اذا كان الانسان لا يمكن ان يخرج عن قدره ،فانه كذلك لا يستطيع ان يصنع قدرا له يختلف عن قدره المرسوم.
واذا كان هنالك رجالا يصعب الحديث عنهم لأنهم اكبر من ان تحددهم بكلام ،او ان تصفهم بنعوت مهما عظمت ومهما تسامت ،ومع ذلك يطيب لي يا ابا وائل استذكارك والاستدفاء بعطاءاتك.
انها السنة السادسة على رحيل رفيقي غازي عبدالخالق ،امين التعبئة في حزب التوحيد العربي، فغيابك كبير ايها الأمين كحضورك بيننا ،وبحجم انجازاتك التي حملتها روحا على كفك،وحفرتها على جدار التوحيد العربي.
غازي…يا رفيق الدرب…يا من حملت مشعل التحرر في زمن العبودية ،وكنت رجل الحق في زمن الاستقواء،ورجل الاعتدال في زمن التطرف، ورجل الصدق في زمن الكذب، لا حاجة لسرد مآثرك ،فقد طبعت ببصماتك مرحلة كاملة من عمر حزبنا حتى طبعك التوحيد العربي بلونه.
بعد مرور ست سنوات على غيابك نقول كم نفتقدك اليوم بيننا،ما احوجنا الى وجودك،والى امثالك في يومياتنا ،نستذكرك كيف وقفت بيننا يوم كان الموققف اسير الخوف والقلق على الجبل والوطن ، ونستذكرك صلابة في القناعات قلّ نظيرها .
ايها المقاوم لنصرة فلسطين المحتلة التي حملتها في قلبك ،مطالبا بحقوقها ،ومدافعا عن ابنائها ،نحاكيك في صمتنا…ونسمع صوتك في حياتنا ، وها هو ابنك وائل المحروس بدعاء والدته يعدك بأنه مازال على العهد ،اما ابنتك زينة فما تزال تجول في محطات عمرها حين قبلتها وراقصتها ومازحتها…
ايها العروبي الفذّ…ارسل عبرك سلاما الى شهيدنا حمزة صبح ولكل شهداء الغدر والاجرام الذين سقطوا على مذبح الكرامة والعزة في مواجهة الارهاب والتكفير.
ابا وائل …ليس من وداع بيننا …ولكن بعدد الثواني والدقائق والساعات في ست سنوات مرت على غيابك …ندعو لك بالرحمة وان يسكنك الله فسيح جناته.