، وتقديم كلّ ما يلزمّ له من احتياجاتٍ، والدفاع عنه في وجه كلّ دخيلٍ، فالجبل كان وسيبقى مقبرةً للغزاة والطامعين…
هو الجبل يا سادة، لجميع أبنائه، لأي جهةٍ انتموا ولأي طائفةٍ انتسبوا، وليكن اختلافنا من أجل إعماره، وبناء مؤسساته ومصانعه ومستشفياته، وتأمين فرص العمل لأهله…
هو يطلب منا أن نعطيه ما أعطانا من عزّةٍ وكرامة،
كفى تفرقةً وتمزيقاً، كفى إتهاماتٍ، وارتهاناتٍ لمشاريع تستهدفنا جميعاً، ولنعمل سوياً، لتبقى السياسة كما أردناها وأردتها يا عطوفة الأمير طلال، سلماً تمتطيه الناس للعبور نحو الحرية والرفاهية والإطمئنان والكرامة…
إنّ نحيب أمٍّ من أمهاتنا، وبكاء طفلٍ من أطفالنا، وآلام مريض من مرضانا، ووجع أبٍ من آبائنا، يساوي بالنسبة لنا، وهذا هو موقفكم كذلك وقد كررته أكثر من مرة، يساوي بالنسبة لنا كلَّ السياسات والأحزاب والمراكز والمسؤوليات.
كفى عبثاً، كفى مغامرةً، فأهل التوحيد، دين محبةٍ وغفرانٍ وتسامح، دين الإنسان المؤمن الملتزم، دين صدق اللسان، وحفظ الإخوان، فتعالوا جميعاً لنحفظه، ولنمشي مع أهلنا في رحاب الكرامة والعودة للتقاليد والقيم التي تربَّينا عليها… وليبقى التنوّع بيننا عاملاً صحياً، نبني عليه كلّ من موقعه من أجل عزّتنا وكرامتنا جميعاً…
ثانياً: في الموضوع اللبناني:
نحن مع قيام الدولة التي انتظرناها، ولكنّ المشكلة عندما أتت الدولة التي إنتظرناها وقاتلنا من أجلها والذي بنى عطوفة الأمير جيشها مجيد أصلاً وساهم في بنائها، عندما أتت رأيناها في يد ميليشيات المال والسلاح، وبدل أن تكون للناس، أرادوا تحويلها دولة ضدّ الناس، وبهذا المعنى، هذه هي الدولة التي هزمت في الجاهلية بدماء محمد وسواعد الأبطال.
أما الدولة العادلة التي آمن بها رئيسنا العماد ميشال عون، فهي الدولة المطلوبة، ولكن حتى تكون دولةً يجب أن نحاسب قاضياً بلا ضميرٍ ولا وجدانٍ ويسخِّرّ القضاء للسياسة ويعمل موظفاً لبعض السياسيين، وقد برز هذا الأمر في أكثر من مكان، كما حصل في الجاهلية حصل أيضاً في الشويفات وحصل في أمكنة أخرى، والدولة التي نريدها يجب أن تحاسب رجل أمنٍ متهورٍ مجنون يعتقد أنّ جهازه ملك والده وزعيمه، فيورّطه ويهزمه في معارك لا علاقة له بها.
وهنا أقول صراحةً، دماء محمد ليست للتجارة، لا من القريب ولا من البعيد، هذه الدماء ستلاحق سافكيها حتى القبور، وإذا كنّا قد تحاشينا الفتنة والحرب الأهلية التي أرادها البعض خلال غزوة الجاهلية، فقط لأننا أقوياء ونعرف كيف نحمي حقّنا ودمنا وكرامتنا”.
وتوجّه الى الرئيس سعد الحريري بالقول: “أما أنت يا أبا الأخطل أقول لك: نعم أيها المجرم الجبان، الجاهلية عصية عليك وعلى أمثالك من أصحاب الغدر.
الجاهلية أكبر منك ومن أمثالك، والجاهلية لولا تدخّلي وتدخّل حلفائنا في “حزب الله” ما كان ليخرج منها أحد لأن فيها من الكرامة والشرف والعنفوان ما لا تدركه أنت ومعلمك”.
