زار رئيس “حزب التوحيد العربي” وئام وهاب شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز الشيخ ناصرالدين الغريب، في دارته في بلدة كفرمتى، تناول اللقاء الأوضاع المحلية والإقليمية والشؤون الداخلية في طائفة الموحدين الدروز خاصة فيما يتعلق ببعض المخالفات التي تحصل على صعيد التعيينات في القضاء المذهبي، وقرار نقل السفارة الأميركية الى القدس حيث أكّد الجانبان على وحدة الصف مع المقاومة في كافة القضايا وخاصة في القضية الفلسطينة.
وبعد اللقاء أثنى وهاب على موقف سماحة الشيخ الغريب الذي يشكّل سداً منيعاً في مواجهة كل محاولات توريط الطائفة في مواقف ليست لها إن كان في لبنان أو سوريا أو في كل المنطقة مؤكّداً على أن الغريب لم يخطئ البوصلة يوماً في القضايا الوطنية والقومية والقضايا التي تخص الطائفة وأن موقفه لم تبدله الظروف ولا التطورات بل بقي واضحاً وضوح الشمس، معتبراً أن هذا الموقف ليس مستجداً في طائفة المسلمين الموحدين الدروز بل هو الموقف الحقيقي ونحن حراس لهذا الموقف، وصاحب السماحة هو أكثر مَن يستطيع حمل هذه الأمانة”.
وهنأ وهاب الشيخ الغريب بالإنتصار بتحرير لبنان من الإرهاب وتحرير أماكن كثيرة في سوريا والعراق لأنه شريك بهذا الإنتصار عبر موقفه السياسي المستمر في مواجهة الإرهاب، لافتاً الى موقفه الواضح من قضية فلسطين والقدس، مشيداً بموقف كل من سماحة مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان وسماحة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان في بكركي والذي أحسن توصيف موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي بدا في القمة الإسلامية وكأنه المسلم الوحيد الذي شخّص قضية القدس كما يجب ودافع عنها”.
وإذ بحث مع سماحته في الأمور الداخلية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز على صعيد المخالفات التي تحصل على صعيد التعيينات في المحاكم الدرزية والقضاء المذهبي لافتاً الى محاولة تعيين قاضيين من قضاة المذهب مجدداً، تمنى وهاب على وزير العدل سليم جريصاتي أن لا يمر أي تعيين لا يحظى بالإجماع داخل الطائفة الدرزية خاصة وأننا لا نريد أن تكون التعيينات مستندة الى حسابات إنتخابية، لأننا لا نفرق في هذه الطائفة بين فرد وآخر أو بين مرشح لهذا المنصب وآخر، نحن نفضل أن نعطي الفرصة للجميع ولكن بحسب الكفاءة وليس بحسب الولاء والتزلف أو الإنتماء السياسي، نحن نريد أن نعطي الجميع الفرصة ولا نريد أن نظلم أحداً كما حصل مؤخراً خلال تكليف قيادة الشرطة القضائية فهناك ضابط مستحق وجدير هو العميد ماجد طربيه أزيح من هذا المنصب لأسباب سياسية وهذا أصبح موضوعاً دارجاً ولا نقبله، لأنه يترك أحقاداً وانعكاسات سلبية داخل الطائفة ونحن نرى بأن الجميع يجب أن يأخذ حقه في هذا الأمر ولا يجب أن نميّز بين شخص وآخر”.
وجدد وهاب خلال اللقاء على ضرورة حسم موضوع النفايات في الشوف وعاليه عبر ضمهما الى الخطة المركزية، محذراً من تحرك إذا لم يتم الحسم بموضوع النفايات من الآن حتى رأس السنة لافتاً الى وجود مئات المكبات العشوائية في منطقة الشوف وعاليه خاصة وأن البلديات لا خيار لديها إلا هذه المكبات العشوائية نتيجة منع ضم الشوف وعاليه الى الخطة المركزية.
الغريب
من جهته شكر شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز الشيخ ناصرالدين الغريب وهاب على زيارته مؤكّداً أنه “في خط واحد مع وهاب ومع المقاومة وفلسطين العربية والقدس العربية، مؤكّداً على أن فلسطين لا تتجزأ إلا بتعاون بعض المأجورين في هذه الأمة الذين استغلوا أميركا وسيطرتها وهيمنتها على هذه المنطقة وساروا في ركبها. لذا إذا كان هناك من شعب عربي يسأل عن سيادته وكرامته، فليس في هذا السياق الذي يسير فيه حكام الخليج في هذه الدول العربية”.
ورأى الغريب أن “خطاب المسيحيين في هذه المنطقة من الرئيس عون الى الوزير جبران باسيل الى غيرهم يمثل المسلمين الحقيقيين في هذه المنطقة”.
وإذ أشار الى موضوع تعيين القضاة في المحاكم الدرزية والقضاء المذهبي بطريقة عشوائية لافتاً الى وجود أكثر من 20 قاضياً في محكمة الإستئناف غب الطلب، عندما يحتاجونهم يرسلونهم الى حيث تقضي الحاجة، كشف الغريب عن أموال الوقف السائبة منذ 11 سنة، إذ لا مال في الصندوق ولا إنجازات على الإرض ولا من يسأل، مطالباً المشايخ الأفاضل المسؤولين المباشرين عن أموال الوقف أن يتحركوا لعلهم ينجحون في استعادة بعض هذه الأموال وألا يصمتوا عن الحق، لأننا لا نطالب بأموال الحق من أجل أنفسنا بل من أجل هذه الطائفة الكريمة المنكوبة المحتاجة وحسب الوصايا المعهودة في هذه الطائفة، فتكون هذه الأموال للمستحقين، متسائلاً أين المستحقين وأين هذه الأموال؟”.