أكدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أنه لا يزال هناك عدد غير معروف من الأمراء السعوديين ذوي الثراء الفاحش ما زالوا محتجزين بعد عام كامل من إطلاق “ابن سلمان” حملته المزعومة ضد الفساد، مشيرة إلى أن الأمير تركي بن عبدالله يأتي على رأس هؤلاء.
وأشارت الصحيفة إلى أن تركي البالغ من العمر (47 عاما) ابن بارز للملك الراحل عبد الله، وهو طيار مقاتل حاصل على درجات علمية متقدمة وتدرب في الولايات المتحدة وبريطانيا. وكان الحاكم القوي للرياض ، ثم المدير التنفيذي لمؤسسة الملك عبد الله التي تمول أعمال خيرية في جميع أنحاء العالم بمليارات الدولارات.
وهو الآن ضمن عدد غير معروف من السعوديين ذوي الثراء الفاحش الذين ما زالوا محتجزين بعد عام كامل من قيام ولي العهد محمد بن سلمان بتحويل فندق الريتز كارلتون في الرياض إلى سجن خمس نجوم لبعض من أبرز مواطني البلاد فيما سماه حملة لمكافحة الفساد.
ولا يزال تركي ، الذي يتهمه المسؤولون بتهمة الكسب غير المشروع في بناء مترو الأنفاق في الرياض ، محتجزاً دون أي تهم رسمية. كما قُبض على رئيس طاقمه الجنرال علي القحطاني وتوفى رهن الاحتجاز في ظروف لم يتم شرحها بشكل كامل.
وقال الأمير محمد في مقابلة الشهر الماضي مع وكالة بلومبرج نيوز إن 8 رجال فقط ما زالوا محتجزين. ولم يقدم أي تفاصيل أخرى باستثناء القول: “إنهم مع محاميهم ويواجهون النظام الذي لدينا في السعودية”.
لكن أشخاصًا آخرين على دراية بالاعتقالات قالوا إن الرقم أعلى بكثير ، حيث لا يزال 45 من محتجزي “ريتز” معتقلين.
وقد يكون أحد هؤلاء قد نال حريته يوم الجمعة عندما أفرجت السلطات السعودية عن الأمير خالد بن طلال ، 56 عاما ، وهو ابن عم محمد وتركي.
ويبدو أن ولي العهد استهدف عائلة الملك الراحل عبد الله بشكل خاص. وقال العديد من المراقبين إنه نتاج توترات بين أجنحة سلمان وعبد الله تعود إلى سنوات عديدة ولكنها أصبحت واضحة بشكل خاص بسبب صعود محمد السريع إلى السلطة.
وكان تركي قد ازداد قلقه في السنوات الأخيرة من سلطة الأمير محمد المتزايدة، وخاصة سيطرته على وحدة التحقيق في وزارة الداخلية التي يمكن استخدامها لصنع كل أنواع الاتهامات”، وذلك بحسب أحد الأشخاص المقربين من العائلة المالكة.
وبالإضافة إلى سجن تركي ، اعتقل محمد ثلاثة من أبناء عبد الله الآخرين ، ومن بينهم الأمير متعب بن عبد الله ، 65 سنة ، رئيس الحرس الوطني ، الذي أعفي من وظيفته. واعتقل الأمير فيصل بن عبد الله (40 عاما) ، وهو رئيس سابق لهيئة الهلال الأحمر السعودي ، والأمير مشعل بن عبد الله ، المحافظ السابق لمحافظة مكة المكرمة .
وقال العديد من الأشخاص الذين لهم علاقات بالعائلة المالكة إن تركيز محمد على عائلة عبد الله يبدو وكأنه مصمم لتهميش المنافسين المحتملين للسلطة والاستيلاء على صندوق مؤسسة الملك عبد الله ، الذي يشرف عليه تركي ، والذي تقدر قيمته بـ 20 مليار دولار إلى 30 مليار دولار.
وقبل نحو عقد من الزمن ، واجه محمد غضب الملك عبد الله عندما اشتكى مستشار اقتصادي كبير إلى الملك بشأن استثمارات محمد في سوق الأسهم ، مما دفع الديوان الملكي إلى لوم محمد ، وفقا لما قاله شخص قريب من العائلة المالكة.
وفي وقت لاحق ، غضب الملك عبد الله مرة أخرى من محمد بعد إبعاد عدد كبير من النواب في وزارة الدفاع فتحرك الملك لإبعاد محمد من الوزارة، بحسب هذا الشخص.
وقال الدبلوماسي ان سلمان قبل ان يصبح ملكا غضب عندما عين الملك عبد الله أخا آخر لهما ليخلف سلمان في منصب حاكم الرياض. وقال الدبلوماسي ان سلمان كان يشغل منصب المحافظ منذ عام 1963 وأراد الاحتفاظ بها في خط أسرته.
**