يا أبا الأخطل، نحن أيها الغبيّ في جبل سلمان الفارسي وحمزة بن علي وأبا ذرّ الغفاري والمقداد وعمار بن ياسر، فهل تتصوّر، يا نصف رجلٍ أننا نخاف منك ومن أمثالك؟
أيّها الغبيّ، نحن سلمان الفارسي، نحن السيف الذي لا ينكسر، وأنت موظف صغير صغير عند موظف أصغر منك.
أبا الأخطل، هذه الجاهلية، إنحني على بابها أيّها الغبيّ وادخلها زائراً لتمنحك الحب والكرم والترحاب، أما إذا دخلتها غازياً فلا بدّ أن تهرب منها أسرع مما دخلت.
ويبقى رهاننا على الدولة في جيشها المفدّى قيادةً وضباطاً ورتباء وعناصر، وهو ضمانة عدم حصول الفتنة وعلى أجهزةٍ أمنيةٍ يعاد النظر في بعضها عند تشكيل الحكومة لأنه لا يجوز أن نسلّم جهازاً لرجلٍ نصف مجنون.
ثالثاً: في الموضوع الإقليمي:
وباختصار، كنا وسنبقى مع سوريا قناعةً وإيماناً، والتزاماً بالمبادئ التي تربينا عليها، بكل صراحة نحن بني معروف سوريا هي قبلتنا الثالثة، ونقطة على السطر.
فلولا صمود سوريا التاريخيّ على مدى العقود الماضية، أين كنّا نحن اليوم؟
أثناء الحرب العالمية وأثناء المجاعة زوّدتنا بالقمح
في زمن الثورات، قدّمت لنا المال والسلاح
يوم اجتاحت “إسرائيل” لبنان، رحل العديد منّا إليها وأقام فيها.
سوريا ستبقى قبلتنا الثالثة.
ونسأل المعادين لها والمشكّكين في دورها، أين كانت وجهة سيرهم في تلك السنين؟
بل كيف بنوا مجدهم وسلطتهم ونفوذهم ومواقعهم السلطوية؟ وأنت أكبر شاهد على الظلم الذي لحق بك يا عطوفة المير، في المرحلة السابقة وعانينا من هذا الظلم.
ورغم ذلك، سوريا عرين الأسود، فهي مَن يصنع التاريخ والرجال والقامات، وها هي وفود العرب والأجانب تأتي إليها طالبةً المغفرة عما ارتكبت أيديها من موبقاتٍ وقتلٍ وتدمير.
سنبقى الى جانب سوريا، هذا هو موقفنا وهذا هو الموقف الصائب الذي إتّخذه في بداية الأحداث سماحة السيد حسن نصرالله والذي لم يبخل بالدماء دفاعاً عن لبنان وعن سوريا وليس عن سوريا ولبنان، وسنبقى الى جانب سوريا جيشاً وشعباً ودولة، والى جانب رئيسها الدكتور بشار الأسد، الذي صان الحقّ القومي، وجعل من فلسطين واجهة الصراع مع التنّين والمستعمرين.
وإن كان الختام لا بدّ منه،
فختام كلمتي مسكها لعطوفة الأمير طلال مجيد إرسلان،
أيّها الأمير، والصديق والأخ الكبير،
نحن جميعاً من عائلةٍ واحدةٍ وبيتٍ واحد، هذا هو إيماننا وديننا، والعائلة تتفرّق أحياناً، لأسباب قاهرة لكنها تعود.
إن الكبار في أصالتهم يقفون دائماً مواقف الرجال، وأنت في طليعة الكبار في هذا البلد.
