العدو الصهيوني شنّ عدوانه الواسع على غزة منذ السادس من تموز 2014 ومازال متواصلاً. وأثبتت المقاومة في غزة قدرتها وجدارتها على التصدي ومقاومة العدوان وتكبيده خسائر في ضباطه وجنوده، رغم الفارق الذي لا يقارن في موازين القوى، بين قطاع غزة المحاصر منذ سبع سنوات وبين عدو يملك أكبر ترسانة وقوة تدميرية في المنطقة ويرتكب المجازر بتعمد وتخطيط مسبق ولكنه يقف عاجزاً عن حسم المعركة مع المقاومة الفلسطينية في غزة.
أثبتت حرب غزة جملة هامة من النتائج والحقائق وكشفت الكثير عن عيوب النظام الرسمي العربي في معظمه، حالة الهوان السائدة وعدم وجود حاضنة عربية للإنتصار الكبير الذي حققته المقاومة في غزة، وكأن بعض الدول العربية لم تعد ممثلة في الصراع وحتى بيانات الإدانة والاستنكار أصبحت باهتة وفاقدة لأي شعور بالإلتزام نحو أخوة في العروبة.
ونلاحظ أيضاً غياب الدور المصري الفاعل في حرب غزة، والسؤال: أين حدود الأمن القومي لمصر؟ أليست غزة هي الأقرب تاريخياً وجغرافياً وعائلياً؟ أليست غزة خط أحمر أيضاً كما هو الخليج، الواقع تحت المظلة الأميركية بطلب الرسميين من عرب النفط والغاز؟!.
والسؤال أيضاً: هل معاهدة كامب ديفيد أصبحت قدراً لا رد له؟ وما يحصل من مجازر في قطاع غزة، ألا يسمح الدم الفلسطيني من أن يمحو حبر معاهدات كانت خراباً ودماراً في أكثر من مكان في المنطقة؟
كيف لنا أن نقبل في أن تكون مصر منشغلة في دور الوسيط وهي أم الدنيا كما يقال؟ وكيف أصبح حال الدنيا في هذا الزمن؟
وأين هي المبادرة المصرية والدور المركزي المأمول؟ تقول الجهات الرسمية المصرية: “المبادرة فرصة للتهدئة ودخول المساعدات ومن ثمّ إطلاق المفاوضات”، ألم نشبع مفاوضات وأية مفاوضات، تقول الجهات الرسمية المصرية: “نتحدث عن دولة تعطي أملاً للفلسطينيين في مستقبل أكثر استقراراً، وتعطي للجانب الإسرائيلي الأمان والسلام الذي ينشده في بلاده، إنها فرصة حقيقية لتحقيق ذلك”، وذهبوا بعيداً أيضاً في وعودهم بتحقيق تلك الأهداف، وقالوا: “قد يكون هذا الكلام مبكراً لكنه الهدف الذي نريد أن نصل إليه”.
ونقول وبصدق، نشعر بأن بعض ما قيل يتوجّب التوقف عنده لأنه صريح للغاية وخاصة العبارة القائلة “… تعطي للجانب الإسرائيلي الأمان والسلام”.
نعم، إنهم منسجمون تماماً مع ما يملى عليهم. لقد أصبح الواقع السياسي العربي رهينة بأيدي أعداء الأمة وفي ظلّه تستهدف سوريا والعراق وفلسطين ولبنان، والأمن القومي العربي حكاية من الزمن الماضي، ووصولنا الى حالة يمكن أن يقال عنها “فاقد الشيء لا يعطيه” ولا شيء يخرج من لا شيء، وعظّم الله أجركم!