بدأت الضربات الافتراضية ضد “داعش” بعد أن شكّل الجانب الأميركي تحالفه وبشكل يتناسب مع مقاس السياسة الأميركية في المنطقة ووقف ما يحقق له من مصالح مباشرة وبعيدة المدى وبشكل متناسق مع الخطط الموضوعة في هذا الشأن.
أما المشاركون في تلك الضربات، فدورهم لا يتعدى دور “شاهد” في شريعة الغاب، وعليه أن يقدم كامل تكلفة المسرحية تلك، والقواعد التي انطلقت الطائرات منها هي قواعد أميركية وكذلك الطائرات أي عملية “ديكور” لا غير.
إنها محاولة مكشوفة هدفها دفن أدوات الجريمة بعد أن فشل المشروع الاستعماري في تحقيق أهدافه وذلك بفضل صمود وبسالة الشرفاء من أبناء أمتنا، الذين قدموا التضحيات وأقسموا أن لا يمر الأعداء ومشروعهم، وهم على طريق النصر سائرون.
إن عملية مكافحة الإرهاب إذا ما أريد لها أن تنجح، على أولئك أن يلتزموا بالقرارات الدولية في هذا الشأن، وليس الاستفادة من الحالة الراهنة.
“إسرائيل” بالأمس حاولت الاستفادة بشكل مباشر من هذه الأعمال وبالتأكيد هي الشريك الدائم لكل إرهاب بل هي أساس الإرهاب في المنطقة، أطلقت النار على طائرة سورية كانت توجه الضربات للعصابات في المنطقة الحدودية، وهي بذلك تحاول أن تدفع الأمور بإتجاه آخر بالتزامن مع عمليات “التحالف” في المنطقة، والاختباء وراء متاريس تلك العصابات، وهي رسالة جديدة تعبّر عن حالة القلق الذي يعتريها ورغبة في دفع الأحداث كما تشتهي، وهي بذلك تخلف القرار الدولي 2170 بشأن مكافحة الإرهاب.
المنطقة تغلي والتطورات سريعة ومتلاحقة والقوى التي ساهمت في تنمية الإرهاب تحاول الاستثمار فيه، لكن هناك بعض المؤشرات الإيجابية التي تحققت في اليمن، ما حصل من توقيع إتفاق الشراكة الوطنية بين المكونات اليمنية خطوة في الاتجاه الصحيح وهو يعني إقرار بتوازن القوى هناك من شأنه أن ينعكس الى أماكن أخرى وفتح المجال أمام حوار جدي، وأن تكون المصلحة الحقيقية لأهل المنطقة وليس للقوى الاستعمارية التي تحاول اللعب على التناقضات الثانوية والهامشية لإتاحة الفرصة لنجاح المشروع المعادي.
شروط الانتصار متوفرة وأصبحت متكاملة وأكثر مما يتصورون. وبعض دول الخليج (البحرين) أطلقت مبادرة لإنهاء الأزمة في البلاد، ربما تكون مدخلاً لحوار داخلي أيضاً، وبعضها يعيد حساباته من جديد، وهذا لا يعني أن الأمور قد استقرّت لأن الألاعيب الخارجية مستمرة طالما كانت هناك ثغرات ومصالح وما يستدعي أولئك؟!