لم تأتِ طائرات التحالف “العربي – الدولي” من أجل تأمين استقرار المنطقة وحمايتها من الإرهاب، وتحت هذا الشعار المعلن هناك الكثير من التفاصيل: فالمشروع الأميركي الذي يستهدف المنطقة مازال مستمراً وبأشكاله المختلفة، أساليب جديدة للهيمنة والسيطرة واحتلال جديد هدفه حماية المصالح الأميركية في المنطقة وبأقل التكاليف الممكنة وتعظيم الأرباح والفوائد البعيدة المدى، وإلا فلماذا تمّ تحديد مدة ثلاث سنوات لمحاربة الإرهاب.
الإنجازات التي حققها أبطال الجيش العربي السوري في الميدان خلال الأيام القليلة الماضية وعدد قتلى الإرهابيين من “داعش” و”النصرة” الذين سقطوا بنيرانه، هو أكثر من عدد القتلى الذين سقطوا في ألف غارة قام بها التحالف “العربي – الدولي” ضد “داعش”.
تعمل سوريا وبكل إمكانياتها المتاحة من أجل تعزيز سيادتها الوطنية والحفاظ على ثوابتها الوطنية والقومية، وهي تعلن جهاراً ونهاراً وبكل وضوح، بأن حل الأزمة السورية، يأتي من خلال حوار سوري – سوري، وبعيداً عن الأجندات المشبوهة التي تحاول تحقيق اختراق ما في بنية الدولة والمجتمع السوري عبر استخدام أدوات القتل والتدمير وتقديم الدعم لها.
وبالأمس أعلن وزير الخارجية السورية وليد المعلم “بأن سوريا تعمل مع روسيا وإيران على حل سياسي للأزمة السورية المستمرة منذ حوالي أربع سنوات، وحل يقوم على الحوار بين السوريين من دون أي تدخل خارجي، وأعلن المعلم من طهران التي زارها للمشاركة في مؤتمر دولي “ضد العنف والتطرف”، أنه إتّفق مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف على “مشاورات في سبيل إنجاح الحوار السوري – السوري في موسكو، وسمع من نظيره الإيراني محمد جواد ظريف دعماً لهذا الجهد”.
وأوضح وزير الخارجية السورية وليد المعلم: “بأن سوريا تتعرض لمؤامرة يواصل أطرافها بكل وقاحة تآمرهم، تقودهم كالنعاج الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية ودول معروفة في المنطقة مثل قطر والسعودية وتركيا، وهؤلاء لم يدركوا أنهم بتآمرهم على سوريا، يدفعون الإرهاب الى بلدانهم”، ولذلك ستواصل سوريا صمودها وخيارها الإنتصار على الإرهاب.
وبدوره أكّد وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف موقف إيران الداعم لسوريا وقال: “نحن مع حوار سوري – سوري بعيداً عن الدور الخطير للقوى الخارجية، وأن منطقتنا تواجه أزمة إقليمية وعالمية كبيرة يدفع ثمنها الشعب السوري والعراقي”، واعتبر ظريف بأنه “لا يمكن للإزدواجية والسياسات غير العقلانية أن تحل مشكلة الإرهاب في المنطقة، فتمدد المجموعات الإرهابية يأتي بسبب الدعم المادي، وعلى الدول الإقليمية أن تعي ضرورة تجفيف منابع الإرهاب”.
وتحاول الولايات المتحدة الإمساك الإرهابي بمناطق محددة متصلة مع بعضها، وهي تخشى من نجاح سوريا في عملية التطهير واستعادة السيطرة والاستقرار، وهي تحول دون أي حل سياسي من خلال الإيعاز الى أدواتها في المنطقة بطرح حلول تعجيزية من أجل استمرار الأزمة واستنزاف القدرات السورية.
لقد أثبتت الأحداث صوابية الرؤية السورية في التوصيف والحل، وهي تعرف أسباب الأزمة وطرق معالجتها، وهي تضع مسار الحل من خلال مقومات ناجزة وتحالفات راسخة، وهي تعرف بأن الإرهاب يهدد الجميع.
ويأتي أيضاً التحرك الروسي الذي بدأ يرسم ملامح مبادرته، وهدفها المساهمة في إيجاد الحلول المناسبة، ودور روسيا وموقفها يأتي من باب حرصها على تحالفاتها وتحقيق الإستقرار العالمي وهي تعرف كل الصعوبات الماثلة وما يدبّره الآخرون للمنطقة، والحل الناجح هو الذي يحقق مصالح الشعب السوري ويضع حداً لكل ألاعيب المتربصين بسوريا ومكانتها في وجدان كل مواطن عربي غيور على أمته.