وأنت من بيتٍ وسلالةٍ تاريخية عريقة، معدنك من صلابة الأرض والشطآان، وأخلاقك من أجدادٍ ميامين، ومحبّتك من بحرٍ جاورك ولازمك على مرّ السنين، نحن معك في نفس الموقع، وكلّ الدروز الموحدين يتطلّعون إلينا لنكون على حجمهم في الجوهر والمضمون، وكلّ الوطن والأمّة يتطلّعون إلينا كجماعةٍ ليست بعديدها بل بموقعها وقدرتها وتاريخها في دحر كلّ الحملات والمستعمرين لحقّنا في الحياة والوجود…
وعلى هذا فالموحّدون ملح الأرض على مدى انتشارهم في العالم، وما علينا سوى العمل من أجل سعادتهم وبقائهم في مدارج العزّ والإباء في الدنيا وعلى طريق الآخرة…
سنبني معاً ما يحقّقّ طموحاتهم الى جانب مشايخنا الأجلاء، وعطوفة الأمير يشاركني الرأي وأنا أعرف مدى محبته للمشايخ وليست محبة مستجدة، بل هي محبة تربّى عليها، وهكذا كان يخبرني منذ سنوات طوبلة، ولذا نحن نعتبر أن أي قرار يخص الطائفة لا يمكن أن يكون صائباً إلا إذا أخذ موافقة مشايخنا ومباركتهم، من معصريتي الى الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ في شارون، الى الشيخ أبو علي سليمان أبوذياب في الجاهلية الى مشايخ حاصبيا وبيصور الى مشايخ الشويفات الى مشايخ عاليه الى كل مشايخنا، وأنا أعتقد بأن مشايخنا تهمهم مصلحة الطائفة أكثر بكثير من بعض السياسيين، لذا سنبني معاً ما يحقق طموحاتهم الى جانب مشايخنا وأهلنا الأوفياء، وشبابنا الأعزاء، ولن نسمح بعودة الساعة للوراء.
ومن أمامك وأمام هذا الحفل الكريم، أعلن أنّ أيدينا ممدودة للجميع من كلّ القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية لما فيه خدمة جبلنا ووطننا الحبيب لبنان…
أهلاً بعطوفتك في بلدتك وشوفك وجبلك.
ويا أبا طلال الحبيب، أيها الراحل، ذلك الأرجواني إنتصر على السيف، ودمك هو المدماك الأساس لعودة التلاقي والدخول في زمن الإنتصارات.
رحمك الله والشكر لكم جميعاً “.
إرسلان: يد الغدر التي امتدت على الشويفات امتدت على الجاهلية
من جهته إعتبر رئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” النائب طلال إرسلان أن “يد الغدر التي امتدت على الشويفات امتدت على الجاهلية وتجارة الدم نفسها حصلت، سيناريو واحد، استهداف واحد، تزوير واحد، تواطئ واحد، استئثار وتسلط وهيمنة، استخدام القضاء والقوى الأمينة وبعض الرئاسات، واستخدام الدولة ومزاريبها وفسادها وسرقتها ونهبها واحد، الدخول الى العائلات وخلاف الأب مع ابنه والأخ مع أخيه، تزوير الحقائق واحد، الإتهام السياسي واحد، المشهد نفسه”.
وشدد إرسلان على أن “أبو ذياب شهيدنا، علاء أبو فرج شهيدنا وكل موحد سقط في هذا الجبل بتاريخنا الذي عمره 1200 سنة على هذه الثغور لأي حزب إنتمى هو شهيدنا، لم نقبل التجارة بالدم ولا بالعائلات ولا بالبيوت والقرى والمدن”، مضيفاً: “يحكى اليوم أن هناك هجمة على الجبل، ورياحها شرقية، وأنا أقول الذي يفكر أنه بالشتائم سيرفع سعره في سوريا أقول له: الذين كانوا يقومون بعملية الشراء ذهبوا، والآن لا يوجد بضاعة ليتم شرائها”.
وشدد على أن “بشار الأسد انتصر، حسن نصرالله انتصر، وبهذا الإنتصار بنو معروف انتصروا”، مضيفاً: “أستغرب عندما يتم القول إن هناك مؤامرة لتطويق الجبل برياح شرقية”.
