عُقد “منتدى العدالة لفلسطين الدولي” على مدى يومي 22 و23 شباط 2015 في بيروت، وكان جدول أعماله حافلاً بالتوصيفات والقراءات القانونية والرؤى السياسية التي تحاول تلمّس طرق الخلاص وكيفية ملاحقة العدو الصهيوني على جرائمه المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني طوال قرن من الزمن: وخلاصة المداولات:
جرائم العدو تتعدى المسألة القانونية، وهي أفعال سياسية بإمتياز من خلال استخدام القتل المتعمد والإغتيال وسرقة الأراضي وفرض وقائع جديدة وتوسع الإستيطان وتهويد الأرض وتهجير ممنهج للشعب الفلسطيني في أرضه والعدو الصهيوني يرتكب جرائمه على مدى قرن من الزمن وهي جرائم موصوفة بنمط واحد.
والسؤال، كيف يواجه العدو؟ هل نطلب العدالة من الأمم المتحدة التي تسكت وتتستّر على جرائم “إسرائيل”؟ ولا أحد في هذا العالم يتحرّك، ما العمل؟ هل نراهن على الحكومات التي عطّلت الديمقراطية في بلادها وغيّرت إتجاه بوصلتها وتطبّع مع “إسرائيل”؟ وهل نعوّل على المجتمع الدولي الذي أعطى وعد بلفور منذ العام 1917 وسلّم فلسطين للصهاينة.
العدالة تتحقق من خلال تعزيز روح المقاومة وعدم الإستسلام، فالشعب الفلسطيني هو الأساس وكل شعوب العالم هي الداعمة للقضية الفلسطينية وهي قضية حق وعدل، والرهان على قيام حراك شعبي في وطننا العربي والإسلامي لدعم القضية الفلسطينية من خلال القوى المدنية والسياسية التي لها دور هام، وتحقيق النصر يتم من خلال الاعتماد على القوة والعمل المقاوم كثقافة وممارسة نضالية.
القضية الفلسطينية تتعرض الى محاولات تصفية وفي وقت تعمل القوى التكفيرية قتلاً وتدميراً، وفي المحصلة الإرهاب الصهيوني والتكفيري يحاول إلغاء الهوية القومية واجتثاث جميع التراكمات النضالية وتشويه الدين الإسلامي.
وبعد أن سقط الرهان على منطق التسوية والرعاية الأميركية المنحازة، أثبتت المقاومة قدرتها وجدواها في الحفاظ على المكتسبات، لذلك فإن التمسك بخيار المقاومة هو السبيل الكفيل بتحرير الأرض وعدم الإستسلام للمشروع الأميركي – الإسرائيلي، وفلسطين لا تستعاد من خلال تقديم التنازلات وإنما بالمقاومة التي يمكن الرهان عليها وهي التي واجهت العدو الصهيوني وأدواته التكفيرية، وبالتأكيد لا خلاص لأمتنا مادام هذا الكيان الفاشي العنصري البغيض قائماً.
وبعد أربعة عقود على إتفاقية كامب ديفيد، جرت أحداث وتراجعات استراتيجية منذ عام 1979 وكانت كارثة على الأمة، هذه التراجعات جعلت النظام الرسمي في معظمه يستجدي الحلول من الولايات المتحدة وأداته “إسرائيل”، وهذا خلق بيئة داخلية فاقدة لأي مناعة، وبدأت عملية تخريب مبرمجة ومحاولة تدمير الدولة السورية واستهداف المقاومة، ولولا تضحيات الجيش العربي السوري ومعه قوى المقاومة في أمتنا لتغيّرت المعادلات.
واليوم تبدو الصورة أكثر وضوحاً، والمواجهة في ذروتها، ونرى الثالوث “الرجعية والإستعمار والصهيونية” وجرائمه بحق الأمة.
العقبات كثيرة أمام تحقيق العدالة لفلسطين، ورهاننا على المقاومة في أمتنا.