ليس بالهجوم على المقاومة وباستعمال المفردات الخشبية او بالتهافت على لعبة المحاصصة , والتنكر للتاريخ يمدد لك في كرسي الرئاسة.
ليس بالخنوع يا ميشال سليمان , ولا بتحويل لبنان الى جمهورية خوف وفقر وبؤس تُبنى الزعامة.
من يسعى الى رئاسة قوية عليه التمسك بقوة لبنان وحفظ مقاومته وتعزيز قدرات جيشه وتجفيف البؤر التكفيرية, وأن تكون وحدانية القرار للمؤسسات, لا رؤساء المحاور وقوى الامر الواقع .
لا يا جنرال. الحكم ليس هكذا ابدا.
لا يا قائد الجيش الاسبق, ليس على هذا النحو يكون القائد الاعلى العتيد للقوات الشرعية المسلحة.
فالطامح للتمديد, والساعي اليه بكل السبل لا يستزلم او يتصرف كالمنقلب على المبادئ والتوازنات , لا يطبق مثال من لا لون له ولا رائحة له ولا طعم له ،انما يكون ضاربا بسيف الحق, سيف الدولة, لا رماح القوى الخارجية التي توجه سهامها المسمومة على المقاومة .
في هجومك على حزب الله هذا يا جنرال ترتكب خطيئة كبرى بحق اللبنانيين, وخصوصا مناصريك الذين آمنوا بك منقذا للبنان بعد اتفاق الدوحة , كما زعمت مرات ومرات, لكنك انقلبت على ذاتك, فمن الداعم الأساس لقانون “النسبية” في الانتخابات ،واحتضان المقاومة, والمقاتل الاول ضد “اسرائيل” الى متردد ومشوش الافكار .
هل هكذا تكون الزعامة القوية؟
هل تعتقد ان ما يتعرض له الشعب اللبناني في بلدك, يبقي لك او لغيرك املا في الوصول الى قصر بعبدا, ألم تدرك بعد ان ميليشيات جبهة “النصرة” و”داعش ” سيحولونه مقرا لمندوب “الدولة الاسلامية في العراق والشام” ؟ هذه هي الحقيقة التي يجب ان تعرفها لتستيقظ من طوفان احلامك وتدرك إلى أين يؤخذ بلدك.
اذا كنت المدافع الاول عن الجمهورية , كما تزعم, كان عليك ان تخوض معركة الدفاع عن حصونها المعنوية ،
وان تثبت فعلا ان لبنان رسالة تحرص عليه كما نحرص على استمراره وابقائه مهد الديانات السماوية والعيش المشترك من التطرف تحت عباءة التكفير.
يا فخامة الرئيس انت في سعيك للتمديد تعرض مصير اللبنانيين في سوق البيع والشراء , وتمنح الارهاب التكفيري صكا على بياض للقضاء عليهم.
ألم تطلع على ادبيات الجماعات التكفيرية التي لا تعترف بمؤسسات ولا لبنان الدولة, ام انك تنتظر كي تأتي “داعش” وتحتل سريرك لتعرف مدى خطورة ما تسعى اليه هذه الميليشيا المسلحة ؟ ألهذا الحد يطير صوابك الطمع في ختم حياتك السياسية بلقب فخامة الرئيس الممدد ولايته؟
المسألة, يافخامة الرئيس , ليست في مناصرة قوى”14 آذار” او تحالف”8 اذار”, وليس مقعد رئاسي هنا أو كلمة في بيان وزاري هناك, إنها معركة لبنان المقاوم , إنها في الحقيقة الدفاع عن لبنان العزة والكرامة , لكنك للاسف اخفقت يا فخامة الرئيس في اهم الامتحانات, فهل تعتقد ان حظا لا يزال لك في الرئاسة او حتى في زعامة زاروب في مسقط رأسك جبيل ؟
^