أنشىء الكيان الصهيوني بالقتل والحروب ومن خلال المشروع الإستعماري للسيطرة على فلسطين والمنطقة، وما يميّز هذا الكيان، أنه استعمار إجلائي إحلالي، هدفه تهجير الفلسطينيين العرب وإقامة كيان عنصري فاشي في فلسطين وثكنة متقدمة في قلب أمتنا العربية والإسلامية.
لا فرق بين صهيوني معتدل وآخر متطرف، كلاهما يريد نفس الهدف ولكنهما يختلفان في طريقة الإخراج وأسلوب القتل، وهذا الكيان قائم على عنصرية بغيضة وهو الطفل المدلّل لدى أسياده في الدول الإستعمارية.
قراءتنا للإنتخابات الإسرائيلية هي من باب إعرف عدوك وهو كيان غاصب ومعركتنا مع العدو هي معركة وجود، ولا تعامل طبيعي مع العدو وكل مَن يتحدث عن فرص لحل إنما خيارات وهمية تأتي من باب التجريب أو التحليل والقراءة.
خلال الحملة الإنتخابية تبارى الصهاينة في طريقة عرض طرقهم لقتل الفلسطينيين، ليبرمان (إسرائيل بيتنا) تحدّث عن قطع رؤوس العرب في فلسطين وعلى طريقة “الدواعش”، أي الإرهاب واحد وإن اختلف في الأوجه والأقنعة وطريقة القتل، وأجمع الصهاينة سواء سمّوا أنفسهم “معتدلين أو متطرفين ومتدينين” على هدف واحد “يهودية إسرائيل” وطرد السكان الأصليين من الفلسطينيين العرب من أرضهم وضم الكتل الإستيطانية والإستيطان وتكثيفه في القدس أي منع قيام دولة فلسطينية كما يحاول دعاة المفاوضات والرعاية في البيت الأبيض الأميركي تسويقه لإستمرار حالة الإنقسام في الصف الفلسطيني والإستمرار في لعبة التفاوض الخادعة، وتمكين المشروع الإستعماري من عمليات النهب المبرمج لإمكانيات وقدرات العالم العربي المفترض، وإبقاء حالة التعمية قائمة من خلال تقسيم العرب بين معتدل ومتطرف أو مَن مع السلام ومَن يقف حجر عثرة في طريق السلام المزعوم، وهو في الحقيقة فرض الإستسلام.
وفي نتائج الإنتخابات نقول، على الشعب الفلسطيني وقواه الحية المؤمنة بخيار المقاومة وتحرير الأرض أو تلك التي راهنت على أكذوبة السلام مع العدو لإسترجاع جزء من الحقوق الفلسطينية، أن ينظر للوقائع بنظرة موضوعية من خلال الحقيقة الماثلة، كيف نواجه الخطر الصهيوني، أنظروا كيف أجمع العدو بكافة فئاته وتصنيفاته السياسية على إنكار الحق الفلسطيني، وهم يتابعون لعبة تبادل الأدوار وتقاسم السلطة والتفنن في تحقيق أهداف المشروع الإستعماري الصهيوني الذي يستهدف أمتنا بأسرها، واليوم يتضح أكثر من ذي قبل، أن أفق عودة الحق من خلال التفاوض ما هو إلا وهم وما يسمى المسيرة السلمية هي مجرد ألعوبة، قبلها تحدث الرئيس الأميركي بيل كلينتون وألغى بنود في الميثاق الفلسطيني وحقق إنجازاً لصالح الصهاينة بدعوى تحقيق السلام وإقامة دولة فلسطينية على جزء من فلسطين التاريخية، وبعده جاء وعد جورج بوش الإبن وعقد مؤتمر أنابوليس وتحدث عن حل القضية الفلسطينية، وقبله وقبله كارتر وبعده أوباما الذي تعرض الى أقصى درجات الإهانة من الطفل المدلل لدى الإمبراطورية الأميركية، نتنياهو هذا، الأكثر حماقة، فرصة للذين لم يقرأوا الواقع كما هو، إنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية.
وفي نتائج الإنتخابات، يظهر المشروع الصهيوني الإستعماري الإجلائي على حقيقته، جميعهم يريدون استمرار الإستيطان والإستيلاء على الأرض وطرد ما تبقى من الفلسطينيين على أرضهم.
وهذه الإنتخابات تستدعي من جميع الفلسطينيين وقوى المقاومة في أمتنا أن تجمع على خيار واحد، إستراتيجية المقاومة ونبذ المفاوضات والأوهام والعمل على تغيير ميزان القوى من خلال المقاومة كما يفعل “حزب الله” وكما تفعل إيران وسوريا والقوى الحية في أمتنا التي تجمع على هذا الخيار، والتركيز على وحدة الشعب الفلسطيني، وفي نتائج الإنتخابات الإسرائيلية هناك خيبة أمل لدى مَن يراهن على عملية السلام ودول “الإعتدال” العربي، فلا رهان على ما يسمى السلام الإقتصادي الذي هو طعم من السم لقتل ما تبقى من الفلسطينيين، ونتنياهو وأمثاله يظهرون اليوم على حقيقتهم أمام العالم أجمع.
لا يهمنا مَن سيشكّل هذه الحكومة أو تلك إلا من باب إعرف عدوك كيف يخطط ويعمل لقتل الفلسطينيين والسيطرة على المنطقة فهو جزء من المشروع الإستعماري، وهنا لا ننسى اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، وما يجري في المنطقة من حروب تستهدف قوى المقاومة في أمتنا، والأرجح أن يتوحد الصهاينة من أجل استكمال مشروعهم، أكان نتنياهو (الليكود) أو هرتسوغ (العمل) كلهم أعداء صهاينة وقتلة، والسؤال ما هو السبيل للمواجهة؟
محمود صالح