التفجيرات الإرهابية ضربت مرة أخرى في الساحل السوري، مستهدفة يوم أمس 23 أيار 2016 مدينتي طرطوس وجبلة، وهي حلقة جديدة من مسلسل الإرهاب الممنهج الذي يستهدف الأمة بأسرها، ومن خلال استهدافه سوريا منذ سنوات، وهذه الهجمة الإرهابية الجديدة أدّت الى استشهاد وجرح المئات من المدنيين، وهي مجازر جماعية موصوفة ترتكبها الجماعات التكفيرية بدعم ومساندة من دول وجهات “عربية” باعت نفسها للشيطان وأصبحت رهينة لأحلامها السوداء وأداة طيعة بيد جهات دولية تعمل على استثمار الإرهاب لتحقيق أهداف سياسية، وهي بذلك تتوافق مع فكر ظلامي تكفيري يعمل على تعميم حالة الفوضى وعدم الإستقرار في المنطقة، أما المستفيد الوحيد من هذه الأعمال البربرية هو عدونا الصهيوني وقوى الهيمنة الدولية التي أوجدته في جسد الأمة كمعول هدم وخراب وتدمير، وعائق في مواجهة أي نهضة حقيقية أو الخروج من الحالة الراهنة التي أريد لها استنزاف طاقات وموارد أمتنا.
وتستهدف التفجيرات الإرهابية صمود سوريا وقوى المقاومة في أمتنا، وهي دليل إفلاس لأصحاب المشروع الذي يستهدف سوريا والمنطقة.
هذه الرسائل الدموية الإرهابية، أصبحت معروفة وهي مرتبطة بوقائع الميدان وهدفها التغطية على إفلاس القائمين عليها وداعميها الإقليميين والدوليين، وهي رسالة تحدّ لروسيا بالذات أيضاً بسبب قربها من القاعدة البحرية في طرطوس وبالقرب من القاعدة الجوية في حميميم، وفي أبعادها تستهدف المجتمع السوري والإنسان العربي وقدرته على العيش بشكل طبيعي على أرضه وإعادة إنتاج نفسه كإنسان مقاوم بكل جدارة.
وفي المحصلة نحن أمام هجمة إرهابية صهيونية المنشأ وأدواتها نكفيرية وأبعادها الهيمنة على المنطقة والإستفادة من الحالة الراهنة، وهي تستهدف مصلحة الإنسان العربي في حاضره ومستقبله، من خلال المشروع الأميركي والصهيوني الذي هو حجر الزاوية في لعبة القتل والتدمير التي تدور في المنطقة منذ سنوات.
وفي التساؤلات المشروعة، أين هي المنظمات الدولية والمحاكم الدولية والرأي العام العالمي من كل ما يجري؟ وأين مواجهة الإرهاب الذي تدعيه قوى الهيمنة الخارجية الأميركية التي تُمسك بالمنظمات والمحاكم ووسائل الإعلام العالمية.
علينا كشف الحقائق ومواجهة الهجمة بكل صلابة وعدم الإكتفاء بالبيانات التي تدين وتستنكر فقط، وخاصة في الوقت الذي يواجه الجيش العربي السوري ومعه قوى المقاومة أعتى قوة إرهابية مدعومة بكل صنوف أدوات القتل والتدمير والمدعومة من قوى إقليمية ودولية ظالمة ماتزال تحرض على استمرار الإرهاب في أعماله الشنيعة.
إن استهداف سوريا طيلة السنوات الماضية، يدل على مدى الحقد الذي يكنّه أعداء أمتنا لهذا البلد الصامد المقاوم الذي رفض الخنوع والإذعان كما فعل غيره، وهذا يتطلب مضاعفة الجهود التي تبذل لفضح أهداف المشاريع الإستعمارية ومدى إنغماس بعض الدول في أعمال تتعارض مع القوانين الدولية والمعايير الأخلاقية.
سوريا اليوم تدفع ضريبة التضحية والفداء وهي تدافع عن كرامة الأمة بأسرها ومعها قوى المقاومة وهي مصممة على تحقيق تطلعات الإنسان العربي في غد أفضل مهما اشتدّت الهجمة.