اذا سألوك عما يمكن للبنانيين أن يفعلوه إذا أحكمت إغلاق الإناء وتركت شعبك يغلي ويهري في نفسه.. فالإجابة سليمان
إذا سألوك عما يملكه العالم الخارجي لك وعما سيقدّمه لك إذا تمسّكت في أذياله وصرت كالخاتم في إصبعه.. فالإجابة سليمان
الإجابة سليمان وجواب نهائي، وأنت مغمض العينين.. دون حذف إجابتين؛ لأنه لا إجابتان لهذه الأسئلة إلا سليمان .. ودون الاتصال بصديق إلا أن يكون صديقا لبنانيا شجاعا أحرق نفسه أمام احد البلديات أو قذف حجرا في وجه الظالم..
لم يرد الرئيس ميشال سليمان عن كل الأسئلة التي تُطرح في امتحان الوضع اللبناني المتأزم.. وفي ظل عهده الذي لم يعترف بمعاني القوة في بلده ،وفي عهد لم يلتفت لنداء الضمير والمسؤولية ولم يقيم وزنا ليوم الحساب..
لم يرد الرئيس سليمان عن سؤال سر قوة لبنان الحقيقية وأين تكمن؟ وهل الالتجاء للعزلة والهجوم على المقاومة يمنع قدرة الله أن تتحقق، أو يحول دون كلمة الحق أن تأتي، وصوت النصر أن يرتفع.. أو سنة التغيير أن تسير، وأن يعقب كل ليل نهار وكل ظلام فجر..
يطل الاستحقاق الرئاسي في وقته المناسب تماما وبعد فراغ طويل عاشته الجمهورية في ظل عهد سليمان ، ليعيد إلى الواقع أذهانا أغرقت في أحلام اليقظة، وقلوبا سرحت في أمنيات الخيال، وظنت الحال يدوم بها ولها.
اللبنانيون سيجاوبون عن سؤال بالغ الأهمية… هل عرف الرئيس سليمان اليوم من العدو ومن الصديق؟ هل نفعه الولاء للغرب والإذعان للسفراء والقناصل ؟ والانحياز لصف الطواغيت في مدرسة الحياة.. لقد باعته في أول موقف، وأعلنت مساندتها لصوت الشعب وكلمة الغد.
لم يقم سليمان طوال عهده وزنا لمواطن جائع منهك يعاديه الواقع والقانون والأحجار الكريهة في قلوب المسئولين..فالظلم مذاقه كريه والشعور بالحرمان قاس يا فخامة الرئيس .. واذا كان الشعب اللبناني لم يتعود ان يثور حين يجوع ،الا انه حتما سيثور حين يفقد حريته، فالحرية مازالت عنده مطلبا أساسيا واحتياجا فطريا؛ يُعتبر الحرمان منه جوعا، فهل كنت تدرك أن ثورة جياع الحرية في الطريق إليك في حال فكرت ولو لبرهة بالتمديد؟
ساعة الحقيقة دقت ،ولن يشعرنا رحيلك عن القصر الجمهوري ببعض الارتباك إذ اننا لم نلحظ وجودك اصلا بما يكفى لكي نفتقد غيابك ، لقد حلّيت كضيف على قصر بعبدا ولم تكن انت نجمه الأول، ولم تسع للنصيب الأكبر من أضواء الزيارة، وحرصت على أن تكون ضيفًا ثقيلا مشغولًا بالهرطقات دون أن تلتفت إلى أمور مجدية ، على رأسها أن بعض ضيوف بعبدا غالبا ما يخطئون في العنوان .