لعل العرب عموما والخليجيين خصوصا لم يفيقوا بعد من فداحة المشهد السوري وهول ما يحصل فيه من اعمال قتل واجرام وتشريد وتدمير وغيرها من الحالات المأساوية الدالة على الاوضاع المزرية التي آلت اليها الامور في المنطقة.
سوريا التي شكلت تاريخيا روح العروبة وعنوانها حوّلها المستعربين الى مرتع كامل ومسرح كامل للجماعات التكفيرية المسلحة من امثال تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة ” للسيطرة وبسط النفوذ بشكل مرعب ومطلق.
سوريا التي كانت مثالا للتقارب العربي – العربي، ومهد الثقافات والحضارات اصبحت اليوم توجه اليها التهمة تلو الاخرى بانها منبه الارهاب التكفيري وهاهو الشعب السوري يدفع القمن المر نتاج مناصرته القضية الفلسطينسة واحتضان المقاومة والدفاع عن القضايا المصيرية.
لكن حمام الدم الذي يسيل على ايدي العصابات الارهابية في سوريا سرعان ما انتشر في غالبية بلدان العالم. آل سعود طغاة ومجرمين وفاسدينوكل من يعاونهم على شاكلتهم.هذه مسألة حتمية، وعلى الاوروبيين مواجهتها بضمير،ومن دون ذلك ستكون هذه سابقة خطيرة وقابلة للتكرار دوما،والعالم الاسلامي مطالب ببذل المستحيل لأحل الحفاظ على تراثه من الوباء الموجود والذي مكّن من ظهور جماعات تكفيرية مجرمة مثل “داعش” و”النصرة” و “القاعدة” وهي تستند الى فتاوى ومزاعم من “مشايخ” وهذا قمة العهر والاجرام.
استمرار الازمة السورية دون موقف اخلاقي حاسم يقضي باخراج الجماعات الارهابيية كلها هو حل مبتور ويعني بشكل صريح استمرار نقل المشهد الدموس والتفجيري الى الدول الغربية .الارهاب لا دين له، الازمة السورية ليست قضية سياسية ولا اقتصادية ولا دينية، ولكنها تحوّلت وبشكل اساسي الى مسألة انسانية واخلاقية بامتياز، واي حديث عنها من خارج ارادة الشعب السوري هو بمثابة “تضييع” الموضوع وتشتيت له.
عداد حصاد الارواح البريئة في سوريا مستمر والسنوات تمضي بلا ملامح للخلاص من الوباء التكفيري مما يعني ان المجتمع الدولي مستمر في غض الطرف والتخاذل، واذا كان هناك جدال على دقائق الحداد التي يجب وقوفها على الضحايا الاوروبيين من جراء الهجمات الارهابية في باريس وانقرة وبروكسل ، فعلى المستعربين ان يحكموا ضمائرهم وهم يحسبون عدد الساعات والايام والاسابيع والشهور المطلوب وقوفها حدادا على الشهداء في سوريا . معادلة تختصر المشهد كله، وعدم الاكتراث لها تؤكد الادانة الواضحة لكل من ساهم في استمرار الجريمة العربية في سوريا.