في هذه اللحظة المفصلية التي يدخل فيها لبنان مرحلة جديدة يختلط فيها التشاؤم بالتفاؤل ، والآلام بالآمال، وتختلف فيها السياسات والمواقف والاجندات ، وتتصارع على احتوائها دول اقليمية ودولية ، يجدر التوقف عند مفاصل مرحلة الشغور على مستوى الرئاسة الاولى التي بدأت تستنزف مقومات نظامنا السياسي المهترئ ،مما يستوجب على كل مواطن ان يتحمل نصيبه من المسؤولية الوطنية، وان يساهم بالقول والفعل في إرساء أسس صحيحة لقيام عقد اجتماعي جديد يعيد النظر بتركيبة الطبقة الحاكمة .
لاشك بأن لبنان يمر في ظروف حرجة انتقلت فيها صلاحيات رئاسة الجمهورية الى حكومة الرئيس سلام ،والتي ترافقت مع الانتقادات التي وجهها غالبية اللبنانيين لرئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان قبيل مغادرته قصر بعبدا بأشهر قليلة ، فاللبنانيون ، لم يفعلوا ذلك ضد شخص سليمان ، بل سعيا الى انهاء مرحلة رمادية اتسمت بالفوضى المدمرة، والانسداد السياسي والاقتصادي، شعروا خلالها بالانهاك والاحباط.
ان بعض اولئك الذين يقودون دفة 14 آذار اليوم هم انفسهم الخطر الاكبر على العهد الجديد. ومن الانصاف القول انهم في الاغلب «متطوعون»، بل «متلهفون للقيام بهذا الدور التعطيلي مدفوعين من دول المصالح .
اما السبيل الى مواجهة هؤلاء فهو الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية يتبرأ علنا من اولئك المنافقين، والمتآمرين على قوة الدولة بشعبها وجيشها ومقاومتها ، والتوصل الى انتاج قانون للانتخابات على اساس النسبية ،يليه وضع خطة سياسية واجتماعية، تؤسس لشراكة حقيقية بين اللبنانيين تبعدهم عن كل مظاهر العوز والحرمان والفساد والرشاوى والاقصاء والتهميش.