يوم الإنتصار، 25 أيار 2000، عيد المقاومة والتحرير، إنه يوم الحقيقة والمقاومة والتحرير، الحق يؤخذ كما الحرية والمقاومة، عمليات المقاومة الإسلامية والوطنية اللبنانية وبفعل التضحيات وتقديم الشهداء، أنتجت إنتصاراً تاريخياً ودحر العدو الصهيوني عن جنوب لبنان العظيم محققة إنتصاراً نوعياً، أصبح رافعة هامة لكل المقاومين في أمتنا والمتطلعين الى رفعتها وعزتها.
لم ينفع القرار 425 الصادر عن مجلس الأمن في تحرير حبة تراب واحدة من أرض لبنان العظيم، كما لم تنفع جميع القرارات الدولية في تحرير شبر واحد من أرض فلسطين العربية، ومثّل الكيان الصهيوني تهديداً دائماً للبنان وخطراً داهماً، لجهة أطماعه التاريخية في أرضه ومياهه، وهذا الكيان الذي زُرع على أرض فلسطين، لم يتوانَ عن الإفصاح عن أطماعه ودوره بأرض لبنان، ومنذ عدوانه عام 1948 وتهجير شعب فلسطين الى مجزرة حولا 1949 الى العدوان على مطار بيروت 1968 والإجتياحات المتكررة منذ عام 1978 تمهيداً لإجتياح لبنان عام 1982.
يوم التحرير والإنتصار، وحدهم أبطال المقاومة مَن ضبطوا توقيتها، وشكّل مقدمة هامة لإندلاع إنتفاضة الأقصى في فلسطين (أيلول 2000)، وهذا يؤكّد وحدة المقاومة في الرؤى والهدف والتكامل والإرادة.
ساهمت المقاومة الإسلامية والوطنية في كسر هيبة العدو وقوة ردعه وغطرسته، وغيّرت المعادلات في المنطقة بشكل كبير، وأصبحت المقاومة نبراساً وإلهاماً لأبناء أمتنا.
جنّ جنون العدو وأسياده في واشنطن، وأثبتت المقاومة أن هذا الكيان هش وأوهن من بيت العنكبوت كما قال أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله.
يا أبطال المقاومة المظفرة، يا أصحاب العطاء والوفاء والتضحيات، يا أصحاب الرايات العالية والهامات المرفوعة، أنتم عنوان الكرامة والكبرياء والوعد الصادق، سجّل لكم التاريخ هذا الإنتصار العظيم، بكم تزهو أمتنا، ومن خلال هذه الرؤى نضيء طريقنا نحو فلسطين لتحريرها من رجس الصهاينة.
أنتم عنوان مسيرة مظفرة نحو القدس، وفجر جديد من الحرية والتحرر لكل شبر من أرضنا العربية، ستبقى راياتكم عالية، وأجيالنا إتّخذت من الإنتصار فاصلة نحو تحقيق أسمى وأنبل الأهداف.