دعا رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب الجميع الى الوحدة والتماسك لأن “وحدتنا وتماسكنا، هما سبب إنتصاراتنا، ولا مجال اليوم للتلهي بالأمور الصغيرة”، لافتاً الى أن التحديات أكبر بكثير مما نعتقد، وليكن خطابنا وحدوي، توحيدي، عربي، خطاب ورثناه عن أجدادنا وعن معتقداتنا وإيماننا”، مسجلاً اعتزازه بموقف “مشايخنا وأهلنا حيثما وُجدوا، فتلك هي المجتمعات الحية التي تُكتب لها النجاح بوحدتها وصلابتها في وجه الأخطار التي تجتاحها وبغية القضاء عليها”.
وأضاف: “إننا مطالبون بالحرص على سلامة مجتمعنا ووطننا، ولن نقبل أن نكون أداة في يد متآمر على حقوقنا واغتصاب أرضنا، لذا نؤكّد وقوفنا وانحيازنا الى جانب محور المقاومة هذا هو تاريخ طائفتنا وهذا هو مستقبلها لم يكن لديها تاريخ خارج المقاومة ولن يكون لها مستقبل خارج محمور المقاومة، ونرفض أي مغامرة في إتجاه آخر لذا كونوا قلباً واحداً ولغة واحدة، وكما وحّدتنا الدماء التي سالت في “حضر”، فلنبقى دائماً على خطى التوحيد والوحدة، لنبقى دائماً متغلبين على أعداء الأرض والدين”.
كلام وهاب جاء خلال حفل تأبين أقامه وهاب في دارته في الجاهلية، تقبّل خلاله التبريكات باستشهاد خمسة أبطال من سرايا التوحيد إنضموا الى قافلة شهداء أبناء بلدة “حضر”، بحضور المرجع الروحي في طائفة المسلمين الموحدين الشيخ أبو علي سليمان أبوذياب وعضو المكتب السياسي في “حزب الله” الدكتور علي ضاهر ومسؤول “حزب الله” في جبل لبنان بلال داغر، والمنسق العام للحزب الرغاري الكري اللبناني الأستاذ ابراهيم فرحو، وممثل حركة الشعب الدكتور أحمد قيس، وممثل رئيس الحزب العربي الديمقراطي السيد مهدي مصطفى، ورئيس الحركة الإصلاحية اللبنانية رائد الصايغ، ووفد من المشايخ وحشد من الأهالي الجبل والمناطق والقرى المجاورة وحاصيبا وراشيا، أشاد خلاله ببلدة حضر، التي تختصر معنى المقاومة، في وجه الخطرين الإسرائيلي والإرهاب التكفيري، والتي سطّرت بالأمس ملاحم للبطولة والفداء بشيوخها ورجالها وشبابها ونسائها وأطفالها، محوّلة وجهة المعركة بساعات وحسمت بملحمتها فلول الإرهاب ومَن وقف واءه”.
وأضاف: “حضر نادت “الغيرة يا قوم”، وكان القوم على وقد النداء، يلبون الطلب، ويتسابقون لبلوغ ترابها، فكان الحجيج إليها من كل حدب وصوب، من داخل الجولان، من جبل العرب، من جرمانا من فلسطين ومن لبنان، وارتفعت بيارق سلمان والمقداد وأبا ذر وعمار بن ياسر، فمادت الأرض تحت أقدامهم ودخلنا في قدسية معتقدنا، بأننا جديرون بالإنتصار”.
وتابع: “حكايتنا مع التاريخ ما تبدّلت، ومواقفنا ما تغيّرت، ففي وجه كل طامع كنا الدرع والسيف، وفي وجه كل مستعمر كنا الثورة والقيادة والتحرير.
