دينا ياسين – الديار
30 في المئة من اللبنانيين يعيشون حالياً دون خط الفقر، وذلك حسب ما كشفت آخر دراسات البنك الدولي عن لبنان، كما ذكر التقرير أن نسبة البطالة وصلت إلى 30 في المئة من عدد السكان في لبنان، و36 في المئة لدى الشباب فقط.
كثرت الدراسات والتقارير الاقتصادية المحلية والدولية التي تناولت موضوع الفقر في لبنان. وتأخذ هذه القضية مساحة مهمة في النقاشات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام لما ينتج عنها من مشاكل وكوارث على مختلف المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. لكن على الرغم من خطورة الأرقام التي تظهرها هذه الدراسات عن واقع الفقراء في لبنان، نجد أن الحكومات المتعاقبة في خبر كان ولم تقدم حتى اليوم أي خطة إنقاذيه لانتشال اللبنانيين من واقعهم المرير بل على العكس ما زلنا ننتظر من السياسيين تشكيل حكومة فباتت ان تنتهي السنة ومازال لبنان بلا حكومة واللبناني يدفع ضرائب جديدة تطال معظمها الطبقة الفقيرة.
مناطق الفقر والحرمان
تتوزع نسبة الفقراء على المناطق المهمشة وتصف الأمم المتحدة هؤلاء الفقراء في تلك المناطق ب ” السكان الضعفاء”، حيث حصل البقاع على الحصة الأعلى بنسبة 38 في المئة، يليه الشمال بنسبة 36 في المئة، أما الجنوب فوصلت نسبته من الفقر إلى 32 في المئة، وفي النبطية 25 في المئة، أما نسبة الفقر في جبل لبنان فكانت 22 في المئة، وحصلت بيروت على أدنى نسبة وصلت إلى 16 في المئة.
نتائج كارثية
في ظل هذه الأرقام المخيفة تغيب أي محاولات جدية من قبل الحكومة والدولة لمعالجة هذه المشكلة ما يؤدي إلى بروز مشاكل إضافية تضاف إلى المشكلة الأم. فيتميز أبناء هذه الطبقة بأنهم الأكثر جهلا وأمية وتخلفا وأكثر عرضة للأمراض والتي غالبا ما تتفشى بينهم على شكل وباء، إضافة إلى انتشار تجارة الممنوعات كالمخدرات وارتفاع نسبة السرقة والنشل وبروز ظاهرة التسول، والأخطر غياب سياسة التوعية الجنسية للسكان فترتفع معدلات الاغتصاب وتنتشر ظاهرة الزواج المبكر إضافة إلى زيادة غير مدروسة ومنظمة في عدد السكان والذي يزيد أعباء الفقر والجهل. كل هذه المشاكل تشكل أرضية خصبة تستفيد منها المنظمات الجهادية للترويج لأفكارها وتبني عقيدة الإرهاب أو التكفير.
أسباب وعوامل تفشي ظاهرة الفقر
أسباب وعوامل أدت إلى ظهور وتفشي ظاهرة الفقر وتناصها نذكر منها:
حجم الأسرة: إن حجم الأسرة يعتبر أيضا من مسببات الفقر حيث يؤدي كبر حجم الأسرة وارتفاع معدلات الاعالة إلى زيادة الأعباء على نفقات الأسرة وبالتالي مواجهة حالة العجز عن توفير كل متطلبات الأسرة ذات الحجم الكبير وقد تزداد حالة العجز هذه باستمرار وتتفاقم وينتج عنها الفقر بأتم معناه.
التضخم: ان التضخم الذي يعرف بأنه الارتفاع العام في أسعار السلع والخدمات معبراً عنها بالنقود يؤدي إلى انخفاض القوة الشرائية للنقود وبالتالي تتأثر الدخول الحقيقية للأسر وتصل إلى حالة العجز عن اقتناء كل المتطلبات التي تحتاجها وتصبح ضمن تعداد الفقراء بغض النظر عن درجة الفقر فالتضخم سيزيد في عبئ الاعالة التي تقع على العاملين في اعالة غير النشطين في ظروف التضخم المتسارع.
النزاعات الداخلية والخارجية: الحروب مثلا تساهم في الاستقرار وما ينتج عنه من ضياع فرص العمل وضياع الممتلكات وغيرها وبالتالي السير نحو الفقر.
سوء توزيع الدخل والثروات: إن غياب التوزيع العادل للدخل القومي والثروات يؤدي إلى غناء البعض وإفقار البعض الآخر.
تدني المستوى التعليمي: انخفاض مستويات التعليم وعدم امتلاك المهارات الوظيفية، فذلك يحدّ من فرص الوصول إلى وظائف مناسبة لتطوير المهارات والمشاركة بشكلٍ فعّال في المجتمع.
البطالة: البطالة، أو تدني مستويات الأجور، أو عدم الاستقرار الوظيفي، حيث إنّ ذلك يحدّ من الوصول إلى دخل مناسب او الى وظيفة من الأساس وهذا ما يعاني منه معظم الشباب اللبنانيون.
الفساد: ان الفساد الحكومي، وتعقيد الإجراءات، وعدم الاكتراث بمصالح المجتمع والمواطنين وتهميش بعض المناطق كلها عوامل تساعد في تفاقم ظاهرة الفقر.
كيفية مكافحة الفقر
هناك محاور أساسية للقضاء على الفقر تتمثل في العناصر التالية:
– استعمال كلي لطاقات الانتاج التي بحوز الفقراء.
– إنعاش التنمية الفلاحية.
– تنمية ريفية مندمجة ومؤسسة على مشاركة المجموعات
– إصلاحات القطاع المالي.
– تنمية بشرية بالحد من الفقر.
– تنمية سوق العمل والتحديد من الفقر بواسطة التشغيل.
– تطوير السكن للفقراء.
– تطور مؤسسي وقانوني.
– تنمية مستديمة للحد من الفقر.
– برامج ضد الفقر.
– نظام رقابة ومتابعة ظاهرة الفقر ومستوى المعيشة.
وأيضا في ظل وجود سياسة اقتصادية مدروسة من شأنها أن تساعد على تحقيق النمو الاقتصادي للدول تأتي سياسة مكافحة الفقر. وهذه السياسة التي يجب أن تتضمن:
1- زيادة دخول الفقراء (قدراتهم الذاتية على تنمية مواردهم)
2- تخفيض تكلفة الحاجات الأساسية بجميع الطرق الممكنة (التضخم، تحفيض مستوى الأسعار)، توفير الخدمات للفقراء، والتأمين، ووضع سياسات رعاية صحية واسكانية وتخفيض نفقات التعليم.
3- ضخ الموارد والمساعدات الفورية والمباشرة والتعويضات النقدية والعينية وأشكال الدعم المختلفة لعموم الفقراء.
4- تشجيع المدخرات والاستثمارات.