لو كانت غالبية نواب ساحة النجمة , تهاب الشعب وتحسب له حسابا, لما اجترأوا عليه, واستخفوا به, باجراء مسرحياتهم المتكررة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية معروفة ومحسومة النتائج سلفا.
وعند سؤالنا عن القضية الاساسية عند اللبنانيين فبلا شك, ستحتل المسألة الاجتماعية المرتبة الاولى لكونها تتعلق بمصيرغالبية الاسر اللبنانية التي تعاني من الحرمان والفقر والبطالة وغيرها من المشاكل الاجتماعية الخرى.
لذلك لا داعي إطلاقا لشغل الفهلوة وأسلوب اللعب المكشوف مع الشعب, فأنتم يا نواب الامة من اللبنانيين أو هكذا يفترض – وأدرى باحتياجاتهم وأولوياتهم واهتماماتهم. وحقيقة لا ندري من هو ذلك الشخص كبير الفهم والقدرات, عظيم المعرفة والادراك , الذي يتجرأ على الدعوة لاجراء انتخابات نيابية تسبق الانتخابات الرئاسية .
ما يحدث في مجلس النواب , يشعرنا بالحزن والحسرة, لذلك, فإن كان المجلس “سيد قراراته” بالفعل, وقرر التخلي عن التشريع والرقابة والتفرغ للانتخابات الرئاسية فإننا نقترح عليه إجراء استبيان ليس لتحديد الأولويات, أو سلم سلسلة الرتب والرواتب, أو استفتاء المستهلكين بشأن رغبتهم بإدخال “التمر” ضمن السلع المدعومة لشهر رمضان المقبل, وإنما استبيان يُستطلع فيه آراء المواطنين بشأن رضاهم عن مجلس النواب وأداء ومستوى نوابه. هذا هو أكثر استبيان مستحق يتوجب على المجلس إجراؤه للوقوف على مستوى شعبيته التي وصلت إلى الحضيض, وبشكل ليس له مثيل من قبل.
الاستبيان مستحق, بعد تلمس رغبة شعبية منقطعة النظير باستقالة البرلمان الحالي والممدد له اصلا ،وهو مستحق أكثر, بعد سقوط قانون “النسبية” وذلك الشعار الجميل الذي يقول بضرورة تجديد الدماء ومنح الشباب فرصة لتولي شؤون البلد وادارةالمؤسسات . لذلك, فإن كان المجلس جادا بتحسين صورته, وتأكيد عزمه على تصويب مساره, فليس أمامه سوى استطلاع رأي الشعب في المجلس وأعضائه. فمن يدري, فقد تكون نتيجة الاستبيان الصادمة, سببا في عودة غالبية النواب إلى رشدهم, فنحن نعرف نتائج الاستبيان سلفا.