تمكن معهد خادم الحرمين الشريفين ﻷبحاث الحج، ﻷول مرة، من تطوير كبسولات نوم خاصة للحجاج تعتمد على أعلى المعايير التقنية والبيئية، كجزء من خطة طويلة المدى تهدف إلى حج ذكي يعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي والبيئة النظيفة.
وفي الوقت الراهن يعتمد الحجاج في المشاعر المقدسة على المبيت في مخيمات، تم تطويرها كذلك في السنوات الماضية لمراعاة أهم معايير السلامة، كمكافحة الحرائق، والوقاية من الشمس والتلوث.
وتأتي الكبسولة الذكية تتويجا لجهد سنوات، من الدراسات المستفيضة، أملا في أن تطبق التجربة بالكامل في السنوات المقبلة، لتتماشى مع بقية الخطط التي تهدف إليها رؤية 2030 في المملكة العربية السعودية، والتي من شأنها إحداث نقلة نوعية في موسم الحج، تمكن قاصدي البيت الحرام من أداء مناسكهم بيسر وسهولة.
الكبسولة العصرية التي تشبه إلى حد بعيد، تلك التي تعرض في البرامج العلمية لنوم رواد الفضاء في المريخ، تقوم فكرتها على تقليل مساحة وحجم الوحدة المخصصة لنوم الحجاج، لتكون أشبه بغرفة فندقية بكامل تجهيزاتها، وفضلا عن كونها مصنوعة من اﻷلياف الكربونية، وبمساحة لا تتجاوز 2.64 متر مربع، فإنها مزودة بكل معايير السلامة والخدمات الضروية.
وحسب مدير الجمعية المسؤولة عن تطوير المشروع الطموح، فإن الكبسولة المصنوعة بالكامل من الأليف الكربونية، تهدف لخدمة ضيوف الرحمن، من خلال توفير حلول اقتصادية مثالية في الأماكن المزدحمة، مثل المطارات ومحطات القطار واستراحات الطرق السريعة والمواقيت، للراغبين في أخذ قسط من الراحة.
وستوفر لهم حسب منصور العامر، جميع الاحتياجات الشخصية للتحلل من الإحرام والاستحمام وغسل وكي الملابس وحفظ الأمتعة والأمانات. كما يمكن الاستفادة منها في مجمعات الإيواء وإسكان العاملين والمنتدبين كحلول بديلة وأكثر تطورا.
مبادرة الكبسولة الفندقية سيتم دراستها ومعاينة مدى فاعليتها ميدانياً بواسطة معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، من خلال تشغيل 24 وحدة في أماكن مختارة، لاختبار مدى نجاح التجربة.
وأوضح العامر أنه سيتم تجربتها في مشعر منى، وسيستفيد منها بالدرجة الأولى الحجاج التائهون وكبار السن، ومن يحتاجون إلى قسط من الراحة والعناية لمواصلة أداء مناسكهم بيسر وسهولة.
**