أقدمت السلطات السعودية على جريمة إعدام الشيخ نمر النمر، وهي جريمة موصوفة بالبشاعة والظلم.
حدث هذا أمام العالم أجمع وهي رسالة الى العالم العربي والإسلامي تقول: بأن مَن ينتقد آل سعود سيسفك دمه. وهي الحادثة المفجعة ولا يمكن الإستخفاف بأبعادها ومضامينها إذ دقت جرس الإنذار بأن صوت الحق والحقيقة معرّض للإغتيال.
ومعروف عن الشيخ النمر بأنه شخصية دينية وسياسية، وخطّ مساراً معتدلاً وسلمياً ومنطقاً عقلانياً في محاكمة الأمور الحياتية السياسية، وتأتي هذه الجريمة النكراء لتؤكّد بأن إعدام الشيخ النمر هو إعدام للعقل والحوار والفكر، وهذه الجريمة الموصوفة هي إذكاء للفتنة الطائفية وأبعادها تشكل خطراً على أمتنا وعلى العالم أجمع.
إرتكبت السعودية بفعلتها هذه خطأ استراتيجياً فاضحاً، ولعبت دوراً تخريبياً في المنطقة من خلال إشاعة أجواء القتل والحقد والتلاعب باستقرار المنطقة والعالم، وعملت على تخريب المفاوضات النووية الإيرانية وقامت بمؤامرة خفض أسعار النفط مسببة الضرر لشعبها وللدول الإسلامية في المنطقة.
وارتكبت السعودية أخطاء فادحة عندما هاجمت اليمن دون وجه حق أو أي شعور بالمسؤولية بإتجاه بلد شقيق ولا لسبب إلا لدوافع السيطرة والهيمنة على الجزيرة العربية والمنطقة.
وتعمل السعودية من خلال خطوات غير محسوبة العواقب، وهي أدّت بأعمالها البشعة الى نمو الإرهاب والتطرف، وأصبح العالم أجمع يعرف بأن نظام آل سعود هو منطلق ومنشأ الفكر التكفيري الذي يدمر ويقتل ويهدد شعوب العالم سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين، وهي بذلك تعمل على إضعاف الدول العربية القائمة، وفتح الأبواب للدول الإستعمارية للسيطرة على مقدرات أمتنا، ومثل هذه الأعمال تخدم الكيان الصهيوني بشكل مباشر.
لقد أثبتت الجريمة السعودية بإعدام الشيخ النمر، بأن السعودية تقدم صورتها الحقيقية والوجه الإستبدادي والإرهابي وتدفع بالفتنة الى أبعاد خطيرة وبعيدة، وبذلك سقط الرهان على أي اعتدال أو تعقل ونحن أمام تداعيات مستمرة بإتجاه المزيد من القتل والتدمير والخراب في المنطقة.
وأمام هذا الظلم الماثل في شبه الجزيرة العربية، يدفع الشعب المظلوم أثمان الأخطاء من مقدراته وتدار الحروب من خلال إضاعة الثروات لا لهدف إلا التدمير والسيطرة وحفلات الجنون والحقد والكراهية، وتضاف صورة جديدة الى صور الإرهاب الذي تمثله “داعش” في المنطقة وتكاد تصل الى حد التطابق في الهدف والوسيلة.
لنرفع الصوت عالياً لفضح تلك الأساليب البربرية التي تهدد مستقبل المنطقة الى عقود قادمة من الزمن وما تسببه من خسائر بالجملة على الصعد الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والحضارية.