يشهد لبنان كما سائر الدول معتدلة المناخ تفشياً كبيراً لمرض الإنفلونزا الموسمية مع وصول فصل الشتاء وما يحمله من تقلب في المناخ وتغيُر في درجات الحرارة. هذا وتتسم الأنفلونزا الموسمية بارتفاع حرارة الجسم بشكل مفاجئ والإصابة بسعال عادة ما يكون جافاً وصداع وألم في العضلات والمفاصل وغثيان حاد والتهاب الحلق وسيلان الأنف. في أغلب الأحيان يُشفى معظم المرضى من الحمى والأعراض الأخرى في غضون أسبوع واحد دون الحاجة إلى عناية طبية، إلا أن السعال قد يبقى أسبوعين أو أكثر. وتدوم الفترة التي تفصل بين اكتساب العدوى وظهور المرض، والتي تُعرف بفترة الحضانة، يومين تقريباً.
متى تكون الإنفلونزا خطرة؟
وفي بعض الحالات النادرة يمكن للأنفلونزا أن تساهم في تفاقم المشكلة مسببةً أمراضاً وخيمة وأحياناً الموت إذا ما أصابت العدوى إحدى الفئات المعرضة أكثر من غيرها للإصابة بالمرض. وتشمل هذه الفئات كلاً من الحوامل والأطفال المتراوحة أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهراً والمسنين والأفراد المصابين بأمراض مزمنة معيّنة مثل الأيدز والربو والأمراض القلبية أو الرئوية المزمنة والعاملين في مجال الرعاية، وتعتبر هذه الفئات الأشد تعرضاً لخطر ظهور المضاعفات.
كيفية إنتقال العدوى
تنتشر الأنفلونزا الموسمية بسهولة وتنتقل العدوى بسرعة في الأماكن المزدحمة بما فيها المدارس والمستشفيات وأماكن العمل. فيكفي أن يسعل الشخص المصاب بالإنفلونزا أو أن يعطس لنشر الرذاذ المعدي الحاوي للفيروسات في الهواء وفيما بين الأشخاص شديدي التقارب. كما يمكن للفيروس الانتشار عن طريق ملامسة أو مصافحة الأيدي الملوّثة به.
خطوات أساسية للوقاية
الخطوة الأولى للوقاية تكمن في تجنب الإختلاط بالمصابين قدر الإمكان، كما ينبغي على الأفراد تغطية أفواههم وأنوفهم بمنديل عند السعال والعطس منعاً لإنتشار الفيروس في الهواء، إضافةً إلى المحافظة على النظافة الشخصية عبر غسل الأيدي بانتظام وخصوصاً عند التواجد في العمل والأماكن العامة.
هذا ويعتبر اللقاح من أنجح الوسائل للوقاية من المرض أو للتخفيف من خطورته. إذ يمكن أن يوفر لقاح الأنفلونزا حماية لا بأس بها للبالغين الأصحاء حتى عندما لا تتطابق الفيروسات المنتشرة تماماً مع فيروسات اللقاح. كما يحد من وخامة المرض ومن حدوث المضاعفات والوفاة لدى كبار السن والمرضى.
وتبلغ فعالية لقاح الأنفلونزا أعلى مستوياتها عندما تتوافق الفيروسات السارية توافقاً تاماً مع الفيروسات التي تحتوي عليها اللقاحات. ونظراً إلى طبيعة فيروسات الأنفلونزا التي تتطور بانتظام، تلجأ المنظمة العالمية لمتابعة الأنفلونزا والتصدي لها إلى رصد فيروسات الأنفلونزا السارية لدى الإنسان باستمرار وتحديث تركيبة لقاحات الأنفلونزا مرتين في كل عام.
العلاج في حالة الإصابة
عادة ما يعطى المصاب أدوية محاربة للفيروسات والمضادات الحيوية بالإضافة إلى الفيتامينات وخصوصاً الفيتامين سي، ومن المفضل البدء بالعلاج مبكراً أي في غضون 48 ساعة من ظهور الأعراض. كما ينصح الأفراد المعرضين للإصابة بنسبة أكبر أو مِن مَن يعانون من مشاكل صحية إستشارة طبيب مختص منعاً لتفاقم المشكلة.
الديار – رالف جرجس