ظهر الفكر القومي منذ عهد النهضة العربية الحديثة كحل للوضع العربي بعد أن قارب العهد العثماني على الإنتهاء بحصيلة قائمة من التخلّف الإقتصادي والاجتماعي من جهة والتعصب القومي المتمثّل بحركات التتريك، ومنذ ذلك الوقت والفكر القومي يتطوّر حول محور جوهري واضح وهو توحيد الأمة العربية.
أما عن أسباب ودوافع تفضيل القومية العربية كمنهاج حياة، أن الأمة العربية هي أمة عريقة مضى على تكوينها زمن طويل وهي أقدم من أمم الغرب وأطول عمراً، وأنها ذات حضارة قوية في التاريخ، والعرب من أكثر الأمم اهتماماً بالأصول والأنساب وأقواهم شعوراً بالخصائص، وهذا لم يمنع التفاعل الفكري بين النهضة العربية والتيارات الفكرية التي كانت سائدة في الغرب وغيره.
ومرّ الفكر القومي في مرحلة إنحسار نسبي بسبب عوامل سياسية ونفسية أكثر منها فكرية، والأمة العربية لم تستسلم لوضع التجزئة والسيطرة الإستعمارية ونشوء الكيان الصهيوني، بل رفضت ذلك الوضع.
وفي التاريخ العربي الحديث، تطوّر الفكر القومي بالتوازي مع تطورات القضية الفلسطينية ومن جميع الوجوه، وعرف العرب الإستعمار الغربي بشكل نفوذ وهيمنة واستعمار مباشر واستغلال إقتصادي، ومحاولات طمس الشخصية القومية ومحاولات الدمج والتذويب بالبلد المستعمر، لكن ما حدث في فلسطين من هجمة صهيونية واستعمار استيطاني هدفه إفراغ الأرض من أهلها وإحلال المستعمرين مكانهم، وهذا ما مثّل صراعاً على الوجود المادي بالنسبة للمواطن العربي، ومن هنا واجهت القومية العربية حالة أكثر تعقيداً وحدّة من وضع التجزئة، أنها حالة الصراع من أجل البقاء ضد خطر وجودي ملموس، والقومية العربية واجهت في قضية فلسطين تحدياً متعدد الأبعاد، تجلّت فيه بشاعة الاستعمار الغربي وزيف إدعاءاته في التقدم واحترام الإنسان.
القومية العربية مستهدفة لأنها تمثّل قوة العرب ووحدتهم
ومن الأمور الهامة التي واجهت الفكر القومي، مسألة العلاقة بالدين التي فحواها المحدد العلاقة بالإسلام، هذه المسألة في بدايتها كانت نتيجة ذلك الوضع المتخلّف الذي ساد في الفترة العثمانية، فترة العزلة عن الماضي الحاضر وروح العصر، وهو فهم خاطئ لروح الإسلام الأولى وعلاقة الروح والجوهر بالشكل، وعن ضعف في القدرة على معرفة التاريخ العربي، إلا أن الفكر القومي حقّق إنجازاً هاماً ونجح في مقاومة سوء الفهم وصحح العلاقة الفكرية بين العروبة والإسلام الذي هو روح العروبة وهو حافز للتقدم، وحقق تقدماً هاماً في مجال اختراق محاولة بناء قاعدة للتناقض بين العروبة والإسلام، وأصبح في الوقت نفسه مؤثراً في الواقع ومتأثراً به، وساهم ذلك في نشوء الحركات القومية التي أصبحت ذات أثر في الوضع السياسي بشكل متدرّج، حتى بلغ مرحلة الفاعلية، وقامت الوحدة بين مصر وسوريا وحدثت الثورة القطرية ذات الإتجاه القومي، وفي مرحلة الدخول في مجال لتحقيق المبادئ، كان هناك نجاح وفشل، وتضامن عربي وعمل مشترك والحرص على الحد الأدنى.