هو توحيدنا، من معركة الخندق الى مواجهة الإنتداب، الى دخول “إسرائيل” واجتياحها للبنان، بقينا في قرانا، والتزمنا بميثاقنا، فما نالت منا المحن والصعاب، وإن سقط لنا الشهداء، فهم منارة حضارتنا وهم عزتنا ومجدنا وشرفنا وأخلاقنا وأعراضنا، بل هم طلائع قوافلنا الى يوم الدين، على سواعدهم تجسّدت البنادق، وعلى أكتافهم إتّكأت المدافع، وفوق جباههم إمتشقوا النذر لولي الزمان، وصاحب المكان، بأن يوم التلاقي سيكون شعاعاً، يخطف الأبصار، ويغيّر المسار، ونصرخ: ها قد جئنا إليك، نلاقيك بأبهى صور الخلق والإبداع، وكما أردتها لنا يا سيدي ومولاي”.
وأضاف وهاب: “نحن قوم، ندافع عن أرض الإنسان والرسالات، عن أرض الثقافات والحضارات، عن ديار مقدسة برسلها وأنبيائها، عن بلاد علّمت العالم الحرف والشرائع والفتوحات، وهذا يعني أننا ندافع عما كتبه الله علينا من قيم الحق والخير والمعرفة، ولذا حقنا في الصراع، هو حقنا في الوجود، ووجودنا أزلي أبدي سرمدي لا تقتله الحراب، لأن موعده يتجدد في كل عصر وزمان.
وتابع: “بهذا الإيمان نحن ما نحن، وبهذا الإعتقاد نحن مستمرون، وستبقى جباهنا مرتفعة، وستبقى الأرض لنا والوطن ملاذنا، وهو معيار إنتسابنا وقيمة وجودنا.
ووجه وهاب التحية الى بلدة حضر قائلاً: “السلام عليك يا حضر، على شهدائك الكيامين، وجرحاك الثائرين، وعلى ناسك الأبرار الميامين، ستبقين شامخة على خد الوطن كالشامة التي رصّعت وجنة الشهيد الكبير عصام زهر الدين…
تلاقيتم في الجهاد، وترافقتم بالشهاد، مع كل شهداء سوريا، الذين كتبوا تاريخها بدمائهم الطاهرة الزكية، والذين هزموا الحرب الكونية التي تحطمت تحت أقدامهم فارتدوا أكاليل الغار وتيجان الفخار، ودخلتم في سجل الوطن، حكايات للأجيال والأزمان”.
وختم وهاب كلمته متوجهاً بالتحية باسم الجميع الى كل أبناء حضر وشيوخها ونسائها وأبطالها ومقاتليها وشبابها الأبطال، كما أتوجه باسمكم بالتحية الى جنود الجيش العربي السوري من الفرقة الرابعة الذين كانوا حاضرين في حضر والذين كان لهم دور كبير مع شباب حضر في استعادة المواقع التي سقطت في اللحظات الغادرة للهجوم عندما أدخل الإسرائيلي المسلحين من المنطقة التي يحتلها وقطع لهم الشريط ولولا هؤلاء الجنود والناس أبطال حضر لكنا اليوم أمام مشهد جديد ففي البلدة كان هناك آلاف النساء والأطفال وكان يمكن أن يُذبحوا على أيدي هؤلاء السفاحين، فتحية للجيش العربي السوري وتحية كبيرة للرئيس بشار الأسد الذي أعطى أوامره منذ اللحظات الأولى للجيش العربي السوري، وتحية كبيرة كذلك للواء ماهر الأسد الذي وضع كل إمكانيات الفرقة الرابعة في تصرف بلدة حضر منذ اللحظات الأولى للهجوم.
من جهته بارك المرجع الروحي في طائفة الموحدين المسلمين الشيخ أبو علي سليمان أوذياب إنتصار بلدة حضر الباهر على التكفيريين، متوجهاً بالتحية الى أهلنا في هضبة الجولان العالية والزاهرة بمواقف الشهامة والنجدة والمروءة والكرامة.
ثم توجه الجميع لإقامة الصلاة على أرواح الشهداء ليتقبل بعدها وهاب التبريكات بالشهداء.
وجرى خلال الحفل التأبيني عرض فيلم وثائقي عن بلدة حضر وشبابها الأبطال.