أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة استشهاد فلسطيني وجرح اثنين آخرين، اليوم في غارة اسرائيلية على شرق مدينة غزة، ما يرفع عدد الشهداء في الجيب المحاصر إلى 6 فلسطينيين خلال أقل من 24 ساعة.
وقال الناطق باسم الوزارة اشرف القدرة إن غارة اسرائيلية استهدفت مجموعة من الشبان شرق مدينة غزة، ما أدى إلى “استشهاد مصعب حواس (20 عاما) وجرح اثنين آخرين” في القطاع حيث تثير عمليات إطلاق الصواريخ الفلسطينية والغارات الاسرائيلية مخاوف من اندلاع حرب جديدة بين الطرفين.
ومنذ ليل الإثنين الثلاثاء يتواصل إطلاق الصواريخ الفلسطينية من غزة والضربات الاسرائيلية على القطاع، ما يطيل أمد هذه المواجهات التي تعد الأخطر منذ 2014 وتعيد شبح حرب جديدة.
ومنذ بعد ظهر الإثنين أحصى الجيش الاسرائيلي حوالي 400 صاروخ اطلقها فلسطينيون، وشن ضربات انتقامية على حوالي 150 موقعا لحركتي حماس وحليفتها الجهاد الاسلامي.
وتبنّت كتائب القسام مساء الاثنين اطلاق الصواريخ في بيان أعلنت فيه “بدء قصف مواقع ومغتصبات (مستوطنات) العدو بعشرات الصواريخ (…) ردا على جريمة الامس”، في إشارة إلى عملية للقوات الخاصة الاسرائيلية في القطاع ليل الأحد الإثنين.
ويأتي هذا التصعيد بعد أشهر من التوتر الذي يثير مخاوف من نشوب حرب رابعة خلال عشرة أعوام، بين اسرائيل وحماس التي تسيطر على القطاع المحاصر والواقع بين الدولة العبرية ومصر والبحر المتوسط.
ولا يمكن التكهن إن كان هذا التصعيد الذي استمر لفترة أطول من حوادث سابقة، سيتراجع أم أنه سيستمر ويحبط بذلك الجهود التي تبذل منذ أسابيع لتجنب مواجهة جديدة.
وتبادل الجيش الاسرائيلي وكتائب عز الدين القسام التحذيرات. ودوت صفارات الإنذار طول مساء الإثنين وفي جزء من الليل في البلدات الاسرائيلية الواقعة حول قطاع غزة، ما دفع سكانها إلى التوجه إلى الملاجىء. وأغلقت المدارس الثلاثاء في عدد من البلدات ودعي السكان إلى عدم الابتعاد عن الملاجىء.
وقال ناطق باسم الجيش اللفتنانت كولونيل جوناتان كونريكوس إن الجيش الاسرائيلي حشد تعزيزات ووسائل كبيرة ونشر عددا إضافيا من البطاريات المضادة للصواريخ. وشاهد صحافي من وكالة فرانس برس دبابات تنقل باتجاه قطاع غزة في مشهد معتاد في فترات الاستنفار.
وصرح كونريكوس للصحافيين “نحن مستعدون لزيادة جهودنا ضد المنظمات الإرهابية”.
وذكرت وسائل الإعلام أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو سيعقد اجتماعا لحكومته الأمنية المصغرة التي تقوم بمناقشة أكثر القضايا حساسية.
وأكد الموفد الخاص للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف أنه يواصل العمل مع مصر المجاورة لإبعاد غزة عن “حافة الهاوية”. وقال إن “تصعيد الساعات الـ24 الأخيرة بالغ الخطورة وغير محسوب”.
وذكرت فرق الإسعاف أن عشرات الاسرائيليين أصيبوا بجروح طفيفية خصوصا بسبب شظايا.
وأكد الجيش الاسرائيلي أن معظم الصواريخ سقطت في مناطق غير مأهولة، لكن بعضها أصاب مباني مباشرة يقع أحدها في عسقلان.
وقالت وسائل الإعلام إنه تم انتشال سيدة في حالة حرجة. وبعد ذلك أعلنت فرق الإنقاذ أنها عثرت في الأنقاض على جثة رجل لم تعرف هويته لكن تبين أنه فلسطيني ويبدو في الأربعينات من العمر.