بحضور رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب وشيخي عقل طائفة الموحدين المسلمين الدروز في سوريا حمود الحناوي ويوسف جربوع وأهالي قرى محافظة السويداء، شيّعت محافظة السويداء، وسط أجواء من الحزن والغضب العشرات من أبنائها الذين سقطوا في الهجمات الإرهابية التي نفّذها “داعش” في محافظة السويداء.
ألقيت خلال التشييع كلمات نددت بالإعتداءات الإرهابية، فكان كلمة لرئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب جاء فيها:
“صاحبا السماحة شيخي عقل طائفة الموحدين المسلمين الدروز، مشايخنا الأفاضل، عائلات الشهداء
أحييكم آباء وأبناء لأبطال دفعوا الثمن نيابة عن السويداء وسوريا
أحييكم وأنتم تسيرون اليوم على طريق سار عليها أسلافنا من قبلنا
أحييكم وأنتم الذين ما بخلتم بدمائكم دفاعاً عن السويداء وقراها وعرضها وأرضها
أحييكم بخجل لأننا لم نكن الى جانبكم بالأمس، أحييكم بخجل واعتذار لأننا تأخرنا ربما عن نجدتكم بالأمس، ولكن وقال وهاب: “هذا هو تاريخ الجبل، أن يدفع الثمن باستمرار دفاعاً عن عروبته وكرامته في مواجهة كل غادر ومحتل، وما هذا الإرهاب إلا محتل جديد سيزول _ إن شاء الله – عما قريب.
نعم في الوقت الذي تتقدم فيه سوريا في إتجاه إنهاء الإرهاب كان الثمن غالياً للسويداء، وكان في كل محطة من تاريخ هذا البلد يدفع السويداء باستمرار الثمن الأغلى وكما دفع آلاف الشهداء في الجيش واللجان دفاعاً عن كل أراضي سوريا، ها هي تدفع اليوم المئات دفاعاً عن أرضها وترابها.
وتابع وهاب: “في السويداء كلمة واحدة نقولها اليوم للجميع وقلناها منذ سنوات، في السويداء لن تنتصروا، في السويداء لن نسمح لكم بكسر إرادتنا، في السويداء لن يُسمح لكم بأن تسجلوا إنتصاراً، سقط شهداء، نعم سقط شهداء، ولكن هناك إنتصار لأبناء السويداء كان بمستوى هؤلاء الشهداء، نعم خلال ساعات استرجعت القرى التي سقطت بأيدي الإرهابيين، نعم خلال ساعات عاد كل شيء الى ما كان عليه إلا أحباء فقدناهم من السويداء ومن القرى التي كانت مستهدفة”.
وأضاف: “نحن في خدمتكم بكل إمكانياتنا وربما كانت متواضعة بعض الشيء، فنحن بحاجة لتضافر الجهود بين أبناء السويداء والدولة السورية لحماية السويداء، وهذا أمر يجب أن يكون موضع اهتمام منا ومن غيرنا لأن السويداء فيها آلاف الشباب والمشايخ الشجعان وهذه كوكبة من الشجعان نشيّعها اليوم، وهؤلاء بحاجة الى الإحتضان والدعم ونحن مستعدون ضمن إمكانياتنا إذا تراصت الصفوف لتأمين هذا الدعم.
وختم وهاب بالقول: “لن نترك السويداء، نحن السويداء بالنسبة لنا هي كجبل لبنان، هي كأي قرية، السويداء بالنسبة لنا هي كأي محافظة سورية، نعم السويداء ستبقى الى جانب الوطن الكبير سوريا السويداء ستبقى جزءًا من هذا الوطن، وستبقى السويداء الخط الأول في الدفاع عن سوريا وعروبتها.
وحيّا وهاب أهالي الشهداء قائلاً: “أحييكم اليوم، وأحيي صاحبي السماحة والمشايخ، أحيي أهالي الشهداء وأقول لكم لن أطيل الكلام لأن لا كلام أمام الدم، فالدم هو أقوى صوت وما صوت يعلو فوق صوت الدم، لذلك أقول لكم، إسمحوا لنا بأن نكون في خدمة هؤلاء الناس الذين قدموا وما بخلوا وضحوا من أجل السويداء وهم يلتحقون اليوم بسلطان باشا الأطرش وأصدقائه الذين قدموا الكثير من أجل تحرير سوريا”.