قدم الموسيقي خالد مزنر أمسية في رحاب “معبد باخوس” في قلعة بعلبك الاثرية، ترافقت مع مشاهد مختارة من فيلم “كفرناحوم” للمخرجة نادين لبكي، الحائز على جائزة “JURY PRIZE” في مهرجان “كان السينمائي” بدورته الحادية والسبعين، في شهر أيار الماضي للمخرجة. وقد خصص ريع الحفل الموسيقي – الغنائي – السينمائي لدعم مهرجانات بعلبك الدولية، تمهيدا للافتتاح الرسمي في العشرين من الشهر الجاري مع “بعلبك تتذكر أم كلثوم”.
وعلى مدى ما يقارب الساعتين، أمتع الفنان مزنر في موسيقاه المفعمة بالمشاعر والنابضة بالحياة، الحضور الذي تقدمهم محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ورئيسة “لجنة مهرجانات بعلبك الدولية” نايلة دي فريج ورئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس.
وشارك مزنر عزفا وغناء وتعريفا إلى جانب الأوركسترا بقيادة المايسترو الفرنسية ماري جان سيريرو ونخبة من الموسيقيين، أمثال الأوكرانية أناستازيا بيترشاك على الفيولون وعازف الأوكرديون ماريو ستيفانو بيترودارك وموسيقيين أفارقة.
استحضرت توليفة مزنر موسيقاه التصويرية للأفلام الثلاثة التي أخرجتها زوجته نادين لبكين: “كراميل” و “هلأ لوين” وكفرحونا”، فجمعت بألحانها ما بين الموسيقى الكلاسيكية الغربية واللمحات الشرقية، خصوصا مع أوتار “القانون” والانغام الأفريقية والأجواء الاحتفالية الدينية التي بدت من خلال مشاركة فرقة “كورال القديسة رفقا” بردائها الملائكي الأبيض، المتحلقة في أعلى المسرح حول شموع مضاءة، أضفت لمسة رومانسية على المشهد، وأدت الفنانة السورية بصوتها الأوبرالي الشجي خمس أغنيات “سكر يا بنات”، “مرايتي يا مرايتي رح إحكي لك حكايتي قولي لي أنا مين؟”، “يمي”، حشيشة قلبي” و”يمكن لو في بيني وبينك حكي كنا حكينا”، ومن المقطوعات الرائعة “رقصة الموت”، “تانغو الكراميل”، “مشكل” و”وينو الحلو”.
وعلى جدار “معبد باخوس” في أعلى المسرح، ترافق مع الحفل الموسيقي عرض مشاهد من فيلم “كفرناحوم” الذي يسلط الضوء على معاناة طفل سوري نازح هجرته الحرب وسوء تعاطي أسرته، وبعد اضطراره إلى العيش وسط ظروف قاسية وصعبة، تمرد على انتهاك حقوقه الإنسانية ووصل به الأمر إلى مقاضاة والديه.
وحرص مزنر على توجيه التحية للمشاركين بالعمل عزفا وغناء فردا فردا، وخص بتحاياه رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك نايلة دي فريج والإعلامية زينة صفير. وخلال الحفل طلب من زوجته لبكي وولديهما ومن بطل فيلم “كفرناحوم” الفتى زين يونس، الصعود إلى المسرح لمشاركته فرحة النجاح ولنيل نصيبهم من تصفيق وإعجاب الجمهور.