وسأل إرسلان: “مجزرة قلب لوزة ألم تكن تآمراً على الدروز؟ أسرى السويداء أليس تآمراً من الإرهاب التكفيري على الدروز والجبل؟ الهجوم على جبل الشيخ وتطويق حضر ومشايخنا ونسائنا وأولادنا وأطفالنا يقاتلون بجبل الشيخ، ألم يكن تآمراً على الجبل؟ مشايخنا الذين تعرضوا للقمع بساحات مجدل شمس من اليهود وقوى الصهاينة ألم يكن تآمراً على الدروز وعلى الجبل؟ الإستئثار والهيمنة والتسلط أليسوا تآمراً على الحبل؟ ضياع الحقوق أو بيعها وتجارة الدم بعلاء أبو فرج ومحمد أبو ذياب أليس تآمراً على الجبل؟ غزو الجاهلية أليس تآمراً على الجبل؟ إتهام الأبرياء في الشويفات أليس تآمراً؟ ضرب هيبة مشيخة العقل أليس تآمراً على الجبل؟”، مؤكداً أن “التسليم بالأمر الواقع ليس وارداً لا في حسابتنا ولا توجهاتنا ولا وطنيتنا”.
وأضاف: “علاء أبو فرج شهيدنا وكذلك محمد أبو ذياب ولا نقبل بتجارة الدم ولا بالعائلات وأحمّل مدّعي عام التمييز سمير حمود مسؤولية كل قطرة دم سقطت منهما”، موضحاً أنه “أعلم كيف قتل علاء أبو فرج وأتحدى سمير حمود أن يستدعيني كشاهد وإذا لم يتحرك القضاء بعد كلامي اليوم فيكون متواطئا على الحقيقة”.
وقال: “إمّا أن تشمل الخطوط الحُمر جميع الموحّدين وإلا فجميعها سقطت ولا أحد أكبر من الدروز وصحيح أنّ يدنا ممدودة شرط أن يعي كلّ شخص ما يفعله والتسليم بالأمر الواقع الحاصل غير وارد في حساباتنا”.
وأضاف ارسلان: أعيدوا الصلاحيات لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي نحييه من قلب الجبل، ومن ثم حاسبوه إذا لم يستخدمها، ولا تلقوا عليه حملكم الثقيل في الفساد منذ 25 عاما.
ثمّ توجّه الجميع لوضع حجر الأساس للحديقة التي ستسمى باسم الشهيد أبو ذياب في الجاهلية.
ومما جاء في كلمة إرسلان:
“أشكر الحضور الكريم جميعاً، في هذا اللقاء المبارك، أربعين الشهيد البطل، شهيد بني معروف وشهيد الجبل محمد أبوذياب.
مشايخنا الأجلاء، أوتاد الأرض وأطهارها، إخواني وأخواتي جميعاً، أستاذ وئام كفى ووفى، وأسهب، وتكلم عن الكثير من الأمور السياسية نوافقه عليها وتمثل رأينا وتوجهنا”.
وتابع: “نحن في الحقيقة يد الغدر التي امتدت على الشويفات هي ذاتها امتدت على الجاهلية، وتجارة الدم التي حصلت في الشويفات هي ذاتها انتقلت الى الجاهلية، إذاً سيناريو واحد، استهداف واحد، تزوير واحد، تواطؤ واحد، استئثار وتسلط وهيمنة واحد، استخدام القضاء واحد، استخدام بعض القوى الأمينة واحد، استخدام بعض الرئاسات واحد، استخدام الدولة ومزاريبها وزواريبها وفسادها وسرقتها ونهبها واحد، الدخول الى العائلات وخلاف الأب مع ابنه والأخ مع أخيه هو واحد، تزوير الحقائق واحد، تزوير الأدلة واحد، الإتهام السياسي واحد، المشهد نفسه، المطلوب هو التطويع والتطويب، “وطويلة على رقبتن” الإثنين”.
