وكانت الشهادة…و كان الموعد عاصفا رغم معطف الاعلام الذي ارتديتموه معا، وفي عيونكم فجأة استكانت رسائل “معلولا ” المقدسة من تعب الحروف.
مع كل نبضة قلب ، مع كل اطلالة لشعاع شمس يتسرب الى غرف زملائكم واهلكم ومحبيكم تقفز انت يا حمزة الحاج حسن وحليم علوة ومحمد منتش اولا الى وجداننا لتكن وجوهكم تحمل الاجابات البديهية على كل الاسئلة فننسى الخيبات المتلاحقة و يغرينا وجودكم لنردم فجوة الغياب..
و هكذا.. بين الارهاب التكفيري و بين ما يقال و لا يقال،انتم … كالينبوع لتخلص الصدر من الجراحات التي تراكمت فارتفع بكم الى السماء حتى بدتم اهات النور المتسلل من شهقة التحدي .
يا فرسان الاعلام ،انتم الحب رعدا و برقا وصحوة حياة، انتم الجنون و العقل، انتم حلما ناصع البياض، بدمائكم الطاهرة نثرتم للعمر قصة عمر.
كنا ننتظر معكم موعد النصر القادم في سوريا لنستدفئ معكم بفكرة انكم موجودون..و تحت مظلة كلماتكم وصوركم كان يستفيض صمتنا على وقع اهازيج الشعب السوري الذي يعزف بطولات جيشه على وتر الشغف والانتصارات .
مدوا اياديكم دعونا نتأكد انكم مازلتم بيننا يا عطر ايام المقاومين ، ولحظات النقاء. انقروا قلوبكم كالعصفور كما تشاؤن فالكثيرين مثلنا يثمنون شهادتكم عاليا و يذكرونكم كلما لمحت قطرة ندى على شبابيك صباحكم بعد ان قضيتم ليلتكم الطويلة تنتظرون غدا ليحملكم الى الجنة باذن الله فوق ورق امنية.
ايها الزملاء ستبقون في قلوبنا دعاء نتلوه كلما حنت الروح، وستظلون كحمامة بيضاء تحمل حقائب المقاومة ، فكلما تحاشى احدهم الدخول في مفترق حبكم ضاعوا بدونكم، ومأزقهم يزداد حين لا بوصلة الا انتم.
وبين لوعة اللهفة، ولوعة اللقاء صدقا يتزاحم الالم، و تظل العبارات محترقة تسُرّ لكم كم فرحنا بلقائكم في مناسبات عديدة كنا نطير فيها بين ذراع الحلم، ولكن ها هو رصاصات الغدر يصيب حتى عمق الروح. ولكن نحن كلما هممنا بمغادرتكم استوطنت كل ذرة فيكم، وكلما نظرنا الى الشفق تشبثنا باطراف قميصكم، فآآه من قلب متورط بكم، ومع كل دقة ما زال يحمل من عطركم تذكارا..
^