ويمكن القول، إن المحرّك الأساسي الذي فجّر مواهب الأمة العربية في الماضي هو “الدين”، وتلاه المحرّك الأساسي الذي ترك بصماته ومازال وهو القومية العربية التي تعرّضت الى هجوم شرس من قوى الإستعمار والصهيونية التي سعت الى إفشال ما تمّ إنجازه خلال عقود، من خلال بث عوامل التفرقة والإنقسام والتجزئة واللعب على التناقضات الثانوية، وشن الهجمات وكانت حرب عام 1967 وما تلاها من مؤامرات ومعاهدات وغزوات…
وإذا كانت الأمة العربية قد دخلت تحت السيطرة العثمانية مكتملة التكوين القومي، فإنها ظلّت محتفظة بهذا الإكتمال في ظل سيطرة الإستعمار الأوروبي، غير أنها خضعت لـ “مؤامرة استعمارية” أدّت الى تجزءتها وتفتيتها الى دول وكيانات متعددة، ورغم ذلك ظل الفكر القومي متمسّكاً بتحرير فلسطين الكامل واعتبار “إسرائيل” دولة استيطانية عنصرية يتناقض وجودها مع الواقع العملي والمستقبل القومي للأمة العربية في وحدتها الكاملة.
ومن أبرز التحديات التي تواجه الفكرة القومية، هو التحدي الديني المتمثّل بالحركات الإسلامية السلفية، وخطورة هذا التحدي لا تنبع من صفاته الفكرية بل متعلقة بجانب خطير من الحياة العربية هو الإسلام، وفحوى هذا التحدي في الناحية الفكرية هو أن الإسلام كدين يحتوي على نظام كامل للمجتمع في كل زمان ومكان، والنظام هذا في صلب الدين وهو واجب مقدّس، وفي الجانب السياسي يدعو هذا الإتجاه الى نظام حكم على غرار نظام الحكم في صدر الإسلام والى رابطة دينية تحل محل الرابطة القومية، وبالتالي فإن أخطر ما في هذا الإتجاه هو أنه وضع الإسلام في مقابل العروبة كبديل وجعل العلاقة بينهما سلبية، بعكس ما كان عليه الحال عند ظهور الإسلام عندما كانت العلاقة في منتهى الإيجابية، ومهما قيل عن مسألة إن “الإسلام دين ودولة” يبقى الجانب المتعلق بالدولة مدار النقاش، إذ لا خلاف على دور الإسلام كدين، أي أن الخلاف هو حول هل الإسلام دولة بالمفهوم الذي يقدّمه السلفيون؟ وفي قضية التطور الإجتماعي يتفرع عنها الأدلة السالبة أو الموجبة، والسؤال هل المجتمع في تطور خلال الزمن أم أنه ثابت لا يتطوّر؟ إن القول بأن الإسلام دولة يعني بالمفهوم السلفي أن المجتمع لا يتطور بل هو كائن ثابت المعالم، ونفي صفة التطوّر للمجتمع العربي والإنساني يعمّق من حالة الجدل، وهل يعقل أن تكون مجموعة الأنظمة السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي تنظم حياة مجتمع ما ثابتة بمرور آلاف السنين دون أن تتغيّر؟ وأن يقال بالشيء ويتم رفض النتائج هذا هو جدل السلفية كبديل للفكرة القومية.
أما القول بأن الإسلام دين متطوّر وتتّسع مبادئه للتطور الإجتماعي فهو عين الصواب وهو بالضبط ما تقول به الفكرة القومية.