وشدد إرسلان على أن “محمد أبو ذياب شهيدنا، علاء أبو فرج شهيدنا، وكل موحد سقط في هذا الجبل بتاريخنا الذي عمره 1200 سنة على هذه الثغور لأي حزب أو توجّه إنتمى هو شهيدنا، لم نقبل بحياتنا التجارة بالدم ولا بالعائلات ولا بالجباب ولا بالبيوت ولا بالقرى وولا بالتذاكر ولا بالبطر”، مضيفاً: “يحكى اليوم أن هناك هجمة على الجبل، ورياحها شرقية، وأنا أقول الذي يفكر أنه بالشتائم سيرفع سعره في سوريا أقول له: الذين كانوا يشترون ذهبوا، والآن لا يوجد بضاعة لكي تشترى”.
وشدد على أن “بشار الأسد انتصر، حسن نصرالله انتصر، وبهذا الإنتصار بنو معروف انتصروا”، مضيفاً: “أستغرب عندما يتم القول إن هناك مؤامرة لتطويق الجبل برياح شرقية”.
وسأل إرسلان: “مجزرة قلب لوزة ألم تكن تآمراً على الدروز وعلى الجبل أم كانت نزهة؟ أسرى السويداء أليس تآمراً من الإرهاب التكفيري على الدروز والجبل؟ الهجوم على جبل الشيخ وتطويق حضر ومشايخنا ونساؤنا وأولادنا وأطفالنا يقاتلون بجبل الشيخ، ألم يكن تآمراً على الجبل؟ مشايخنا الذين تعرضوا للقمع بساحات مجدل شمس من اليهود وقوى الصهاينة ألم يكن تآمراً على الدروز وعلى الجبل؟ الإستئثار والهيمنة والتسلط أليسوا تآمراً على الجبل؟ ضياع الحقوق أو بيعها أليس تآمراً على الدروز والجبل؟ تجارة الدم بعلاء أبو فرج وبمحمد أبو ذياب أليس تآمراً على الجبل؟ سمير حمود وتواطوئه، مدعي عام التمييز الذي أحمله مسؤولية كل قطرة دم سقطت من محمد أبوذياب أو من علاء أبو فرج، غزو الجاهلية أليس تآمراً على الجبل؟ إتهام الأبرياء في الشويفات أليس تآمراً على الجبل؟ مشيخة العقل وتسخيرها وضرب هيبتها أليس تآمراً على الجبل؟”، الرد على المرجعيات الروحية الكبرى بالإعلام أليس تآمراً على الجبل؟ إدارة الأوقاف وسرقتها أليس تآمراً على الجبل؟ المجلس المذهبي وطريقة الإستئثار به وطريقة أخذ القرارات فيه أليس تآمراً على الجبل؟ الوظائف العامة التي خسرناها منذ 30 عاماً أليست تآمراً على الجبل؟ التعيين بمراكز أصبح شرط التعيين فيها هو الضعف والإرتهان والتواطؤ هو شرط من شروط التعيين بالمراكز، صلاحيات الشرطة القضائية وبيعها أليس تآمراً على الجبل؟ ضعف رئاسة الأركان والأمن القومي أليس تآمراً على الجبل؟ لا هذه الأمور كلها ليست تآمراً على الجبل، بل التآمر على الجبل هو التعرض لثلاثة صبايا يوزعون مناشير في سوق بقعاتا يهددون أمن الجبل لأنه من المجتمع المدني، بلى التآمر على الجبل هو كم شاب وصبية أطلقوا “زمامير” السيارات – “ممنوع الزمور” – هذا تآمر على الدروز وعلى الجبل، هذه خطوط حمراء”. وتابع إرسلان محذراً بالقول: “ليعلم الجميع أن الخطوط الحمراء إما تكون على كرامة كل الموحدين في هذه الجزيرة أو كل الخطوط الحمراء سقطت وستسقطت”، لا أحد يفكر بأنه أكبر من الدروز، كائناً مَن كان، الدروز عزتنا وكرامتنا، وهيبتنا وعرضنا، الدروز سبب وعلة وجودنا، ومَن يفكّر أن علّة وجود الدروز هو وجود الشخص هذا لم يحدث من ألف سنة ولن يحدث اليوم ولن يحدث أبداً”.
وتابع: “نحن صحيح يدنا ممدودة وكان المير مجيد يقول: “لا يعرف الحقد من تعلو به البدع” والشرط كل يوعى بالضبط عما يقوم به”.
