التورط العسكري السعودي في سورية، قد تشعب دوره، وترسخت أركانه، وأضحت المعركة السعودية هناك قضية حياة أو موت لمملكة مغامر يقودها ولي ولي العهد محمد بن سلمان نحو الجحيم والهزيمة الكاملة.
النظام السعودي كما هو معلوم متورط في مختلف الساحات العربية التي تشهد سفك للدماء والتشريد والدمار وهو ما اثار الهلع والرعب في صفوف شريحة واسعة من الشعب السعودي الذين بدأوا يتحدثون بالعلن عن نظام آل سعود وأخطاؤه القاتلة، وتورطه في نزاع دموي شرس في كل من اليمن وسوريا له تبعات إقليمية خطيرة جدا بعضها متعلق بمصير آل سعود ذاته!
لقد تحولت الأرض السورية لمحرقة حقيقية للجهد العسكري والبشري والإقتصادي السعودي الذي لم يكتف بإرسال المال و السلاح فقط، بل إعتمد إعتمادا جما على حلفائه في المنطقة وفي طليعتهم الجماعات التكفيرية المسلحة الذين هم مجرد بندقية سعودية للإيجار وخاضعة لأوامر ونواهي الوهابيين في السعودية. .
لكن الحرب السعودية – التكفيرية في سورية تعرضت لإنتكاسة واضحة بعد تزايد الخسائر البشرية من المرتزقة أو عناصر الميليشيات، وهو الأمر الذي دفع النظام السعودي لتكثيف دعمه بشكل يتناسب مع إحتياجيات الجماعات التكفيرية العدوانية، فالمملكة العربية السعودية والعصابات التكفيرية المسلحة المرتبطة بها لاتقاتل في «إسرائيل» ، بل في عمق الأراضي العربية وفي قلب الشرق القديم وفي عواصم العرب التاريخية، بغداد ودمشق وعدن … أما القدس فهي مجرد شعار تمويهي يرفعه آل سعود وهم يمارسون كل صنوف الإرهاب التخريبي في المنطقة!، محمد بن سلمان يكرس اليوم مبدأ علني يقول بشكل واضح: “أقتل عربيا سوريا أو عراقيا او يمنيا او بحرينيا .. تصبح سعوديا” !
والعجيب إن السعودية تتصرف في سورية بوقاحة شبه مطلقة وتمارس إرهابا أسود في قتل السوريين والتعدي على خياراتهم، وتحويل الارض العربية لأرض خراب يكون فيها قتل الإنسان العربي مجرد هواية عبثية لمحمد بن سلمان لخدمة مصالح “اسرائيل” في العالم العربي التي توسعت كثيرا و بشكل كارثي وبما يخترق صيغة الأمن القومي العربي وفي ظل صمت شبه تام من ما تبقى من الجامعة العربية.
لقد بلغ اجرام آل سعود مداه الأوسع وتحولت اموال الزيت والنفط لاستقطاب المقاتلين من اصقاع العالم وتوفر المال لمن يقتل عربيا في عمق الأرض العربية..
إنها المهزلة الإقليمية الكبرى في زمن التردي العربي الشامل.