في سويداء العرب تتجلى عظمة التضحية والفداء وصوابية الموقف، يا أهل البطولة ومجد تاريخ المقاومة ومقارعة المستعمرين، ويا سويداء القلب، ستبقين منارة للأحرار وسيزداد شموخك وأنت العصية على الفتن والمؤامرات، وسلمت وسلم شعبك الأبي النابض بحب الوطن.
ويا أهل السويداء البواسل نعتز بموقفكم الوطني وهو موقف واضح وصريح يقف الى جانب جيشه العربي السوري، وهو الجزء الأساسي من تكوينه منذ أن وُجد، هدفه رفع راية الوطن عالياً والدفاع عن أرضه وذود هجمات الأعداء وقوى الإرهاب.
لقد حاول تجار الحرب ومروجو الفتن الإستثمار في الإرهاب مرة أخرى من قلب لوزة الى السويداء، لكن خاب ظنهم وفشلوا في تحقيق مآربهم، لأن الخيار السياسي لأهل السويداء واضح المعالم وملتزم بسوريا ووحدتها وقيادتها وهويتها الوطنية والقومية.
كان هدف العملية الإرهابية التي وقعت في السويداء (في 4 أيلول 2015)، ضرب صمود أهل السويداء والتفافهم البطولي حول الوطن، ومحاولة حرف إتجاه البوصلة في إتجاه آخر مغاير، وتوجيه إتهام سياسي خاطئ يؤدي الى خلط الأوراق ويأتي متوازياً ومتزامناً مع ما يعد على جبهة الجنوب السوري، من عمل تقوم به قوى الإرهاب من “نصرة وداعش” وغيرها بدعم من مموليها، وبهدف تحقيق اختراق هام في جبهة الجنوب السوري.
فشل الأعداء في تحقيق هدفهم وتمّ إلقاء القبض على الإرهابي “وافد أبو ترابة” وهذا ما يساهم في فضح مروجي الفتن والمؤامرات ويؤكّد على مدى عمق وحجم المؤامرة التي تستهدف سوريا.
وأثبتت الوقائع، أن تجار الدم السوري يعتمدون على الفتنة التي يؤججها بعض السياسيين من أولئك الذين راهنوا على أعداء الأمة لتحقيق مآربهم، لكنهم لم يحصدوا إلا الخيبة ولعنة التاريخ، وإنه لعمل عظيم أن يتم اكتشاف مجرم التفجيرين في السويداء، ويكون إلقاء القبض عليه فضيحة مدوية لكل أولئك الذين أرادوا الإستثمار في الفتنة ورمي المسؤولية في إتجاه آخر مغاير.
ما حصل ليكن درساً وعبرة لكل معتبر، وليتوقف مَن ينفخ في بوق الفتنة، أولئك الذين لا يبصرون ولا يعون، فقد أعماهم حقدهم واسترخصوا ضمائرهم وفقدوا قيمتهم منذ أن فكروا ببيع أوطانهم للأعداء بأبخس الأثمان، وهم بذلك يلتقون بذات الهدف مع جبهة النصرة الإرهابية وغيرها في إثارة البلبلة والتخريب.
إن محاولات الإرهابيين ومَن يقف خلفهم لتحقيق بعض الأهداف الدنيئة ستبوء بالفشل أمام صمود الشعب العربي السوري وجيشه العظيم وقيادته الحكيمة، وما حصل في الجبل الأشم، جبل العرب، يعطي مؤشراً واضحاً وهاماً يؤكّد صلابة شعبنا وسلامة رؤيته وموقفه الواضح في إنتمائهم السياسي والتصدي للمؤامرات والفتن وهذا ما سيزيد الوطن وحدة وقوة في مواجهة التحديات.
أما أعداء سوريا من إرهابيين وأعوانهم ومموليهم، فهم اليوم يصابون بالقلق الكبير وحالة من الجنون والحماقة بعد الضربات التي وُجهت إليهم في أكثر من مكان في ربوع سوريا الصمود والمقاومة، وموعد النصر النهائي بات قريباً، لذلك يلجأ الإرهابيون الى الفتن وإثارة الشائعات علّهم يحققون بعضاً من مآربهم، لكنهم يحصدون الهزيمة النكراء وتنكشف أوراقهم وخططهم الإرهابية على صخرة صمود الشعب السوري وجيشه وقيادته الحكيمة والشجاعة.