وأكّد إرسلان بالقول: “نحن التسليم بالأمر الواقع الحاصل ليس وارداً لا في حسابتنا ولا في توجهاتنا ولا في انتمائنا ولا في ثوابتنا ولا في وطنيتنا.
في كل مرة، وعلى كل مفصل، يُدق ناقوس الخطر، قوى الإرهاب والتكفير التي كانت مدعومة من العالم لم تخفنا، وليقولوا لنا مَن سيأتي ليأكلنا، لكن المهم أن لا نأكل بعضنا البعض”.
وأضاف: “لم أخف في حياتي على الجبل من الآتي من الخارج، ولكن أصبح لدينا خوف من التآمر الداخلي على الجبل، لتنفيذ المآرب الشخصية.
يقولون القضاء، نحن في أربعين الشهيد محمد أبوذياب، لم يظهر حتى اليوم مع سمير حمود وأجهزته مَن قتل محمد أبوذياب، ولكن مطلوب نرسل للأستاذ وئام من تحت وفوق الطاولة له ولي ولغيري أن هناك طلقة نعم نعرف ذلك، ولكن نريد أن نعرف مَن قتل محمد أبوذياب”.
وأضاف: “عندما حصلت واقعة الشويفات، بعد عشر دقائق قال أحدهم فلان قتل علاء أبو فرج – سبحان الله – مع العلم أن ليس هناك شهوداً، والملف مزور والتقارير مزورة وليس هناك من شاهد واحد، وسمير حمود في اليوم الثاني، الساعة 11 قبل الظهر، بإتصال هاتفي معه نقل الملف من المحكمة العسكرية الى القضاء العدلي باشتباك مسلح حصل بين حزبين، هذا ليس تزويراً؟ ويقول أحدهم بأنه يريد الدولة والقضاء، وأنا من الجاهلية أقول أنا طلال إرسلان أعلم كيف قتل علاء أبو فرج وأتحدى سمير حمود – إذا كنت رجلاً- أن يستدعيني كشاهد وأقول لك من أمام المشايخ وأمام كل الفعاليات في هذا الجبل وأقولها للإعلام في لبنان أنا أعرف كيف قتل علاء أبو فرج، سمير حمود مدعي عام التمييز أنا وزير ونائب ومسؤول في هذا الجبل أقول لدي معلومات حول مقتل علاء أبو فرج فاستدعوني لتسمعوا وتسجلون في المحضر وتصدرون القرار الظني الذي تريدونه – وأعلى ما بخيلهم يركبوه – وأنا أقولها من هنا من الجاهلية، وأمام الإعلام اللبناني إذا لم يتحرك القضاء بعد كلامي اليوم، تعرفون أن المكتوب يقرأ من عنوانه، فيكون القضاء متواطئا على الحقيقة في الشويفات والجاهلية”.
وأضاف إرسلان: “أما بالنسبة للدولة، لا نستطيع الإستمرار بدولة على قاعدة حاميها حراميها، ولا البلد قادر على التحمل، ولا الناس وأولادنا قادون ايضاً على التحمل، الوضع الإقتصادي ما الحاجة لقمة إقتصادية ومؤتمر سيدر وغيره، هذا لا يعنيني، فهذا البلد منذ 25 عاماً عشعش فيه الفساد، ومَن مارسوا الفساد ترونهم اليوم ينادون بالعفة وكأن الفساد أتى من كوكب آخر وهبط علينا وليس هم مَن سرقوا البلد، ورموا بالحمل والمسؤولية على ظهر الذي أوجه له تحية كبيرة من هنا من الجبل، فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وأسمع أحدهم في الإعلام أو غيره يقولون بمسؤولية العهد، ما هي مسؤولية العهد، نرضة بذلك، أعيدوا الصلاحيات لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكلنا نحاسبه، إذا لم يستخدمها، ماذا لديه توقيع الرئيس من الطائف المشؤوم إلا توقيع على تأليف الحكومة، ويقولون مسؤولية العهد، والآخرين الذي ملأوا جيوبهم وبنوا القصور وطيارات وسيارات والى ما هنالك هؤلاء أناس فقرلء معترين، ويصح عليهم الحسد ونريد أن نجمع لهم الأموال في البلد – الله يساعد الأوادم في هذا البلد وعلى رأسهم سماحة السيد حسن نصرالله”.
