احتمالات نشوب حرب بين ايران و”اسرائيل” تعتبر عالية جدا، ومما يزيد احتمالات اندلاع الحرب، تحذيرات إيران الأخيرة من ضرب أهداف أميركية وإسرائيلية إذا ما تعرّضت طهران لهجوم أميركي. كما أن ضرب “إسرائيل” لمطار «تي فور» العسكري في تموز الماضي زاد الطين بلّة.
بالتالي، فإن احتمالات اندلاع حرب عالمية تعتبر عالية بما فيه الكفاية للنظر في تداعيات مثل هذا النزاع المميت. وإذا ما اندلعت الحرب فعلاً، فإنها ستغيّر قواعد الاشتباك التقليدية، التي فرضتها حرب عام 1973، آخر الحروب العربية مع “إسرائيل”، وستؤسس لبداية نوع جديد من الحروب العابرة لأكثر من دولة.
ومن الاحتمالات الواردة أن تهاجم إيران “إسرائيل” بشكل مباشر؛ ولأن القدرات الجوية تتفاوت بين البلدين، فإن الحرب قد تقتصر على الضربات الصاروخية المتبادلة.
القدرات الصاروخيّة الإيرانية الدقيقة التي قد تغيّر سير المعركة
يشكّل صاروخ «خرمشهر» البالستي الإيراني الخطر الأكبر حيث يبلغ مداه 2000 كلم وبإمكانه حمل رؤوس حربية عدة بدلاً من رأس واحد. إن وزن الرأس الحربي المثبّت عليه يبلغ 1800 كيلوغرام، ليصبح بذلك أحد أقوى الصواريخ الإيرانية من أجل الدفاع والرد على أي عدو محتمل. وتملك إيران أيضاً صاروخ «سجيل» ومداه 2000 كلم، وهو بالتالي قادر على بلوغ إسرائيل والقواعد الأميركية في المنطقة.
أما الصواريخ الإيرانية التي تُشكّل «التهديد الجديد» فهي من طراز «شهاب 3» التي يمكنها إصابة الكيان الصهيوني حيث يبلغ مداه 1150 كم؛ وفي هذه الحالة يجب نصب منصاتها في المناطق الغربية من البلاد. كما صنّعت طهران عدة صورايخ على غرار شهاب 3 وأضيفت لها تقنيات حديثة وهي جميعاً تعمل بالوقود السائل ومن ضمنها صاروخ «قدر» الذي له قابلية حمل رؤوس متعددة ويبلغ مداه 2000 كم وهناك نوعان من هذا الصاروخ هما قدر «أف» وقدر «أتش» ومن الجدير بالذكر هنا أن الصاروخ الثاني يبلغ مداه 1650 كم.
يُشار إلى أن وقت إعداد صاروخ «قدر» هو 30 دقيقة في حين شهاب-3 يصل وقت إعداده لعدة ساعات. يبلغ طول الصاروخ 15.86 متراً، وزنه المسلّح 17460 كلغ ووزن رأسه الحربي 650 كلغ. نوع الوقود: كما أنه يعمل بالوقود السّائل وهو ينفصل مرة واحدة مع إمكانية فصل الرأس الحربي.
ستحدث هذه المجموعة الكبيرة من الصواريخ بأيدي الإيرانيين تغييراً في ميزان القوى الإقليميّ، إذْ أنّه بالإمكان إطلاقها من إيران وضرب مؤسسات الحكم، مثل الكنيست ومقر وزارة الأمن (الحرب) في تل أبيب ومنشآت عسكرية ومطارات ومحطات توليد كهرباء بدقة كبيرة. وبما أنّ كافة وسائل الدفاع الإسرائيليّة وحتى المتطورة منها، لن توفر أبدًا حماية بنسبة 100%، فإنّه ينبغي الأخذ بالحسبان أنّ صاروخًا من بين كل عشرة صواريخ سينجح في الوصول ليُصيب بنية تحتيةٍ إستراتيجيّةٍ، ووجود صواريخ كهذه يحدث تغييرًا في الوضع الإستراتيجيّ للدولة العبرية.
مما لا شك فيه أن الرد الإيراني سيكون قاسياً على “اسرائيل” لأن القوات الإيرانية اليوم أكبر عما كانت عليه إبان حرب الخليج الأولى عام 1980 كما أنها تمكّنت من تطوير قدراتها الدفاعية والهجومية. إن الأمر الجيد الذي فعلته إيران هو أنها تمكنت من كسر الحصار على أسلحتها من خلال إيجاد المصانع العسكرية وهي اليوم لا تبالي إذا فُرض عليها حصار عسكري.
المصدر: الديار
**