ليس الحضور الحضور الاقليمي و الدولي الكبير والمهيب الذي شهدته مصر بمناسبة تنصيب المشير عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر حدثا مصريا فحسب بل هو يحمل دلالات تقول ما هو ابعد من احتفال تنصيب الرئيس السادس لجمهورية مصر العربية التي تمثل مكانة كبيرة على الساحة الدولية كلاعب رئيسي في العالم سياسياً وعسكرياً وجغرافياً.
مصر التي لا تقبل التفتيت او التقسيم ،هي الساكنة في وجدان المصريين الذين كفروا بجماعة “الاخوان المسلمين” ،وتمسكوا بمصر التي ترفض تاريخاً وشعباً وتكويناً كل معالم الانقسام والصراع على أساس ديني أو عرقي أو مذهبي.
لقد تطلع المصريون ومعهم كل العرب والمسلمين الى لحظة تنصيب السيسي باعتبارها بوابة للدولة والشعب، فالشعب المصري أنهكته ملفات كثيرة، من الفقر مروراً بالتطرف والارهاب ، ثم الخوف من المستقبل، بعد ان حاولت جماعة “الاخوان” التضييق على ارواح المصريين وتهديد الدولة المصرية بالتفكيك حجرا حجرا في حال خروجهم من السلطة ،لذلك جهد المصريون على تفويت الفرصة امام كل المراهنات من خلال السعي للعودة للاستقرار، وإفشال كل المخططات المدفوعة الثمن لنشر الفوضى كما في مصر كذلك في مختلف البلدان العربية التي تتقلب على جمر الفوضى، ونار التطرف والمذهبيات والجهل والفقر.
ان مساندة العرب والمسلمين للرئيس السيسي في جمهوريته السادسة، لا يحق لأحد حصرها وتصغيرها في إطار مساندة اتجاه شخصي ضد آخر، فهؤلاء جميعا يدركون الارث التاريخي لمصر العروبة التي لا يجوز التفريط بها ،وباعتبارها المنصة العربية ضد تطرف “الاخوان” الذين حاولوا سرقة مصر قلب الأمة العربية النابض بالحياة، وطمس هوية القاهرة التي كانت وستظل الواجهة الرئيسية لقضايا الوطن العربي ، وحرمان اصحاب العقول النيرة من زيارة بلاد الكنانة كمزار لكبار السياسيين والمثقفين العرب والمسلمين الذين يتطلعون إلى نيل المزيد من العلوم والمعارف.
مصر جمال عبدالناصر صامدة بقوة إيمانها وشعبها الأبيّ الذي لا يرضى بالتنازل عن كرامته من أجل حفنة من اموال الفاسدين ، وشعب مصر أكبر من كل الأجندات الخفية، وأكبر من «الإخوان» ومن كل من يسعى للنيل منها. فهذا الشعب عزيز على الجميع، خاصة ونحن معهم في سفينة واحدة نسير نحو بر الامن والأمان ،فعدونا واحد وهي “اسرائيل” التي لم تخف خوفها من تنصيب السيسي حيث سارعت على لسان نائب رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية السابق «جايكوب نايريا»، في تقرير صدر عن مركز أبحاث القدس للدراسات، للتحذير من السيسي ووصفه من قِبل المصريين بأنه «وريث عبدالناصر» و«منقذ مصر»، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً أمام إسرائيل والولايات المتحدة وخشيتهم من اعادة احياء “الناصرية” .