حقاً.. الجمهورية اليوم علي “المحك” وفي مفترق طرق.. تكون أو لا تكون تنهض من فراغها وتنطلق لاستعادة مكانتها وقوتها وقدرتها علي المستويين المحلي والخارجي .. أو تتراجع أكثر وتنزلق إلي الهاوية وتظل ساكنة وشعبها يحبس أنفاسه في انتظار المجهول القادم من بعيد.
من هنا فالتحديات التي تواجه لبنان ومواطنيه في هذه المرحلة الحرجة تختلف كثيراً عما واجهه هذا البلد في أزمنة سابقة.. فلبنان في حالة ارتباك وهياج شعبي والكل يشتبك مع بعضه والكل يختلف مع الآخر.. صحيح أن ما حققته المقاومة من انجازات نوعية على مسار المواجهة مع العدوان الاسرائيلي والارهاب التكفيري أشبه بمعجزة وبالتأكيد سيقف أمامها العالم ومراكز البحوث والدراسات الاجتماعية والسياسية كثيراً، ولكن هل سيطول صبر المواطن أكثر وأكثر بعد تعثر عملية انتخاب الرئيس لاكثر من مرة خاصة وان اللبنانيين في حاجة إلي الشعور بالأمن والأمان والاستقرار؟
اللبنانيون يريدون أن يجنوا ثمار تحملهم كل اشكال القهر والظلم والعنف والارهاب والتكفير .. ولا يريدون برامج انتخابية جذابة تدغدغ مشاعرهم ولا تأتي بنتيجة إيجابية لأنها غير قابلة للتنفيذ.
اللبنانيون يريدون رئيسا يمضي قدما في بناء دولة الحق وتحسين الخطاب بما يضمن تحقيق مصالح الوطن العليا بعيدا عن مظاهر العصبية والفتنة والانقسام ، ومحاربة الفقر والجهل والبطالة وإقامة العدل وعدم التمييز بين الجميع.. ويعترف أيضاً بأن المواطن لن يسمح بأن يكون هناك نظام سياسي يكمم الأفواه ويسلب الحريات.
لم يبق إلا أن نذكر نواب الامة ان الجمهورية أمانة في اعناقهم جميعا ومن يتحمل هذه الأمانة عليه أن يعلم أن اللبنانيين لن يصبروا كثيراً عليهم وأن التاريخ لن يرحم من يلعب بمصير هذا الشعب العظيم..
في الوقت نفسه لابد أن يعي كل اللبنانيين أن عليهم دوراً كبيراً في التلاحم والاصطفاف دون ان ننسى الدور المعهود على وسائل الاعلام في إشاعة روح التلاحم بين كافة فئات وطوائف المجتمع في المرحلة القادمة بعيدا عن اساليب التهييج والإثارة والتي أدت إلي شق الصف وباعدت بين الجميع..