لا فرق بين إستهداف اليمن وشعبه وبين إستهداف الشعب الفلسطيني وقضيته، أساليب القتل والتدمير ذاتها، وأنواع الأسلحة وحتى الأهداف، هي ذاتها، المشروع المعادي يعمل على تدمير مقومات الحياة وفرض الهيمنة والتسلط ومصادر القرار ونهب الموارد وإخضاع البلاد من أجل مصلحة القوى الإستعمارية وخاصة تلك المتصهينة منها، وهذه المرة يتم العدوان الأميركي – الصهيوني بأدوات تدمير تدعي العروبة وهي تعمل بأوامر أسيادها وخدمة لأجنداتهم، وما يثير الإستغراب أن يدعي المعتدون على اليمن بأنهم يقومون بفعلتهم الشنيعة كخدمة للأمن القومي العربي! وهو في حقيقة الأمر خدمة للمشروع الأميركي – الصهيوني الذي أصدر الأوامر بعد أن هيأ المسرح ورسم الأهداف.
والسؤال هنا، كيف تتحقق عروبة اليمن من خلال تدميره بأسلحة أميركية وبأدوات تدعي العروبة وهي خاضعة تماماً لمشيئة أعداء أمتنا، وهم يريدون إخضاع اليمن وشعبه للوصاية الأميركية بأدوات معروفة بالولاء التام لأسيادها، وهل عروبة اليمن تتحقق من خلال قرار أميركي وتأييد إسرائيلي؟!.
والأغرب من هذا وذاك، القرار الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي ويحمل الرقم 2216 وهو دليل قاطع على خضوع هذا المجلس لمشيئة القوى الإستعمارية التي تتقاسم من خلال النفوذ والهيمنة بدلاً من تحقيق الأمن والإستقرار وردع العدوان، وهذا يقودنا الى نتيجة مؤكدة، أن الشعب اليمني سيأخذ قراره المناسب للدفاع عن وجوده ومصيره ومواجهة العدوان وعدم الرهان على مجلس تديره الولايات المتحده ويعمل لخدمتها.
ومن الناحية العملية شكل قرار مجلس الأمن 2216 غطاء دولياً لدعم العدوان والعمليات العسكرية ضد الشعب اليمني، وفرض حصار جائر ضد اليمن، ودعا الى الإلتزام بالمبادرة الخليجية التي تحاول مصادرة قرار الشعب اليمني والتحكم في مصيره من خلال خريطة طريق أميركية تحت عنوان رعاية مجلس التعاون الخليجي.
وفي المحصلة للعدوان السعودي الذي يستهدف اليمن، فهو سيؤدي الى تأجيج التدخل والحروب المذهبية إقليماً.
وعن مخاطر هذا العدوان وما صدر عن مجلس الأمن بشأنه، هناك من يتحدث عن تغطية من المجتمع الدولي وتشريع لتولي دول إقليمية معالجة أزمة داخلية، أي هناك تسليم مصير اليمن لدولة مثل السعودية وترويج هذا الإنجاز الوهم على أنه رسم لملامح النظام الإقليمي الجديد على أبواب تسويات وصفقات تتهيأ لها المنطقة، والبعض من مروجي العدوان يتحدث عن القرار 2216 بأنه يستند الى ميزان القوى على الأرض وهذا كمن يحاول أن يبيع الدهم ويعمم الفشل ويغير إتجاه البوصلة ويخلط الأوراق، ويمنع القرار من وصول جميع أنواع الأسلحة والدعم اللوجستي الى مكون أساسي في اليمن، بينما يتم دعم أدوات المشروع الأميركي – الصهيوني، وبينما ترتع “القاعدة” وأدواتها في المنطقة.
إن مثل هذه الأفعال هي نوع من تكليف دول الخليج للقيام بمهمة شرطي في المنطقة يعمل لخدمة المشروع المعادي، أي أن القرار الدولي يساهم في إدارة الهجوم الذي يستهدف اليمن، وأي دور هذا الذي تقوم به السعودية ويتم فيه إستخدام القوة ضد بلد عربي، وهل يساعدها هذا الى إعادة الإعتبار لذاتها وهي صاحبة ما يسمى مبادرة السلام العربية التي قدمت كل ما يمكن لإرضاء الجانب الأميركي ورغم ذلك دعاها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى التصالح مع مواطنيها قبل التصدي للتمدد الخارجي المزعوم.
وبكل يقين نقول، بأن العدوان الذي يستهدف اليمن سيكون نصيبه الفشل الذريع، وهو يعني بداية النهاية لكل ما تم تدبيره للمنطقة بأسرها، عبر العصابات المستوردة والمحلية خلال السنوات الماضية وفشل في تحقيقه أهدافه، وسيستمر الصراع حتى هزيمة الأعداء.
إنه درس التاريخ وتجارب الشعوب المناضلة في سبيل تحقيق حريتها وتقرير مصيرها.