التيار القومي العربي قضى على ظاهرة الإحتلال العسكري
ومن التحديات التي تواجه الفكرة القومية العربية، هو واقع التجزئة الذي خلّفته الظروف الداخلية والخارجية بحيث يكون بوضعه الحالي بديلاً للوضع الوحدوي، وواقع التجزئة أكسبه مرور الوقت قوة أخرى تضاف الى وجود، وتحوّلت الدولة القطرية من وضع البساطة الى وضع أكثر تعقيداً، فتكوّنت لها أجهزة سياسية وأجهزة إدارية لها مصلحة في الوضع الموجود، ثم جاء ظهور ثروات طبيعية في بعض الأقطار العربية وضاعفت من قدرة الدولة القطرية على تحقيق إنجازات اقتصادية واجتماعية وثقافية وقد حسبت تلك الإنجازات لصالح وضع التجزئة خطأ وصواباً.
وبمرور الوقت ظهرت مشاكل إقليمية أدّت الى ظهور صراعات ثنائية قوّت من روح العصبية القطرية، ولم يكن التدخل الأجنبي، خاصة من قبل الدول الكبرى، أقل أثراً سلبياً من ذلك، فالدول الكبرى استطاعت أن يكون لها تأثير على هذه الدولة القطرية أو تلك، وزادت حدة الخلافات بين هذه الدول وأضافت بذلك قوة جديدة الى واقع التجزئة.
والسؤال يتعلّق بتداعيات التجزئة، وهل كان النظام الإقليمي العربي القائم على التجزئة قادراً على حفظ الأمن العربي؟ الجواب على ذلك، يأتي من القضية الفلسطينية والأجزاء الأخرى المسلوبة.
فالوطن العربي معرض لخطر الصهيونية التي استطاعت أن تقطع جزءًا من الأرض العربية وتقيم عليها دولة الكيان الصهيوني، وقد كانت القضية الفلسطينية منذ بدايتها قضية عربية، فالصهيونية صممت خططها على أساس مقاومة البلاد العربية كلها، واعتبرت العدو الذي تحاربه هو الأمة العربية كلها لا الشعب الفلسطيني وحده.
والصهيونية تعتبر العرب جميعاً عدوها الأساسي، وأن هدفها هو تحطيم وإضعاف البلاد العربية الى أقصى ما هو ممكن، والكيان الصهيوني وسّع حدوده عدة مرات، وهو في الوقت الحاضر ليست له حدود رسمية نهائية، والأدلة تشير الى أنه يسير على أساس التوسع في البلاد العربية، وهدفه ليس جزءًا من فلسطين ولا كل فلسطين، بل سيتوسّع بخطوات متتالية كلما استطاع ذلك، ولم يأتِ مشروع الشرق الأوسط الجديد الأميركي من فراغ واجتياح العراق عام 2003 وتداعيات ذلك على مجمل أوضاع المنطقة، وكانت الحرب الصهيو- أميركية على لبنان في أهدافها القضاء على المقاومة المزروعة في روح الأمة، وكان هناك الإجتياحات الصهيونية المتكررة للأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة، ومجمل المشاريع التي تمّت برعاية أميركية، كان هدفها ومازال يتمثّل في تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على مصادر دعمها واستمرارها كقضية حق وعدل، وفي مقدمة ذلك محاولة وأد الفكرة القومية كعامل جامع لوحدة العرب وقوتهم.
المشروع الأميركي هدفه تمزيق العالم العربي
وفي التطورات والأحداث خلال السنوات القليلة الماضية في العالم العربي، كان الأميركي واضحاً في التمهيد لوصول “الإخوان” الى الحكم في مصر خصوصاً بالتنسيق مع تركيا على اعتبار أنهما تنويان تمرير مشروع دولي (دولة إسلامية كبرى) تقوم فيها العناصر المعتدلة بكبح جماح العناصر المتطرفة وهو مخطط اقتنع به الرئيس الأميركي باراك أوباما، وهذا المخطط سيؤدي بالضرورة الى تمزيق العالم العربي وليس الى جمع شمله أو توحيد كلمته، والأهداف واضحة تتمثّل في تعزيز السيطرة والهيمنة الأميركية على المنطقة من خلال إضعافها وجعلها قابلة لشروط الهيمنة تلك بما يؤدي لضمان حماية المصالح الأميركية في المنطقة وتأمين الحماية للكيان الصهيوني رأس حربتها في المنطقة العربية.
