احترام العلماء والمشايخ وتبجيلهم لا يمنع من التنبيه على خطئهم أو تحذير الناس من المنافقين الذين يمالئون المستبدين ويشايعون الحكام الفاسدين ، وقد نبه النبى -صلى الله عليه وسلم- أمته من كل عالم منافق،حين قال : «إن أَخوف ما أخاف على أمتى كل منافق عليم اللسان».
هذا ما ينطبق بالفعل على الشيخ يوسف القرضاوي التي كانت آخر تجلياته معارضته للانتخابات الرئاسية في مصر سعيا منه لكسب ود أعداء الدين من “الاخوان المنافقين ” وغيرهم، وكأنه يعلن بذلك الى فتح باب الفتنة وسلب المصريين حقوقهم المشروعة في اختيار حكامهم .
أمر يصعب تصديقه حينما يتجرأ القرضاوي على مهاجمة الجماهير المصرية المؤيدة للمشير عبدالفتاح السيسي الذين اشتهروا بالتضحية بأرواحهم وبأجسادهم في محاولة منهم للحفاظ على المبدأ القائل إن من حق أفراد الشعب أن يختاروا قادتهم السياسيين.
مضت شهور عديدة على الانقلاب الشعبي الذي أطاح بالرئيس مرسي ومازال القرضاوي مبهور وغير مصدق لما حصل ،فتراه صامتا صمت أصحاب القبور تجاه ذلك الزلزال الديمقراطي ،قبل ان يسارع كأشبه بالناطق الإعلامي للدكتاتوريين الجدد في مصر ليدعو المصريين إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، بحجة ان السيسي قد “استولى على الحكم بالظلم والطغيان!”
غريب امر هذا الشيخ وكم هو منافق فقد اشتاط غضباً ضد المصريين لدفاعهم عن الحقوق الديمقراطية في مواجهة الاستبداد وإنهاء الحكم الفردي الاستبدادي بينما تراه يكيل المديح لجماعة “الاخوان المنافقين” الذين فشلوا في اتخاذ وقفة جادة ضد التوجهات المعادية للديمقراطية في مصر، التي أدت إلى تحطيم الديمقراطية فيها، ما يفضح زيف التزامهم المعلن بحقوق الإنسان.
ايها المنافق تكاد مآقي بعض التماسيح أن تجف من الدمع لفرط ما ذرفت وتذرف من دموع الرياء وتصنُّع الغيرة على حاضر اخوانك المنافقين وعلى ماضيهم ،فدموعك ايها المرتد هي دموع تماسيح تذرف لإخفاء فرح أصحابها بكل ما يعتبرونه قابلا لتهديد وحدة المصريين بالتشرذم والانشطار وتعقيد مشاكلهم الداخلية.
إننا لا نجد تفسيرا لمواقفك الرخيصة إلا في الاسترزاق بالكلمة وتوظيفها في النيل من المصريين الذي دفعوا الاثمان عاليا من أجل حرية التعبير؛ وتعهدوا بدمهم وحريتهم وقوت أطفالهم لمحاربة امثالك من الذين يتاجرون بعلمهم ليس خدمة للانسان وانما من اجل ابتغاء الفتنة وسعيا وراء مكاسب مادية ضيقة وزائلة.