يؤسفنا ولبنان يمرّ بأدق وأخطر المراحل والأوضاع السياسية الحساسة أن يخرج بعض الأقزام وخفافيش الليل من أوكارهم، محاولين التطاول على قامات وطنية ماردة كرئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب غمزاً وهمزاً ولم ولن يصلوا الى ذلك سبيلا، وستبقى محاولاتهم سراباً وأحلامهم أوهام، فالكبار والعظماء والقادة لا تنال منهم بضعة أسطر مبتذلة لا تعبّر إلا عن أصحابها الذين يرون أن أفضل أدوات البروز هو التشهير والتجريح بالآخرين والإنتقاص من قاماتهم وإنجازاتهم، فيسوقون ذواتهم ليرضوا هؤلاء أو أولئك برخص، وفوق ذلك يجعلون من أنفسهم “أوصياء” يمنحون بموجبها الوطنية لأشخاص ويحجبونها عن آخرين، بل ويشكّكون وينتقصون من أصحاب النفوس الكبيرة ويتمادون في إتهاماتهم إلى حد التخوين.
إن الوزير وهاب حين يقارب القضايا والمسائل التي تترك أثراً على المسار الوطني إنما يتناولها بحكمة وعقلانية وروحية وطنية، تتلمس الأخطار في زمن يمرّ به لبنان بأدق وأخطر مرحلة سياسية واقتصادية ومعيشية ليجنب البلد أية منزلقات، لأنه بمواقفه هذه يحمي ويحضن الوطن كل الوطن، ويؤسس لنهج ينتظره الجميع وما عليهم إلا الإلتفاف حول مواقفه والإبتعاد عن الحملات المسعورة والخطاب المتشنج.
ولكن للأسف يتطوّع أحد المستزلمين المدعو وليد سرحال للتطاول على الوزير وهاب، فكان كلامه إساءة لكل اللبنانيين من خلال التوصيف المرفوض والكلام الذي يعبّر عن مطلقه، ليتقاطع بذلك مع معسكر الفاسدين في لبنان بكل مستوياته. واليوم نراهم مذعورين أصابهم دوار من الخيبة والذهول من الكلام الصادر عن الوزير وهاب والذي حذّر فيه من سرقة المال العام والتطاول على حقوق المواطن، من خلال نهج يقوم على وكالات حصرية لسياسة المقامرة التي أوقعت الوطن في خطاياها منذ سنوات.
وأقول هنا أن محولات الإستنكار والدهشة والإستغراب والإستهجان والتنديد لا تنفع جميعها، ولا تنفعنا أيضاً مشاعر الأسى والحزن.. ولا مجالس الإبتهال أو الدعاء.. فاليوم معركتنا معركة أفعال لا أقوال معركة الأحرار والشرفاء، معركة كل من لا يرتضي الذل والإنتقاص من الكرامة الشخصية والوطنية، وذلك بتوحد اللبنانيين ونزولهم الى الساحات معلنين بصوت واحد ”لا للفساد” بعد أن بات يتحكم في جميع قطاعات المجتمع والمؤسسات الحكومية. الفساد في لبنان متفشّي في جميع صوره بما فيها الرشوة والمحسوبية، والإختلاس، وشراء الأصوات.
وكأن لا يكفي اللبنانيين ما لديهم من مشكلات في النفايات والطرقات والمياه والكهرباء والتلوث البيئي والبطالة والهجرة، وما يفوق المليون ونصف المليون من اللاجئين على أرضهم، حتى يطلّ عليهم المدعو وليد سرحال لعلّه يريد التشاوف أمام معلمه فجعل من نفسه من مضحِكات ولي نعمته الذي سرعان ما ذكّره سرحال بما حلّ به من مهانة وقهر يومها أمام أسياده في المملكة العربية السعودية.
ألم تشعر يا سرحال بالخجل والصغار عندما تتفّوه بمثل هذا الكلام الذي لا يصدر إلا عن أصحاب صغائر النفوس؟ لكنك تتصرف وفقا لمقولة إن لم تستح فقل ما شئت” لأنه يعبّر عنك خير تعبير.
وأخيراً لن نرضى بإهدار وقتنا في ملاسنة الصغار وقصار القامة، ولكن ما نريد قوله للسيد سرحال: ثِـقْ أيها البطل إن الغرور آفة، والإعجاب بالنفس غباء، والتطاول على الأبطال والعمالقة سفاهة، كما إن الصغير يبقى صغيراً مهما كبَّروه.. والصعلوك لن يكن سيداً قط إنما قد يُرَقّى إلى درجة عبد مملوك.