وثبت خلال العقود الأخيرة، أن المد الديني الذي اجتاح المنطقة، قد اقتطع من مساحة الإنتماء القومي، ورغم محاولات التوفيق بين التيارين القومي والديني، العروبي والإسلامي، فهذا لم يحصل بسبب الإنقسام بين المذاهب والطوائف في الدين الواحد، وكانت النتيجة إنحسار التيار القومي وترك مساحة واسعة ليشغلها التيار الديني.
وينسى أصحاب المشاريع الهدامة، أن مَن حمل لواء القومية العربية في وقت مبكر، كانوا من المفكرين العرب، وكانت نسبة كبيرة منهم من المسيحيين العرب الذين تجاوزوا الحاجز الديني ليدخلوا في الإطار الرحب للقومية العربية التي تستند الى عامل اللغة المشتركة بما تضعه من ثقافة واحدة وبناء حضاري يضع الإطار الصحيح لمفهوم القومية العربية بمعناها المعاصر، وارتبطت العروبة بالإسلام ارتباطاً جوهرياً في بدايات الدعوة وعصور الفتوحات، وليس هناك جدلاً في أن الإسلام إرتكز على مفهوم العروبة ولكن ليس بشكل عنصري، لذلك ازدهرت المنطقة خلال سنوات المد القومي، ولعل الحركات الوحدوية الحديثة تؤكّد ذلك المعنى، وكانت الحركة القومية هي السند الحقيقي لحركة التحرر والإستقلال الوطني في المنطقة، ولذلك فإن الإرتباط بين المد القومي والتحرر الوطني هو ارتباط شرطي والتلازم بينهما تؤكّده شواهد التاريخ.
وساهم التيار القومي الكاسح في نهاية الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي بالنصيب الأكبر في تحرير الجزائر وإنهاء سطوة الإستعمار في المنطقة والقضاء على ظاهرة الإحتلال العسكري.
صراع المذاهب تمّ تأجيجه لإضعاف العروبة
إن المحاولات الأجنبية لإجهاض التيار القومي لم تتوقّف، والقلق الذي يصيب الدول الإستعمارية من تنامي التيار القومي ماتزال مشاهدها ماثلة وموثقة.
ولا بديل عن التيار القومي الذي يؤسّس لمستقبل أفضل بعيداً عن محاولات الدول الإستعمارية للهيمنة على المنطقة، وبالتالي فإن تماسك الأمة ووحدة العرب هو السبيل الوحيد الكفيل لتجنب الكوارث التي تأتي بها المشاريع المموهة بلبوس الدين وفي مضمونها تشهد منطقتنا الكثير من تداعيات هذه التوجهات، وما ألحقته من ضرر بمصير أبناء أمتنا.
وتمرّ أمتنا العربية بظرف غير مسبوق من التحديات والسلاح الأمضى في هذه المواجهة يتمثّل في التركيز على الهوية القومية والدفاع عن مفهوم العروبة، هذا هو السبيل الوحيد في ظل الأجواء العاصفة والظروف الصعبة التي تواجهها المنطقة.
ويكفي أن نرى ما حلّ بالأمة العربية منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 الذي أشاع كل الصغائر والضغائن والفتن وضرب على أوتار المذاهب والطوائف والإثنيات ما أدّى الى تراجع فكرة العروبة وما تمثّله في ضمير أبناء أمتنا، وكما يحصل من استهداف لسوريا ومصر، وكيف تحاول جماعات دينية تزوير التاريخ وخلط الأوراق في عملية توظيف مبرمجة لخدمة التيار الديني الذي يلتقي مع مشاريع وخطط لدوائر دول الغرب الإستعماري، وكل هذا يجري على حساب التيار الوطني والقومي، حيث تُشن عليه حرب همجية بمنطق جماعة دينية تفرّق بين مذهب وآخر، وهي تعمل لتصفية الهوية القومية والعبث بمقدرات دول عربية عريقة في مواقفها وتصدّيها لقوى الهيمنة الإستعمارية، هذا ما يحاولون فعله لصالح التطرف الديني القائم على العنف السياسي والتحول الى الإرهاب بكافة أشكاله وممارساته الإجرامية، ويغذّيه فكر تكفيري وتدميري، هو الأشد عداوة للعروبة، وهي الباعث على الفتنة والإنقسام، ويؤدي الى صراع مذاهب مفتوح، والمستفيد الوحيد من هذه الحالة، هي قوى الهيمنة الأميركية والصهيونية.
