ما أن تشاهد اعمالهم الاجرامية وتفجيراتهم الارهابية ، حتى تقشعر الأبدان منهم، ومن أفعالهم التي لا تمت للإسلام بصلة ، فالتنظيمات التكفيرية وتحديدا “داعش” هم في الأصل نتيجة وصنيعة من المخابرات الاميركية التي أوجدت التنظيم في عدد من البلدان العربية بغية الدخول في مشروع تفتيت المنطقة .
وكما يقول المحللون في الإعلام فإن اوباما واتباعه في المنطقة هم أكبر المستفيدين اليوم من الحالة الراهنة التي يمر بها االعراق بعد الغزوة “الداعشية” ، فالخبر السوري لم يعد يتصدر نشرات الأخبار بل حل ثالثاً في نشرات الأخبار وصار تركيز الإعلام الغربي والخليجي على تطورات المشهد العراقي وتفاعلاته وتقدم الجماعات المعارضة في الصراع على السلطة في العراق.
«الداعشيون» في أعمالهم التكفيرية من ارهاب وتنكيل وسلب ونهب وسرقة المال العام وتكديس الثروات يشكلون صورة بشعة عن الإسلام بالدرجة الأولى وهم يقتلون بلا رحمة، وفي ذلك مخالفة كبرى لأهم مقاصد الشريعة الإسلامية التي جعلت الحفاظ على النفس وصونها من أهم المعاني الانسانية . ولكن السؤال الذي يطرح اليوم : ، هل من يرفع شعار لا إله إلا الله، يحق له القتل بحجة السير في طريق قيام الدولة الإسلامية في العراق والشام ؟ قطعاً الجواب لا، فالإسلام بريء من هؤلاء وافعالهم التي تشبه افعال البرابرة والمغول ، وهي تتنافى وكل أخلاقيات الإسلام، ومبادئ الحرب والجهاد في سبيل الله.
بعد التمدد المخيف للجماعات المتطرفة بين العراق وسوريا ولبنان يصبح الحديث مشروعا عن ان “داعش”هي الجيل الجديد من تنظيم “القاعدة” بعد ان انقلبت على التنظيم الأم بل وقامت بتكفيره، بينما يرى آخرون أن عدد أعضاء “داعش” وكوادره المسلحة مبالغ في أرقامه إذ إن الذي يكتسح المناطق من الشمال إلى الجنوب هم شباب العشائر السنية التي تدين بالعداء للمالكي ويصرون على تمزيق العراق وجره الى مرحلة خطيرة غير مسبوقة إذ يحاول “الداعشيون” إسقاط الدولة المركزية في العراق التي أسهم الاحتلال الاميركي في تقويضها منذ أكثر من عقد كامل حين قام بتسريح عناصر من الجيش العراقي وجهاز الشرطة وهيئة الاستخبارات تحت شعار اجتثاث البعث.
ومن الساحتين العراقية والسورية ها هو الارهاب يكشر عن انيابه مطلا على اللبنانيين من جديد عبر بوابة الطيونة التي استهدفها بالامس انتحاريٌ يقود سيارة مفخّخة على بعد امتار قليلة من المحتشدين بالعشرات لمتابعة مونديال كرة القدم ،مما يطرح علامات استفهام حول ان يكون لبنان قد اصبح اولوية عند “داعش” بعد التطورات الدرامية في المشهدين العراقي والسوري، وتحوّل ميادين الصراع في هذه الدول الثلاث إلى ساحة واحدة؟
لا شك بأن نار التكفيريين ، بدأت تطوق المنطقة بأسرها من العراق، الى سوريا، الى لبنان الى الأردن، حتى اليمن. وعلى الرغم من كلّ ذلك، يبقى الاسراع بضرب الخلايا النائمة في بعض المخيّمات وخارجها، ، ورفض نقل النزاع من العراق الى مناطق لبنانيّة حسّاسة، وعدم إذكاء نار الفتنة المذهبيّة السنّية – الشيعيّة في الداخل اللبناني، وضبط الوضع الأمني على طول الحدود اللبنانية – السوريّة، خصوصاً تلك القريبة من جبهة القلمون، أو من محور عرسال – الهرمل هي الضامن الوحيد للمصلحة المشتركة بين اللبنانيين لإخماد نار التكفيريين .