الدولة الإسلامية في العراق و الشام»… الاسم الكامل للتنظيم الإرهابي قبل أن يتم إختصاره ليصبح بما يعرف بـ «داعش». أثار هذا التنظيم جدلاً ملحوظاً في الإعلام المحلي والعالمي و على مواقع التواصل الإجتماعي حيث تعددت واختلفت الآراء حول حقيقة نشأته، وأبرز نشاطاته وهوية حلفائه. بعد أن شنت هذه الجماعة هجمات إرهابية في بلاد الغرب (باريس، واسطنبول،

وبروكسال..) ها إنها تقوم بتهديد «العالم» مجدداً.

اصدرت «الدولة الإسلامية» في شهر تشرين الأول الجاري تهديداً ترافقه صورة تتضمن رجلاً ماسكاً سكيناً في يده أمام الجمهور الحاضر في حفل موسيقي.

وها إنها تنشر منشوراً عبر موقع التواصل الإجتماعي «تويتر» على شكل صورة تتضمن شعار «التنظيم الإرهابي» مؤكدة من خلاله تنفيذ هجمات فعلية

وإلكترونية على كافة الدول بحسب ما تم تداوله في الصحف الأجنبية. بالإضافة، جاء في «اللإعلان» التعليق الآتي: «انتظروا مفاجأتنا، سنوفي بوعودنا لكم».

 “الميدان الإلكتروني ….مكان لنشر الرعب “

«كانت مشاهد مرعبة… رفعت في دقائق قليلة على شبكات مواقع التواصل الإجتماعي… وخلقت أجواء من الذعر والرعب». نقل التنظيم الإسلامي معركته على الساحة الإلكترونية والهدف واضح: ترويج هويته ونشر الرعب بين الشعوب. هي بروباغندا ترويجية عمل على تطبيقها هذا التنظيم لأسباب تفيده في تنفيذ اهدافه من خلال السيطرة على أفكار أحاسيس الناس.

نجاح خطة التنظيم الإرهابي بالسيطرة على الساحة الإلكترونية قائم على عدم تعرض الخطة المتبعة لأي نوع من الحواجز وذلك بفضل مساعدة الملايين من الأفراد على نجاح استراتيجيتها «عن غير قصد» من خلال متابعة صفحاتها ونشر جرائمها في الإعلام و على كافة مواقع التواصل.

لذلك، يمكننا القول أن من أهم أهداف التنظيم المتطرف، هو خوض حرب عسكرية ونفسية فتسربها لمشاهد القتل (سيفاً أو حرقاً) كما والسيطرة على النساء وتعنيفهن جنسياً… خطة «متذاكية» ساهمت في إنهاء المعركة من خلال نشر الذعر بمساعدة النقل الإعلامي.

“مسؤولية شركات الإنترنت “

بالرغم من حجب وإلغاء أكثر من سبعين ألف حساب مؤيد للتنظيم الإرهابي وفق معطيات معهد بروكينغز، لم تؤد الشركات العملاقة دورها المختص بمراقبة الشبكات اللإلكترونية بشكل صحيح، لا بل ساهمت في الترويج لبروباغندا الإرهاب ولفظاعة أفعالهم وأقوالهم.

كما بدورها، أشارت الشبكة الكبرى على مواقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك» أنها ستقوم بصد وإزالة كل الرسائل والمنشورات التي تعتمد أسلوب التهديد والرعب، بالإضافة إلى كل ما ينشر من عمليات قتل وإجرام. كما وأكد الناطق بإسم «فيسبوك» أنها ستجاهد شركته بلا توقف لتحويل «فيسبوك» إلى مكان آمن ومحترم متاح للجميع. بالإضافة إلى أن الموقع يتشارك الأهداف عينها مع الحكومات الدولية: «هدف الحكومات صد أنشطة التنظيم الإرهابي، أما هدفه فمنع أستخدام الإرهاب لفيسبوك».

استغلت «الدولة الإسلامية» في العراق والشام شبكات الإلكترونية استغلالاً تاماً وفي الجهة الثانية قصرت شركات «الإنترنيت» في المراقبة تقصيراً تاماً … ولكن مسؤولية «نشر الرعب» تتوجه إلى النقل الاعلامي الشامل لأفعال وتهديدات التنظيم.. فمن الواضح أن السبب وراء انتشار داعش، هو تسليط الضوء على أفكارهم التكفيرية على وسائل الاعلام والتواصل حتى ولو كانت النية عكس ذلك ودون قصد!

المصدر:”الديار” – تمارا بعينو

**