في أوج العدوان الإرهابي الذي يستهدف سوريا، والمدعوم من دول النفط والغاز، كانت الإنتخابات البرلمانية التركية التي جرت يوم السابع من حزيران، والحسابات التركية والخليجية سقطت هذه المرة وفضحت أصحابها وما يحضر من عدوان جديد على سوريا وشعبها.
وبالرغم من الفشل المدوي الذي لحق بـ “حزب العدالة والتنمية” وأردوغان تركيا، مازال بعض “العرب” ينتظر من الذين تقربوا وراهنوا على دور تركي لإستهداف سوريا وضمن مشروع واحد لا يجمعه إلا العدوان للنيل من هذه القلعة الصامدة والمقاومة التي أصبحت رمزاً للبطولة والفداء والقدرة على مقاومة الغزاة.
تركيا أردوغان سقطت مرتين ودفعة واحدة، جاء فشل أردوغان في الإنتخابات البرلمانية تعبيراً عن سقوطه الداخلي وبداية لتراجع نفوذه بين الشعب التركي وبعضه كان مخدوعاً بأجندات “العدالة والتنمية”، وجاءت الأحداث لتكشف المستور، وتفضح حقيقة الدور التركي في المنطقة، وسقط أردوغان بسبب صمود سوريا ومقاومتها الغزاة وعدم السماح لهم بتحقيق أياً من أهدافهم المعلنة وتلك المخبأة في أدراجهم.
أما حلفاء تركيا الجدد، أصبحوا لا يقرأون الوقائع كما هي، وبدأت أحلامهم العدوانية تبوح بالكثير، وهم يأملون خروج أردوغان من الهاوية مرة أخرى ليستكمل مشروع عدوانهم، وإذا كان بعض السياسيين الأتراك يقول “ستخف مشاركة تركيا في أحداث المنطقة لكن إلتزاماتهم لن تتوقف فهي إلتزامات دول”.
والبعض في دول مجلس التعاون الخليجي يروّج للدور التركي من باب العدوان ويعترفون صراحة “بأن هناك دور مهم لتركيا في سوريا، والأحداث تتسارع ولا تنتظر أحداً خصوصاً في الشمال، أما في الجنوب فالمملكة السعودية والأردن تقومان بواجبهما هناك، ولكن عندما يلتقي الشمال بالجنوب لا بد حينها، أن يتصل أحدهم بأردوغان، ويطلب منه التعجيل في ما تمّ الإتفاق عليه”.
واللافت هو ما يحاول أنصار “العدالة والتنمية” ترويجه: “بأن نتائج الإنتخابات تكاد تكون مكيدة من السياسي المحنّك أردوغان لفضح أحزاب المعارضة وإظهار عجزها عن إدارة البلاد”.
إن حالة الخلط هذه ومحاولة التأثير في عقول الناس من خلال مزاعم باطلة هي التعبير الأوضح عن مدى الهزيمة التي لحقت بـ “حزب العدالة والتنمية” وبغطرسة أردوغان.
ويسألون عن السبب في تغير المعادلة الداخلية في تركيا، أليست سوريا ومَن معها من قوى المقاومة هي مَن ساهم في هذا الإنجاز من خلال صمودها ومقاومتها الغزاة وفضح أدوارهم؟
إنها مقدمات النصر الآتي لمحور المقاومة، وقبر المشاريع العثمانية الجديدة في المنطقة الى الأبد.