وفي زمن أقلمة الصراعات يتم استغلال الدين عن طريق تزويره وإثارة النعرات بين الطوائف والمذاهب، وهذا يخدم مشاريع الأعداء التي تستهدف أمتنا، وليس صدفة أن يتقاطع الحراك الداعشي مع الوهابية السعودية بخلفياتها، وهذا يخدم “إسرائيل” بأهدافها المتمثلة في تصفية وتهميش القضية الفلسطينية وتحويل وجهة الصراع، والإساءة الى صورة العرب والمسلمين.
ويعمل أعداء أمتنا لتأجيج النيران وإثارة صراع ديني على أسس طائفية ومذهبية، واستخدام مفردات في غير محلها ولا علاقة لها بالدين، وافتعال معركة الهوية وتصدير خطاب طائفي ومذهبي يؤدي الى شرذمة المجتمع ويجعله ضعيفاً على مقاومة المشاريع الهدامة التي تحاول الهيمنة والإصطياد في حالة التجزئة والهوان.
هذا ما أشاع مناخ الإحتقان والتنافر وزاد من الأخطاء القاتلة وأدّى الى فقدان الحس السياسي والرؤية الموضوعية لدى فئة كبيرة من الذين يراهنون على الخراب بغية تحقيق مصالح ضيقة، وتفاجأ الناس بمستوى سلوكيات البعض من أهل الدين، وهذا ما يساهم في فقدان “الإسلاميون” لرصيدهم من التعاطف الشعبي، وبالتأكيد فإن الإنحطاط السياسي تأسّس على إنحطاط فكري، بدا جلياً في معالجتهم المرتبكة للعلاقة بين الدين والسياسة.
وعلى الرغم من اختلاف التيارات الإسلامية وتمايزها، في المحصلة كان الفشل متحكماً بقدرة معظمها على التعاطي مع الواقع، والسبب في ذلك أن مظاهر التديّن تحوّلت الى أشبه ما تكون بطقوس فولكلورية، تعزلها عن الواقع بتوهمات تناقض جوهر الدين ومقاصده، الى قوى “جهادية” ترى في جموع البشر أعداء وتحارب طواحين الهواء، وتدخل مع الجميع في معارك عدمية خاسرة، وحتى الحركات الوسطية، لم تقدم مشروعاً واقعياً أو رؤية واكتفت بإطلاق خطاب فارغ المضمون وقبلت بدور أعدّ لها تحت عناوين مثل “معارضة معتدلة” وهي في حقيقة الأمر أصبحت أداة لقوى إصطفّت الى جانب المشروع الإستعماري الذي يستهدف المنطقة.
نقول، إن المشروع القومي قادر بما يحتويه من مكامن القوة وبواعث النهضة لأن يصبح المعيار الوحيد الجامع لقوة العرب ووحدتهم والمعيار الوحيد لتطلعاتهم ومواجهة حالة التردي السائدة، هذا المشروع يستحضر تاريخ أمتنا المشرق في مقارعة قوى الإستعمار والهيمنة وله أولوياته الواضحة، وهو الوحيد الذي يُبعد التناقضات الثانوية ويصحّح مسار الخلل الذي أصاب بعضاً من أجزاء الإقليم نتيجة التدخلات والمشاريع الإستعمارية والتلاعب بمقدرات الأمة.