وصل الى بيروت صباح اليوم، السفير الجديد للجمهورية الاسلامية الايرانية محمد جلال فيروزنيا آتيا من طهران، لتقديم أوراق اعتماده الى المسؤولين اللبنانيين وتسلم مهامه الديبلوماسية .
كان في استقباله في صالون الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، عضو هيئة الرئاسة في حركة “أمل” خليل حمدان ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائبان علي المقداد وابراهيم الموسوي عن “حزب الله”، الوزير السابق وئام وهاب، توفيق متى وعلي حوماني عن وزارة الخارجية والمغتربين، مدير مكتب السيد علي السيستاني في لبنان حامد الخفاف، النائب السابق محمد برجاوي، ممثل حركة “حماس” في لبنان علي بركة، ممثل حركة “الجهاد الاسلامي” في لبنان احسان عطايا، رئيس الهيئة الادارية في “تجمع العلماء المسلمين” الشيخ حسان عبدالله وعدد كبير من المشايخ ورجال الدين وممثلي الاحزاب وشخصيات.
حمدان
ورحب حمدان في كلمة ألقاها باسم الرئيس بري بالسفير الايراني الجديد، وقال: “باسم الرئيس نبيه بري وحركة “أمل” وهذه الوجوه المشاركة التي تمثل قوى لبنانية وفلسطينية رسمية وشعبية ورجال اعمال من مختلف المناطق اللبنانية، نرحب بكم على الاراضي اللبنانية، وقد تعودنا دائما أن نحيي الجهود التي تبذلها الجمهورية الاسلامية الايرانية تجاه لبنان ودعم هذا البلد ارضا وشعبا ومؤسسات، وبالتالي نحن نؤكد دائما على هذا النهج الذي تسلكه الجمهورية الاسلامية الايرانية نحو لبنان بكل طوائفه، ودعما لحقنا في مقاومتنا وفي مواجهة الارهاب التكفيري والارهاب الصهيوني على حد سواء”.
اضاف: “اليوم يصادف عيد الجيش اللبناني، واللبنانيون جميعا يحتفلون بهذا العيد واذا كنا نفتخر بجيشنا اللبناني، فاننا دائما نتمسك بالقاعدة الماسية الصلبة: الجيش والشعب والمقاومة، ولاننا نؤمن بمقاومتنا للمشروع الاسرائيلي ولاننا نتمسك بجيشنا وبوحدتنا الوطنية، فلبنان مستهدف من قبل الاستكبار العالمي لان كل من يقول بالمقاومة وكل من يدافع عن حقه هو مستهدف”.
وتابع: “لذلك فإن ما يربطنا بالجمهورية الاسلامية الايرانية تاريخ عريق ضارب في عمق الزمن من علماء وشهداء ومسيرة كبيرة جدا، وما يربطنا ايضا هو وحدة المسار في مواجهة الاستكبار العالمي، وفي التمسك بحقنا المشروع لتحرير ارضنا المغتصبة تجاه الفلسطينيين الذين يعانون ايضا والذين نتضامن معهم، وبالامس كانت هناك ايقونة حقيقية التي خرجت من السجن وهي عهد التميمي وهذه رسالة حقيقية للعالم ان المقاومة لا زالت مستمرة وباقية حتى مع الكبار والصغار والاطفال، وهذه ادانة للعدو الصهيوني الذي لن يستثني احدا على الاطلاق”.
وختم: “نحن نرحب بكم دائما وابدا على ارضكم، وان شاء الله فإن المسيرة التي ترسخت تاريخيا لا زالت تعنينا الكثير ونتمسك بها جميعا”.
فيروزنيا
بدوره شكر السفير فيروزنيا مستقبليه في المطار وقال: “يطيب لي ان اتقدم بالشكر الجزيل والتقدير الوافر من كل الاصدقاء الاعزاء والشخصيات السياسية والروحية والاقتصادية الكريمة التي شرفتنا اليوم في هذا الصباح الباكر”.
أضاف: “انه لفخر كبير بالنسبة لي ان آتي اليوم الى الجمهورية اللبنانية الشقيقة كي اكون سفيرا لبلادي في هذا البلد العزيز والشقيق لبنان، وانا اعتقد ان هذه الحفاوة الكريمة في استقبالي اليوم، ان دلت على شيء انما تدل على عمق العلاقات الاخوية المتينة التي تربط البلدين الشقيقين ببعضهما البعض، وهذا ايضا يدل بكل ثقة ان العلاقات الثنائية بين ايران ولبنان هي علاقات خاصة ومميزة وهي ضاربة في عمق التاريخ، ولا شك ان جذور الصداقة والمودة بين الشعبين تمتد في قلوب وابناء البلدين الشقيقين”.
وتابع: “نحن نعتقد انه اذا عدنا الى صفحات التاريخ المعاصر هذه الصفحات تدلنا بشكل واضح انه لطالما هناك وشائج من العلاقات العاطفية والاخوية والانسانية الكريمة والعميقة التي لطالما ربطت بين ابناء الشعبين اللبناني والايراني”.
وقال: “بحمد الله تعالى، فإن العلاقات الثنائية جيدة، ونحن سوف نسعى خلال الفترة المقبلة ان نعمل سويا على الارتقاء بهذه العلاقات الى اعلى المستويات وفي المجالات كافة، سواء السياسية منها او الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وبشكل عام في كل المجالات التي تصب في خدمة المصلحة العليا للبلدين الشقيقين ايران ولبنان، هذه العلاقات التي نريد ونود ان نرتقي بها على المستويين الرسمي من جهة، والشعبي من جهة اخرى”.
وأكد ان “الجمهورية الاسلامية الايرانية لطالما وقفت الى جانب لبنان الشقيق في مختلف المراحل، وهي ستبقى على عهدها دائما بالوقوف الى جانب لبنان في كل المراحل وعلى جميع المستويات وسوف ندعم المقاومة اللبنانية الشريفة والممانعة سواء في لبنان او في فلسطين المحتلة، او في اي نقطة من نقاط هذه المنطقة. وسوف تكون لنا خلال الايام المقبلة لقاءات معمقة ومباشرة مع جميع الاعزاء، وسوف نتطرق خلالها الى مقاربة كل التطورات السياسية الراهنة على مستوى لبنان والمنطقة وسوف نركز على أوجه التعاون المتاحة بيننا”.
وحيا الجيش، وقال: “كما عرفت الان فإن اليوم هو عيد الجيش اللبناني الباسل، فأنا اغتنم هذه المناسبة كي اتقدم بالتهنئة والتبريك من الجمهورية اللبنانية بهذا العيد الوطني، واسأل الباري عز وجل ان يأخذ بيد هذا الجيش الباسل لتحقيق المزيد من الانتصارات، ونحن نؤكد ونثمن على الموقف الذي جاء في سياق كلمة الحاج حمدان، ان هذا المثلث الماسي الجيش والشعب والمقاومة يشكل ضمانة حقيقية للامن والهدوء والاستقرار في ربوع هذا البلد الشقيق، ولا شك اننا نؤيد هذا المثلث كي يبقى حيا ومستمرا على الدوام”.
وختم مجددا شكره لجميع مستقبليه، وقال: “أجدد مرة اخرى شكري وتقديري لجميع الشخصيات التي شاركت في هذا الاستقبال، وان ابواب السفارة مشرعة دائما امام الجميع”.