وختم كلمته متوجهاً الى وهاب بالقول: “أنت قلت منذ 40 يوماً ومشكور نحن جميعنا تحت سقف خلدة، أقول لك: خلدة بيتك وسيبقى بيتك، وكما كنا سنعود وأهلاً وسهلاً بك في بيتك الذي عشت وترعرت به، وتعرفه جيداً وكل مَن هو في هذا الخط وهذا التوجّه يدنا وقلوبنا مفتوحة له، وسنستمر وعلى العهد باقون رحم الله محمد، مؤكداً أن دماء محمد ودماء علاء لن تذهب هدراً سنستمر وسنواجه لتبيان الحقيقة كما هي، نصف أو ربع حقائق معنا لا تتسوق، إما حقيقة كاملة أو لا حقيقة، لا ثقة أو نصف ثقة، إما ثقة كاملة أو لا ثقة، موجهاً التحية الى شيخنا الجليل والمرجع الكبير الشيخ أبو علي سليمان ابوذياب والى آل أبوذياب، وتحية كبيرة لسماحة شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز الأوحد الشيخ ناصرالدين الغريب، وتحية للجميع فرداً فرداً ومن مشايخنا الأجلاء نطلب الدعاء”.
نجل الشهيد أبوذياب
ثم كان كلمة لعائلة الشهيد ألقاها نجله طلال أبوذياب، ومما جاء فيها:
“يا أبي، يا معلمي، ومرشدي، وقائدي،
يا مَن علمني كل الخير، ونهاني عن كل الشر، علمني كيف أبتسم، وكيف أقاوم، كيف أزرع الفرح حيثما أحل، كما كنت أنت.
صوتك يا أبي لا يفارق أذناي، طيفك لا يفارق نظري، فكأنك لازلت بيننا، تسير في المنزل، تنام الى جانبنا.
نستيقظ فنراك معنا، تحتضننا بعيونك، وتغمرنا بجناحك الذي ما توقف عن الخفقان في سبيل العزة والكرامة”.
وتابع: “يا أبي، أنا هنا اليوم لأجدّد الوعد، معك ومع الأوفياء، أننا سنبقى مخلصين كما علمتنا، سنزداد صلابة وعزيمة وإرادة على دروب الحياة كما أفهمتنا، على المنهج الى جانب الأب الذي رعانا واحتضننا من بعدك كما يحتضن أولاده، فغدونا كأننا منهم، هذا الكبير الصادق المخلص لنا ولدمائك الطاهرة.
سنكمل المسيرة يا أبي، مهما بلغت الصعوبات والتضحيات، كما أكملتها أنت، الى الشهادة إذا اقتضى الأمر، وسنكون أوفياء كما كنت وكما كان جدي وأباه، فنحن قوم لا نسأل عن تمزيق الأقمصة، لأننا نقول بخلود الروح، ويطيب لنا أن نقدم أرواحنا في سبيل القضية التي بها نعتزّ ونفتخر، ومن أجل مشروع نعتبر أنفسنا مؤتمنين عليه، ومؤمنين بانتصاره”.
وختم بالقول: “عهداً علينا، أن نكمل الطريق الى جانب القائد القدوة، الوزير وئام وهاب، ومع المناضلين المخلصين الشرفاء الأحرار، على درب الحرية، ولن يشوش علينا أحد على خيار الصمود، ولن يثنينا شيء عن متابعة النضال، من أجل حياة تليق بالأحرار، لا حياة العبيد.
ولكم جميعاً الأجر والثواب ووقاكم الله من كل مكروه، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون”.
ثمّ توجّه الجميع لوضع حجر الأساس للحديقة التي ستسمى باسم الشهيد أبو ذياب في الجاهلية.