توفي الفنان المصري جميل راتب عن عمر يناهز 92 عاما، بعد رحلة طويلة مع المرض.
ورغم أن الفنان الراحل كان قد أوصى بأن لا يقام له عزاء، حرص عدد من الفنانين وعلى رأسهم نقيب الممثلين الدكتور والفنان أشرف ذكي على تشييع جنازة الراحل في جامع الأزهر بالقاهرة بناء على وصيته، ومن النجوم الذين حرصوا على وداع الفنان القدير قبل ذهابه إلى مثواه الأخير، محمد صبحي وعزت العلايلي ومجدي صبحي والفنان عبد العزيز مخيون، والفنانة سلوى محمد علي.
وولد الفنان الراحل في أغسطس/آب 1926 من أب مصري وأم مصرية صعيدية ترتبط بصلة قرابة بالناشطة المصرية الشهيرة هدى شعراوي (1879-1947)، في أسرة محافظة ميسورة الحال. وبعد انتهائه من الثانوية العامة (التوجيهي)، دخل مدرسة الحقوق الفرنسية بالقاهرة، ثم سافر بعد السنة الأولى إلى باريس لاستكمال دراسته، وحصل في بداية الأربعينيات على جائزة الممثل الأول على مستوى المدارس.
وقد أهله إتقانه الفرنسية والإنجليزية للتمثيل في عدد من الأعمال العالمية، لعل أبرزها مشاركته في فيلم “لورانس العرب” إلى جانب النجم المصري الراحل عمر الشريف.
أول ظهور سينمائي له كان في عام 1946 من خلال فيلم (أنا الشرق)، ثم غادر إلى فرنسا مرة أخرى ليواصل عمله الفني في السينما، ثم عاد إلى مصر مجددًا مع منتصف سبعينات القرن العشرين، وبدأ الظهور في السينما المصرية منذ ذلك الحين على نحو مكثف، وشارك في بطولة عدد كبير من الأفلام منها (كفاني يا قلب، ولا عزاء للسيدات، حب في الزنزانة، البداية، طيور الظلام)، كما عمل أيضًا في السينما التونسية والفرنسية، وبجانب السينما عمل أيضاً في الدراما التلفزيونية، ومن مسلسلاته (يوميات ونيس، الراية البيضا، زيزينيا، وجه القمر).
وشارك راتب في عشرات الأفلام والمسلسلات مثل “الكيف” و”طيور الظلام” و”حب في الزنزانة” و”البداية” و”على من نطلق الرصاص”، و”أحلام الفتى الطائر”، و”رحلة المليون”، و”ضمير أبله حكمت”.
وبحسب نقاد يعتبر فيلم “الصعود إلى الهاوية”من أهم المحطات في مشوار الفنان الراحل الفنية، كما كان دور “مفيد أبو الغار” في مسلسل “الراية البيضاء” من أهم الأدوار التلفزيونية التي اشتهر بها في العالم العربي.
وأدى راتب أداء صوتيا مميزا في فيلم عمر المختار لشخصية الضابط الإيطالي توميللي.
يُذكر أن الفنان جميل راتب قد عاد من فرنسا مؤخراً بعد معاناته من أزمة صحية في أحباله الصوتية جعلته يفقد القدرة على النطق ثم تحسن وأصبح يتحدث بصوت خافت.